Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الخرطوم تتحول إلى سرادق عزاء كبير .. وأطباء وناشطون يقدرون عدد القتلى بالعشرات

الخرطوم 26 سبتمبر 2013 ـ تحولت الخرطوم ليل الأربعاء إلى سرادق عزاء كبير ،في اعقاب إعمال الحكومة للرصاص الحي في مواجهة المحتجين العزل وتضاربت الإنباء بشأن العدد الحقيقي للقتلى غير ان الجميع اتفق على انهم وصلوا إلى العشرات ومئات الجرحى وقدرتهم مصادر متطابقة بـ 50 قتيلا موزعين على مدن العاصمة الثلاث غير أن العدد الأكبر من القتلى كان في ام درمان.

3-3.jpg

وبحسب مصادر طبية ان جميع الإصابات كانت بالرصاص الحي والمطاطي ومعظمها في الرأس والصدر وبحسب مصادر طبية تحدثت لـ”سودان تربيون” ان العدد لايقل عن الـ”50″ قتيلاً معظمهم من طلاب المدارس الثانوية والجامعات .

وإستمرت تظاهراتٍ الشارع السوداني لليوم الثالث على القرار الحكومي برفع أسعار المحروقات، ولم تتوان السلطات في إطلاق الرصاص الحي على المدنيين العزّل .

في الأثناء أغلقت المدارس بقرار حكومي فيما توقّفت خدمة «الإنترنت» عن مناطق واسعة من البلاد، بينما تسلّلت واشنطن إلى قلب الأحداث بحض سفارتها بالخرطوم كل الأطراف إلى عدم استخدام العنف.

و قتل 9 متظاهرين في ضاحية «اللاماب» نقلت جثثهم إلى مستشفى بشائر القريب، فيما ، قال الطبيب المعروف سيد عبدالقادر قنات: خلال مناوبتي الصباحية اجريت 38 عملية لاسعاف جرحى بإصابات مختلفة مؤكدا أن مشرحة ام درمان استقبلت 36 قتيلا اصاباتهم جميعها في الراس والصدر.

إسقاط النظام:

وردد المتظاهرون في الخرطوم الذين شكل الطلاب القسم الأكبر منهم «حرية، حرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، مسترجعين الشعار الأبرز لـ «الربيع العربي»، وممطرين الشرطة بالحجارة التي ردّت بقنابل مسيل الدموع والرصاص الحي.

وأقفلت المتاجر في الخرطوم والمدينة القريبة منها ام درمان، وقطع عدد كبير من الطرق، اذ اضرم المتظاهرون النار في الإطارات المستعملة او في أغصان الشجر، وانتشرت سحابة دخان كثيفة سوداء فوق عدد كبير من احياء العاصمة.

وأضرم محتجون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، في ثاني حادث من نوعه، بعد حرق مقر للحزب في أم درمان الثلاثاء.

وقال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار في مبنى جامعي وعدة محطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي للمطار قرب فندق فخم. ورأى مراسل «رويترز» الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين فيما هرع مئات من الضباط ورجال الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية والمسلحين بالبنادق أو الهراوات الى وسط المدينة.

وفي الخرطوم بحري، اكد احد الشهود انه شاهد ست سيارات احرقها المتظاهرون. وأقفلت الشرطة عند الظهر قسما من محور الطرق المؤدي الى المطار، وتوقفت وسائل النقل العامة.

2-5.jpg

مظاهرات الولايات :

وفي نيالا ثاني اكبر مدينة في منطقة دارفور بغرب السودان قال شهود ونشطاء لوكالة «رويترز» بالهاتف إن حوالي ألفي طالب تظاهروا احتجاجا على الحكومة، ورشق كثيرون الشرطة بالحجارة وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع،كما اندلعت احتجاجات في ود مدني والمناقل بولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم وردد المئات «لا لغلاء الأسعار».

وسار مئات الأشخاص منهم طلاب في بورتسودان، المرفـأ الوحيد في البلاد على بعد الف كيلومتر شمال شرق الخرطوم، كما افاد شهود ان الشرطة فرقت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات.

