المهدي يتخذ موقفاً ضبابياً من الشارع ويصف القوات المسلحة بـ”الصندوق المقفول”
الخرطوم 26 سبتمبر 2013 ـ رفض زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي التنبؤ بموقف القوات المسلحة السودانية من الأحداث الجارية وما أذا كانت ستنحاز للشارع ضد الرئيس عمر البشير وإتخذ المهدي موقفاً ضبابياً من دعمه لمايجري على الأرض ، وحذر في الوقت ذاته من قوات أخرى يمتلكها النظام ، داعيا منسوبي حزبه إلى ابتدار إعتصامات سلمية في جميع الساحات والميادين العامة حتى قيام نظام جديد، غير انه لم يحدد تاريخاً بعينه لتلك الدعوة.
وبدا المهدي في مداخلة مع قناة التحرير المصرية في ساعة متأخرة من ليل الاربعاء ، تعقيبا على مظاهرات السودان مرتبكا ومترددا من تحديد موقف واضح حيال مايجري ، وبادر إلى إدانة ما اسما ه بالعنف والعنف المضاد ، وقال أن المشكلة ليست اقتصادية فقط، وإنما هى سياسية فى الأساس، رافضاً الحديث عن مستقبل الاحتجاجات وما اذا كانت ستتحول إلى ثورة شعبية تطيح البشير .
غير انه قال ان العنف الذى استخدمته الحكومة من شأنه ان يدعم الموقف المعارض ويحث على إستمرارية الاحتجاجات داعياً الله ان يلهم الجميع الحكمة وعدم الانجرار لمزيد من العنف.
وإعترف زعيم حزب الأمه بأن حزبه بعيداً عن قيادة تظاهرات الشارع الموصوفه بانها الاقوى في مواجهة حكومة البشير وقال هذه احتجاجات عفوية لاقيادة لها .
وأضاف المهدى قائلا: “نحن ننادى بنظام جديد باعتبار أن النظام الحالى هو المسئول عن مواصلة الحروب والنزاعات، والحروب هى المسئولة عن رفع ميزانية الدولة والزيادة فى الإنفاق، لذلك نحن ننادى بقيام نظام جديد”.
وأعلن المهدى عن مشروع هذا النظام الجديد، وأشار إلى أن الوسيلة التى يتحقق بها هذا النظام الجديد ستكون باعتصامات واسعة فى كل الميادين العامة فى السودان تنادى بهذا النظام الجديد، وإذا استجابت الحكومة السودانية لهذا الموقف، ستكون هناك خريطة طريق له بالتراضى.
ونوه المهدى إلى أن هذا النظام الذى سيحقق هذه الأشياء، لن يأتى إلا من خلال حكم انتقالى يوضع فى ظله دستور جديد، وبموجب هذا الدستور الجديد تجرى انتخابات عامة حرة وفى فترة انتقالية تعالج القضايا الحقيقية فى السودان
وكان المهدي نفى مطلع سبتمبر توصل حزبه إلى أي صفقة تكفل مشاركته في السلطة باعتباره رئيسا للوزراء، ترتيبا على استقباله الرئيس عمر البشير أغسطس ، كما نفى إجراء حزبه أي مباحثات بشأن مشاركته في السلطة القائمة.
واجتمع الرئيس البشير بالمهدي 27 أغسطس الماضي في منزل الأخير مطولا، وقالا عقب الاجتماع إنهما اتفقا على أن تكون قضايا الحكم والدستور والسلام قضايا قومية لا يختص بها أو يسيطر عليها أحد، وإنهما اتفقا على إجراء الاتصالات اللازمة لإبرام اتفاقيات.
والتقى المهدي كلا من وزير المالية علي محمود، ومحافظ بنك السودان محمد خير، وقال المهدي في بيان عقب لقائه المسؤولين الكبيرين، إنهما قدما له شرحا وافيا عن الحالة الاقتصادية والمالية في البلاد، خاصة عزمهما على رفع الدعم عن المحروقات.
وأثارت اللقاءات بين المهدي والبشير والمسؤولين الحكوميين تكهنات بشأن «صفقة» بين الزعيم المعارض والرئيس البشير تكفل له المشاركة في الحكومة، وإجراء تعديلات دستورية تكفل للأخير المشاركة في السلطة باعتباره رئيسا للوزراء.
وكان الرئيس البشير اعلن في مؤتمر صحافي الأحد ان اتفاقاً جاهزاً مع حزب الأمه سيري النور قريباً غير ان القيادية بالحزب وابنة المهدي سارعت لتكذيب البشير.
وقال المهدي مستخدما عبارة شعبية قطعية الدلالة «كو» (وتعني لا) إنه لم يستقبل الرئيس البشير ووزراءه بهدف المشاركة في السلطة، وأضاف وهو يتحدث للصحافيين ، إن لحزبه سياسة معلنة تقوم على تغيير النظام عبر العمل المدني بعيدا عن العنف المسلح والاستعانة بالأجنبي، وإنه تحدث إلى زواره وفقا لهذه الرؤية.
وقطع المهدي بعدم وجود صيغة للمشاركة في الحكم لدى حزبه إلا بالصيغة التي حددها، وبعدم مشاركته في السلطة باعتباره رئيسا للوزراء، وقال: «ما في (لا يوجد) رئيس وزراء قادم، السودان لا يوجد فيه رئيس وزراء، نحن أصلا ما عندنا صيغة مشاركة، إلا في شكل حددناه».
وقال المهدي إنه فهم زيارة وزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي له بأنها تأتي كجزء من تنوير قالا إنهما سيقدمانه للأحزاب، ولا تعني أنهما جاءا ليشاوراه باعتباره رئيسا لوزارة قادمة، وإنه تحدث معهما حول موقف حزبه وسياساته.
وتعهد المهدي الاربعاء بجمع القوى السياسية لتنفيذ الإعتصامات في الميادين للضغط على الحكومة للنزول عند رغبة التغير بتشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد ، مهدداً بانه في حال عدم قبول الحكومة بإشتراطات المعارضة ، ستتحول الاعتصامات إلى عصيان مدني شامل يزيح النظام ويفسح الطريق أمام التغير الشامل.
وادان المهدي ما اسماه بالعنف والتخريب الذى تم في الايام الماضيات، وقال ان التخريب الذى يجري على الارض يعطي المبرر لاستخدام العنف ضده، وسخر المهدي في الوقت ذاته من تصريحات المسؤولين الحكوميين القائلة بإمكانية محاصرة الاحتجاجات المنطلقة الان وقال ضاحكاً “كل نظام واجه احتجاجات قال بذات العبارات”.
ووصف المهدي القوات المسلحة بالصندوق المقفول وقال لا احد يستطيع التنبؤ بمواقفها غير انه عاد وقال استيع أن اوكد ان القوات المسلحة السودانية لن تسمح بتوظيفها لضرب المدنيين العزل .
وحذر المهدي من من قوات أخرى غير الجيش يمتلكها النظام ، واردف ما استطيع ان اقوله ان تربية القوات المسلحة تحول دون الاستعانة بها لضرب عناصر مدنية ، وناشد المهدي الجيش وقوات الأمن والشرطة بالإمتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين ودعا المتظاهرين إلى الابتعاد عن اعمال الشغب والتخريب.