الخرطوم وجوبا تحتويان أزمة “دبة الفخار” .. وإستمرار التراشق الإعلامي بشأن ابيي
الخرطوم 30 اغسطس 2013- تمكنت إتصالات عسكرية مباشرة بين الخرطوم وجوبا من إحتواء أزمة بلدة “دبة الفخار” الحدودية والتى كادت أن تعيد علاقة البلدين إلى فوه البندقية بينما مازالت أزمة ابيي ترواح مكانها.
ورفضت الخرطوم علناً مقترحاً لجنوب السودان بوضع ابيي الغنية بالنفط تحت الحماية الدولية مشددة على ان اية محاولة من قبل الجنوب لاقامة الاستفتاء فيها خلال اكتوبر المقبل وفق ما اعلنت جوبا ستعرض المنطقة المتنازع عليها لخطر كبير.
وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد تجاوز أزمة حشد قوات من جيش دولة الجنوب بمنطقة دبة الفخار بالنيل الأبيض بعد محادثات واتصالات جرت بين رئيس هيئة الاستخبارات والأمن الفريق الركن صديق عامر علي حسن واللواء الركن ماج بول مدير استخبارات الجيش الشعبي.
وعقد اجتماع في منطقة جودة القريبة من البلدة المتنازع عليها بولاية النيل الأبيض بين قائد منطقة جودة العسكرية وركن استخبارات الفرقة 18 ونائب رئيس شعبة عملياتها ونظرائهم من دولة جنوب السودان.
وتوصلت الاطراف إلى إنهاء التوتر الذي شهدته المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية طبقا للصوارمى، وأسفرت الجهود عن مباشرة الفريق الميداني المنبثق من اللجنة الأمنية المشتركة بين الدولتين لمهامه وأن يقوم بزياراته تنفيذاً لقرارات الاجتماع الثالث الذي عقد بالخرطوم في الفترة ما بين 30 – 31 يوليو الماضي والذي كان أحد مخرجاته أن تقوم الأتيام الميدانية بزيارات لمناطق التماس.
وتمكن التيم من أداء مهامه استناداً على الدعم اللوجستي المقدم من جيشي الدولتين، وستستمر هذه الأتيام الميدانية فى زيارة مناطق التماس الحدودية بين الدولتين لتحقيق الاستقرار في كل المناطق الحدودية.
واجتاحت قوات تابعة للجيش الشعبي المنطقة الواقعة بولاية النيل الابيض واغلقت المدارس والمرافق الصحية ونزعت سيارات المواطنين .
و”دبة الفخار” بلدة صغيرة تقع على بعد أربعة كيلومترات جنوب منطقة جودة بولاية النيل الأبيض على النيل الأبيض. ويتمحور الخلاف فيها حول مساحة لا تتعدى كيلومترين شمالا وجنوبا.
وتستند حكومة الخرطوم في دفوعاتها بتبعية المنطقة إلى وثيقة صادرة عام 1920م ولم تلغ حتى إعلان استقلال السودان في يناير 1956.
وفي يوليو 1956 حدث تغيير إداري بالحدود، تعتبره الحكومة السودانية غير ملزم ولا يؤخذ به في القانون الدولي، كما أن اتفاقية نيفاشا للسلام حددت ترسيم الحدود كما هي عند استقلال السودان، وتقول جوبا ان البلدة ارض جنوبية.
وفي سياق آخر استمر التراشق الإعلامي بين البلدين بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها ، ورفض المؤتمر الوطني ، بشدة، تصريحات من دولة جنوب السودان بوضع المنطقة تحت الوصاية الدولية، وجدد التأكيد على ضرورة عدم إجراء أي استفتاء بشأنها خلال شهر أكتوبر المقبل.
وانتقد أمين التعبئة السياسية دائرة أبيي بالحزب شول موين ـ طبقاً لوكالة السودان للأنباء ـ تصريحات القيادي بحكومة الجنوب لوكا بيونق، المطالبة بوضع أبيي تحت الوصايا الدولية.
وقال إن أبيي ليست في حاجة لوصايا دولية، بل لتكوين جهاز تنفيذي ومجلس تشريعي وشرطة من أجل تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة.
ورأى أن توقيت رئيس لجنة حكماء إفريقيا ثامبو أمبيكي، بشأن إجراء استفتاء أبيي في أكتوبر المقبل، غير مناسب، داعياً مجلس السلم والأمن الإفريقي ـ خلال اجتماعه المتوقع في سبتمبر المقبل بشأن أبيي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك ـ إلى العمل على تشجيع الخرطوم وجوبا لتكوين المؤسسات بمنطقة أبيي.
ولوحت قبيلة المسيرية الاسبوع الماضي بالدخول فى حرب مع دولة جنوب السودان حال تنفيذها استفتاء أبيي على منطقة ابيى خلال اكتوبر المقبل دون موافقتهم.