الخرطوم وجوبا ترتبان لإستقرار طويل في العلاقات
الخرطوم 8 سبتمبر 2013- قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أن تسهيل انسياب الحركة الاقتصادية والتِّجارية بين الخرطوم وجوبا يستلزم التوقيع على بعض الاتفاقات، قاطعا بعدم وجود اى صعوبات في تنفيذ اتفاق التعاون بين البلدين فى اديس أبابا قبل عام كامل واصفاً زيارة الرئيس سلفاكير ميارديت الاخيرة للخرطوم بالإيجابية.
وقال كرتي فى تصريحات للاذاعة السودانية بثتها على الجمعة، إن الفرصة متاحة بصورة أسرع خاصة بعد المعابر التي تم الاتفاق عليها.
وأكد أن الانسياب فى المعاملات يساعد في منع أية جهة عدائية من إفشال العلاقات، قاطعا بضرورة التحرك الشعبي والبرلمانى فى البلدين بجانب تفاعل منظمات المجتمع المدني لمنع أي انحدار للعلاقات إلى التوتر،وكشف كرتي عزمه زيارة جوبا قريبا .
من جهته وصف وزير خارجية جنوب السودان،برنابا بنجامين زيارة الرئيس سلفا كير للخرطوم بالناجحة، واعتبرها تحولاً لسياسة واقتصاد بلاده، وأكد أنها رسخت الثقة والتعاون.
وقال إنّ نجاح لقاء الرئيسين يعني قدرة الخرطوم وجوبا على حل قضاياهما، وأكد استمرار تبادل الزيارات مع الخرطوم حفاظاً على العلاقات، وأضاف: (الجنوب شغال على صفحة جديدة ومافي مشكلة بين البلدين ما ح تنحل).
ولفت بنجامين الى إنّ المرحلة المقبلة ملقاة على عاتق البرلمانيين لتوطيد العلاقة، وأكد أنه لابد لجوبا أن تتفهم قضايا الخرطوم والعكس، ولفت إلى أنّ حدود بلاده مفتوحة أمام السودان من أجل التبادل التجاري.
وكشف الوزير عن خطة مشتركة تقودها وزارتا الخارجية في الدولتين لاستقطاب الدعم الخارجي ومعالجة القضايا المزمنة والمعقدة تنفذ على المستويين الداخلي والخارجي، وأبان أنه سيقوم بزيارة للخرطوم في القريب العاجل للتوقيع على الاتفاقيات، ودعا البلدين لضرورة التوصل إلى حل قضية أبيي حتى لا تكون عثرة أمام العلاقات.
و أكد السفير بدر الدين عبد الله مدير إدارة الجنوب بوزارة الخارجية، أن انسياب التجارة بين الحدود تؤدي لاستقرار العلاقات، ونوه لوجود اتفاق لتحرك ثلاثي بين الخرطوم وجوبا والوساطة الأفريقية والمؤسسات المالية والدولية للمجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان واستقطاب الدعم لتنمية البلدين.
وأشار إلى أنّ الآلية أعدت خطاباً سيتم التوقيع عليه من قبل الرئيسين بهدف عرضه على واشنطن في الأسبوع الأول من أكتوبر، وأكد أنّ التحرك سيشمل الدول الدائنة كافة، وأوضح أنّ معالجة الديون ستتم بشكل شامل، وأنّ الوساطة لن تلجأ للحلول الجزئية.
وفى ذات الاتجاه قال والي سنار أحمد عباس، ان اتفاق السودان وجنوب السودان سيقلل من الصرف على الأمن في المناطق الحدودية بشكل كبير، وينعش التجارة ، الى جانب توافد العمالة الموسمية الى المشاريع القومية .
وقال عباس فى تصريحات نشرت السبت ان حكومته صرفت اموالا طائلة على حماية المشاريع الزراعية ابان توتر العلاقات مع جنوب السودان ، واستدرك ” لكن بموجب تنفيذ اتفاق التعاون فان الولاية لن تضطر الى صرف تلك الاموال في مجال الأمن .
مضيفا ان عملية مكافحة التهريب مقلقة للغاية وتتطلب جهودا كبيرة وان فتح الحدود سيساعد على تقنين التجارة بين البلدين ،ورأى ان العلاقات تفرضها المصالح المشتركة .
وفى السياق رحّبت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، بنتائج اجتماع رئيسيْ السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت، الذي عقد في الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي. وقالت إن علاقات الخرطوم وجوبا تعتبر حيوية .
وقال المتحدث باسم المنسقة العليا مايكل مان ـ في بيان ـ إن اشتون تشعر بالتشجع إزاء الالتزامات المتجددة التي أعرب عنها كلا الطرفين، للمضي قدماً في تفعيل اتفاقيات أديس أبابا التي تم التوصل لها في 27 سبتمبر 2012، والعمل من أجل حل قضايا عالقة أخرى.
وذكر أن المنسقة العليا تأمل في أن تتم ترجمة تلك الالتزامات إلى تحرك ملموس دون المزيد من الإرجاء.
وأشار إلى أن التأكيد الذي قدمته حكومة السودان، بأن الصادرات النفطية من جنوب السودان ستستمر في التدفق، هو خطوة مهمة للأمام في هذا الشأن.
وقال مان إن العلاقات السلمية بين السودان وجنوب السودان، أمر حيوي من أجل تنمية البلدين، وتحقيق الرفاهية لشعبيهما.
وأكد أن المنسقة العليا، تشجع السودان وجنوب السودان، على الاستمرار في حوارهما البنّاء من أجل تطبيع علاقاتهما