ولاية نهر النيل تعلن عن مقتل 38 شخصاً جراء السيول والجزيرة تخلي 38 قرية
الخرطوم 12 أغسطس 2013- كشفت إحصاءات رسمية عن مقتل 38 فردا بولاية نهر النيل فقط جراء السيول والامطار التي ضربت أجزاء واسعة من السودان مرشحة الاعداد إلى ازدياد كبير عن ماقدرته منظمات المجتمع المدني ، في وقت بادرت دولة قطر إلى الاعلان عن جسر جوى الى السودان ، اعتبارا من الاثنين .
وقررت سلطات ولاية الجزيرة اخلاء سكان القرية 38 بمحلية أم القرى بعد أن شردتهم السيول ومياه الأمطار التي غمرت منازلهم بالكامل.
وباشرت الأجهزة الفنية والهندسية، عمليات المسح الميداني والتخطيط للموقع المحدد، تمهيداً لنقل الأسر المتضررة. وترتب السلطات لنقل المتاثرين الى خيام مؤقتة ، بينما شن تحالف المعارضة هجوما لاذعا على الحكومة واعلن فتح دور احزابه لايواء المتضررين.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الدفاع المدني بولاية نهر النيل- شمال الخرطوم- عن ارتفاع ضحايا الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية إلى (36) حالة وفاة جراء الحوادث المرورية نتاج جرف المياه للطرق وإعاقة المسير وحالات الغرق وانهيار مساكن على قاطنيها والصواعق الكهربائية.
وأكدت اللجنة الإعلامية بأمانة المجلس فيحسب (المركز السودانى للخدمات الصحفية ) انهيار أكثر من الفى منزل بصورة كلية إضافة لإنهيار (3) ألف جزئياً في وقت شردت فيه الأمطار والسيول ما يزيد عن (1600) أسرة باتت في العراء بحاجة لوسائل إيواء عاجلة لمقابلة ظروف مناخية بالغة التعقيد.
وأشارت اللجنة لشروع لجان متخصصة بوزارتي الزراعة والتربية والتعليم في إجراء تقييم للأضرار التي لحقت ببنيات المشروعات الزراعية والدمار في الثمار والمحاصيل والمؤسسات التعليمية والتي أدت لتعليق الدراسة بمحلية أبوحمد.
ونقلت اللجنة نداءات عاجلة من والي نهر النيل الفريق ركن الهادي عبد الله لأجهزة الولاية لاتخاذ كافة التدابير لتأمين حياة مواطني الولاية وتقديم العون العاجل للمتضررين بما فيها عمليات إنزال جوي للمواد الغذائية للمعزولين.
كاشفاً عن (33) جزيرة على نهر النيل مهددة بالعزل الكامل في حال ارتفاع مناسيب نهر النيل وطالبت الأمانة المواطنين بتلك الجزر بتوخي الحيطة والحذر واخلائها إذا لزم الأمر، مشيرة لمعالجات في تقوية التروس وحماية مواقع الهشاشة.
وونقل المركز الصحفى وجود مساعٍ اتحادية وولائية لتحريك طائرة عمودية لإجلاء (45) منقباً عن الذهب احتجزتهم مياه السيول والأمطار منذ عدة أيام شرق منطقة العبيدية بمحلية برير على امتداد مساحة تصل إلى (100) كيلومتر على الحدود بين ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.
و تجري الولاية معالجات هندسية لفتح طرق المرور السريع لانسياب الحركة في وقت قامت فيه محلية أبوحمد برئاسة المعتمد طارق فرح بتأمين الحاجة الفعلية لمواطني أبوحمد والبحيرة من المواد الغذائية والبترولية وتوفير مخزون إستراتيجي منها لمقابلة أي حالات طواريء عزل متوقعة للمحلية عن بقية أجزاء البلاد في حال إغلاق طريق أبوحمد عطبرة.
وفي السياق وجه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بتسيير جسر جوي دعما للمتضررين جراء السيول والإمطار وهاتف الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري نظيره السودانى إبراهيم محمود حامد الاحد و ابلغه بان امير قطر وجه بتسيير جسر جوي بين قطر والسودان ابتداء من الاثنين لدعم المتضررين من السيول والإمطار مشيرا إلي ان الدعم يحتوي على مواد إيواء و أدوية ومعينات اخرى .
وكشف معتمد أم القرى، عن تأثر 47 قرية بالمحلية بمعدلات الأمطار العالية التي بلغت في المتوسط 160 ملم، وتسببت في سيول غمرت 15 قرية بالكامل، وأدت لانهيار ألفي منزل، بجانب انهيار العشرات من أنظمة الصرف الصحي.
