منظمات إنسانية: 60 ألف من سكان أبيي عادوا إليها
جوبا 11 اغسطس 2013 – قالت عدد من المنظمات الإنسانية العاملة بجنوب السودان إن “أكثر من 60 ألف مواطن عادوا إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين جمهوريتي السودان وجنوبي السودان وذلك بعد أن شردتهم أعمال العنف التي وقعت في المنطقة إبان غزو القوات السودانية لها في مايو 2011″، بحسب بيان مشترك لتلك المنظمات أصدرته يوم السبت.
وأضافت المنظمات أن “المواطنين العائدين إلى أبيي هم من قبيلة (دينكا نقوك) وعادوا إلى قراهم استعدادا لعملية الاستفتاء المقررة في شهر اكتوبر المقبل لتحديد مصير وتبعية الإقليم الغني بالنفط والمتنازع عليه بين البلدين”.
ومن أبرز المنظمات الذي تضمنها البيان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومفوضية العون الإنساني وهي جسم حكومي تابع لجنوب السودان.
وتقدر إحصاءات أممية عدد النازحين من منطقة أبيي قرابة 100 ألف.
وكان الوسيط الإفريقي ثابو امبيكي، رئيس جنوب إفريقيا السابق، قد تقدم بمقترح لإجراء استفتاء أبيي في اكتوبر المقبل ووافق عليه رؤساء الدول الإفريقية خلال اجتماع لهم في عام 2012، بينما رفضه السودان الذي يصر على مشاركة عرب “المسيرية” الرُّحل في التصويت برغم عدم اقامتهم الدائمة في المنطقة.
وكان من المفترض أن يُجرى استفتاء لأهل أبيي بالتزامن مع استفتاء الجنوب في يناير 2011 لتحديد مصير المنطقة، إلا أن الاختلاف حول من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء عطل الخطوة، حيث يتمسك الشمال بمشاركة قبائل المسيرية البالغ عددهم حوالي 450 ألف مواطن في الاستفتاء، بينما يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبيلة “دينكا نقوك” ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن.
وتنتشر في منطقة أبيي قوات إثيوبية تحت مظلة الأمم المتحدة منذ عام 2011 بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، ويبلغ قوامها 4200 جندي.
من جهة أخرى، جدد “الور دينق كور” رئيس منطقة دينكا نقوك، موطن القبيلة التي تحمل نفس الاسم، في تصريحات صحفية في وقت سابق، تمسكه بقيام استفتاء أبيي في موعده موضحاً بالقول إن ابناء أبيي “عازمون على قيام الاستفتاء وفق مقترح رئيس الآلية الأفريقية المشتركة اكتوبر المقبل”.
وكشف “كور” عن حراك واسع داخل أبناء المنطقة بدولة جنوب السودان للتوعية بأهمية الاستفتاء ودفع الأهالي إلى الرجوع إلي أبيي للشروع في التسجيل للمشاركة فيه، مؤكداً على أن أبيي تتبع لعشائر دينكا نقوك.
بالتوازي مع هذا، ناشدت حكومة جنوب السودان مواطنى منطقة أبيى المقيمين خارجها، بالعودة سريعا للإقليم من أجل المشاركة فى الاستفتاء المزمع تنظيمه فى أكتوبر المقبل، مؤكدة أهمية ذلك حتى” لا يعتقد المجتمع الدولى أن أبناء أبيى لا يرغبون فى اجراء الاستفتاء”.
كما طالبت الحكومة في بيان أصدرته مؤخرا، مسئولى منطقة أبيى بتنظيم حملة توعية شاملة عن أهمية عودة أبناء المنطقة، وتسجيل المواطنين الذين يحق لهم المشاركة فى الاستفتاء.
وكان رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، دعا قبيلة نقوك الموالية لبلاده للاستعداد لاجراء استفتاء أبيي فى موعده، وذلك خلال كلمة ألقاها فى عزاء سلطان قبائل دينكا نقوك، كوال دينق مجوك الذى اغتاله مسلحون ينتمون الى قبائل المسيرية فى ابريل الماضى.
من جهة أخري قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى جنوب السودان سوزان بيج في تصريحات صحفية سابقة، إن حكومتها على علم بموقف السودان الرافض لمقترح الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي حول إجراء الاستفتاء في منطقة آبيي في أكتوبر المقبل، وشددت على أن بلادها ستضغط على الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن لوضع المقترح حيز التنفيذ في موعده.
وأكدت بيج أنه يتوجب على مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي “إلزام جوبا والخرطوم بتنفيذ المقترح”، على حد قولها.
وانفصلت دولة جنوب السودان عن السودان في عام 2011 بعد استفتاء شعبي لسكان الجنوب أقرت نتائجه خيار الانفصال.