الخرطوم تشجب العنف فى مصر وحزب الترابى يعتبرها “ديكتاتورية جديدة”
الخرطوم 15 أغسطس 2013- شجبت الحكومة السودانية العنف الذى صاحب فض اعتصامات الاخوان المسلمين بمصر مما أدى إلى إزهاق العشرات من الأرواح، وإصابة الآلاف ، بينما ندد حزب المؤتمر الشعبى بزعامة حسن الترابى بفض الاعتصامات موجها انتقادات عنيفة للحكومة المصرية وقال انها تحولت الى ديكتاتورية جديدة تحالفت فيها القوى اللبرالية مع العسكر.
وقالت مصادر طبية مصرية ان عدد القتلى فى عموم مصر وصل الى 235 قتيل بينهم 43 من قوى الامن ، بجانب حوالى الفى مصاب.
وتجمع بضع عشرات من السودانيين امام السفارة المصرية فى الخرطوم للتنديد بفض الاعتصامات الاخوانية وحمل المتظاهرون صورا للرئيس المعزول محمد مرسى ورددوا هتافات مناوئة لوزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسى
وحثت وزارة الخارجية السودانية الاطراف المصرية على العودة الى الحوار.
وقالت فى بيان الاربعاء ان على جميع القوى السياسية غليب الوسائل السلمية على أي وسائل أخرى، بأمل الوصول إلى حلول تجنب مصر والشعب المصري الانزلاق إلى هاوية الاحتراب واستشراء أعمال العنف التي لا يعلم أحد إلى أين تنتهي.
وقال البيان إن السودان يتابع تطورات الأوضاع بكل اهتمام وحرص، بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين، وبحكم أن الأمن والاستقرار فيهما، وفي المنطقة بأسرها كل لا يتجزأ. وأكد البيان على أن هذه التطورات هي بالأساس شأن داخلي يخص الشعب المصري وقياداته السياسية.
وأدان البيان أعمال العنف التي صاحبت فض الاعتصاميْن فى رابعة العدوية والنهضة وحثّ على مراعاة مكانة مصر وتأثيرها في المنطقة، ودورها المرتجى في إرساء دعائم السلم والاستقرار الإقليميين.
وقال حزب المؤتمر الشعبى فى بيان صحفى ان ثورة 25 يناير التى اطاحت بنظام الرئيس حسنى مبارك مثلت انتصاراً لقيمة الحرية والديمقراطية . وانجزت مطلوبات الحكم الراشد بأنتخابات حرة وعادلة ونزيهة اجمع العالم بأسره علي نزاهتها لاول مرة . وتم إجازة دستور يكفل الحريات ويؤسس لمستقبل حكم الشعب .
واستدرك البيان ” ولكن تأمرت قوي متحدة مع العسكر في وأد الديمقراطية التي انجبت بديل اسلامي يؤمن بالحريات والعدالة “.
واضاف البيان ” تحولت مصر بعد أنقلاب 3/ 7/ 2013م إلي ديكتاتورية جديدة تحالفت فيها القوي التي تدعي اللبرالية مع العسكر وانقلبوا علي الشرعية .
ومارسوا سياسة القهر والكبت بأغلاق الصحف والقنوات الفضائية واعتقال القيادات المعارضة لهم وتلفيق التهم وتزويرها وأتو برئيس المحكمة الدستورية رئيساً في سابقة تعد الاسوء في تاريخ البشرية ” .
ولفت بيان الحزب الى توالى الاعتصامات المنددة بتلك الافعال المخالفة للاعراف الدستورية والسياسية واستمرت سلمية لاكثر من سبع أسابيع في كل أرجاء مصر تندد بهذا الأنقلاب . واضاف ” وانقلب العسكر علي سلمية التظاهر والاعتصامات – وارتكبوا مجزرة الحرس الجمهوري والمنصة في القاهرة واستهداف المتظاهرين في الاسكندرية والمنصورة ومناطق أخري – رغم شهادة الكل بسلمية التظاهر “.
وقال المؤتمر الشعبى ان العالم بأسره تفاجأ بمجزرة الاربعاء التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شهيد حسب المصادر الأعلامية وشهود العيان في النهضة ورابعة العدوية مما يؤكد استمرار النظام المستبد في مصر – حد وصف البيان- في سياسة اراقة الدم المصري بجانب تلفيق التهم والتضييق ومصادرة الرأي الآخر .
واضاف البيان أن الديكتاتورية والطغيان وفلول النظام السابقين عادوا وبشكل يبشر بالعودة إلي الاستبداد وقمع الآخر وأن هنالك حيثيات مزيفة يجري ترتيبها لمنع الأخوان من ممارسة العمل السياسي .
الأمر الذى يؤكد بحسب منطوق البيان العودة لعسكرة الحياة برمتها التي انتهت قبيل المجزرة بتعيين محافظيين من كبار رجالات الجيش والأمن السابقين .
وجدد حزب الترابى موقفه تجاه ما يحدث في مصر بأعتباره انقلاب علي الشرعية لا يأتي بخير وهاهو الآن ومن قبل فقد تورط في دماء الشعب المصري الأعزل وبذلك يؤكد عدم مشروعية بقاؤه داعيا الى محاكمة الجناة والانقلابيون عن جرائمهم التي ارتكبوها .
وكان السياسي المصري البارز محمد البرادعي، اعلن استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، بعد فض قوى الامن اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة. بينما أعلن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي مقتل ابنته.
وقال البرادعي في خطاب إلى للرئيس المؤقت عدلي منصور “كما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي، وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه.”
وأضاف “لقد أصبح من الصعب عليّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها… وللأسف فإن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفاً.”
و ظهر محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، على شاشات التلفزيون يوم الأربعاء، وهو طليق بعد أن أعلن مسؤولون أمنيون أنه ألقي القبض عليه. وظهر البلتاجي على قناة الجزيرة القطرية، وقال إن ابنته لقيت حتفها حين داهمت قوات الأمن الاعتصام. وقال “قدمت ابنتي روحها واستشهدت مع أخواتها.”