وقال إن المحلية قامت باتخاذ التدابير اللازمة لإسعاف المتضررين وإصحاح البيئة، وتصريف المياه، والتزويد بالخيم، والمشمعات، بجانب إدخال بعض الآليات المساعدة في تقليل تراكم المياه.
الى ذلك اعلن المتحدث الرسمي باسم باسم مبادرة (نفير) محمد حمد تضرر (72.585) من المواطنين بجانب تضرر (14.517) منزلا بينها (950) تدمرت كلياً، و(759) جزئياً، موضحاً أن الاحتياجات تتمثل في مياه شرب نقية، وألبان مُجففة، وأدوات طبخ، وبطاريات قابلة للشحن، ومراتب وأغطية وملابس، فضلاً عن سيارات دفع رباعي لإسعاف الحالات الطارئة.
و أكد المتحدث باسم منطقة عد بابكر بمحلية شرق النيل عبد الله محمد حامدين في مؤتمر صحفي عقد فى دار حزب المؤتمر الشعبى الاحد انهيار (370) كلياً، و(270) جزئياً، مؤكدا غياب مسؤولى المحلية والحكومة عن تقديم يد العون للمتاثرين .
و قال احد مواطنى عد بابكر ويدعى عبد اللطيف عبد الله إن الحكومة مارست تعتيما متعمدا على الكارثة.
وعقد المجلس القومي للدفاع المدني اجتماعا طارئا برئاسة وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد الاحد ، واستمع إلي تقرير عن موقف هطول الامطار التي شهدتها جميع ولايات السودان، و الاضرار التي نجمت ، وكيفية المساعدات والمعالجات التي قدمت والاحتياجات المستقبلية ،بحضور عدد من الوزراء الاتحاديين واعضاء المجلس القومي للدفاع المدني والمنظمات ذات الصلة .
واستمع الاجتماع الي تقرير حول الموقف الصحي بالولايات حيث بدأت اتيام الرش عملها ، وان هنالك عيادات طبية متحركة ، واشار التقرير إلي عدم ظهور حالات وبائية الي جانب حجم الايواء في كل الولايات .
ووجه تحالف المعارضة انتقادات حادة الى تعامل السلطات الحكومية مع كارثة السيول وقال القيادى فى التجمع المناوئ للحكومة ساطع الحاج إن أوضاع السودان كافة وصلت لمرحلة الكارثية ، وقال ان منسوبى التحالف طافوا ميدانيا يوم السبت على مواقع بشرق النيل ووجدوا ان المواطنين فى حال بائس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، بينما ضاعت ممتلكاتهم وفقد اخرون ارواحهم .
وأكد ساطع أن الوضع ينذر بكارثة قادمة ستلحق بمئات المواطنين ، دون اى بوادر لمعالجة الموقف معلنا فتح دور الأحزاب كمراكز إغاثة للمواطنين.
و قال المتحدث باسم التحالف كمال عمر عبد السلام ان الحكومة وفرت سيارات مكافحة الشغب، فى مناطق الضرر.
وأضاف إن الحكومة فقدت شرعيتها في حكم البلاد جرَّاء عجزها عن مواجهة كارثة السيول ، واشار الى أن الأمطار التي هطلت ليست أمطار خير كما يدعون وإنما (وبال) بسبب سياسات الحكومة، وعدم حرصها على أرواح المواطنين.
مبيناً أن الحكومة لم تنحاز إلى الشعب في يوم من الأيام، كما اتهمها بإعاقة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والمحتاجين.
وقال إن النظام الحاكم فصل الجنوب، وأشعل الحرب في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتسبب في أزمة اقتصادية طاحنة، ودمَّر مشروع الجزيرة وأكد كمال أن التحالف هدفه الأساسي إسقاط النظام، ونوَّه إلى أن حالة الغليات والابتلاءات تُحتِّم على المواطنين الخروج إلى الشارع لاقتلاع النظام الحاكم من جذوره وإحالته إلى مزبلة التاريخ.
و قال القيادي صديق يوسف إن قضية الاقتصاد المتعثرة، والزيادة الطاحنة في الأسعار تكمن حلولها في زوال النظام، وأوضح أن الأمطار والسيول جعلت عيد الفطر المبارك غير سعيد نسبة للكوارث والمآسي، ونوَّه إلى أن الأوضاع الراهنة خلفَّت آثاراً سالبة، اضطرت المواطنين للمبيت في العراء وفقدان أرواحهم ومدخراتهم.