وشهدت مدن عطبرة شمال السودان وكوستي جنوب الخرطوم إحتجاجات محدودة بينما خرج مئات الأشخاص في مدينة الدويم ورشقوا الشرطة بالحجارة قبل ان تتمكن من تفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات

تعليق الدراسة

في الأثناء، أعلنت السلطات السودانية اقفال المدارس في الخرطوم حتى نهاية الشهر الجاري للحيلولة دون وقوع تظاهرات طلابية كما حدث سابقاً، وأوضحت مصادر سودانية أن وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم قررت تعليق الدراسة بمدارس الولاية، نتيجة للأحداث والتظاهرات التي تشهدها العاصمة.

كما تعطلت الدراسة في عدد من الجامعات السودانية وتم تأجيلها إلى إشعار آخر، وأعلنت جامعة سنار تعطيل الدراسة في كل كلياتها المختلفة إلى ما بعد عيد الأضحى.

وحاولت الحكومة امتصاص آثار التظاهرات بالإعلان عن إعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة من رسوم الدراسة والامتحانات، وأبقت على تعرفة المواصلات في بعض الأحياء الطرفية في الخرطوم على ما هي عليه.

الإنترنت:

وفي تطور آخر، تعذر الدخول إلى شبكة الإنترنت في العاصمة السودانية الخرطوم على وجه التحديد والولايات ، الأربعاء، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت السلطات قد أوقفت الخدمة لمنع النشطاء من تنسيق الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تعلق أي من الشركات المزودة للإنترنت أو الحكومة على انقطاع الخدمة إلى الآن.

وبدأ ناشطون سودانيون مناهضون للحكومة بث أشرطة فيديو وصور، عبر شبكة الإنترنت، تظهر العنف المفرط الذى استخدمته الحكومة ضد المتظاهرين ، وانتشرت صوراً بشعة لجثامين تلاميذ المدارس الثانوية مرمية في شوارع الخرطوم وكشفت الفديوهات مواجهة الشرطة العنيفة للمظاهرات التي تحولت إلى مطالباتهم إلى إسقاط الرئيس السوداني عمر البشير.

وترافق مع انقطاع الإنترنت توقف بث بعض القنوات الفضائية السودانية المرتبطة في بثها بالشبكة العنكبوتية غير انهها تمكنت في وقت لاحق من إعادة البث .

أميركا على الخط:

1-6.jpg

وفي أول رد فعل دولي، دعت السفارة الأميركية في الخرطوم كل الأطراف إلى عدم استخدام العنف، مشيرة إلى أنّها تحض السلطات على احترام الحريات المدنية وحق التجمّع السلمي، لافتة إلى أنّها «تلقّت تقارير مؤسفة عن إصابات بليغة وأضرار بعدما اخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفاً.

وقال بيان صادر عن السفارة : «في هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع التزام الحذر وضبط النفس.

ورفعت الحكومة الدعم على الوقود الاثنين الماضي سعيا لتقليص العجز المتزايد في ميزانيتها، ما أثار حالة من الاستياء العام لأن الإجراء أضر بالفقراء، ومن المرجح أن يزيد من التضخم.

ورجح رئيس الهيئة السودانية للدفاع عن الحريات فاروق محمد إبراهيم امتداد المظاهرات إلى أماكن خارج العاصمة الخرطوم، “في حال استمرت حشود المواطنين في النزول إلى الشوارع”، لا سيما مع مواصلة قوات الأمن “قمع المتظاهرين”.

واستبعد إبراهيم في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن يعود الهدوء إلى شوارع الخرطوم قريبا، قائلا إن “الحكومة تتجه إلى اتخاذ إجراءات واضحة لقمع المظاهرات”، خصوصا وأن “الفساد في المؤسسات الحكومية وصل مرحلة لا يمكن السكوت عنها، وأن إصلاحها يتطلب وقتا طويلا”، ما قد يرفع وتيرة التوتر في الشارع.

وأشار إلى أن “تضخم الجهاز الحكومي والفساد، والغلاء” دفع الناس للنزول إلى الشوارع دون تعبئة من الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة، مشيرا إلى احتمال تصاعد المظاهرات خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأكد فاروق، أنه في حال وصلت الاحتجاجات في السودان إلى “مرحلة صعبة” تستدعي تدخل جهازي الجيش والشرطة، فإنهما “سينحازان إلى مطالب ومظالم الشعب”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تدخل الجيش “غير مأمون الجانب”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.