في خطوة مفاجئة البشير يجتمع بقوش ويلتقي الترابي برفقة علي عثمان
الخرطوم 1 اغسطس 2013 – ألتقى الرئيس عمر البشير عشية أمس الاربعاء اثنين من ابرز خصومه السياسيين الاسلاميين في خطوة مفاجئة من شانها ان تشغل المسرح السياسي السوداني طويلاً ، بينما شهدت ذات الليلة لقاءا يعد الاول من نوعه منذ قرارات الرابع من رمضان العام (1999) بين د. حسن عبد الله الترابي والنائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه.
و تحصلت “سودان تربيون ” على معلومات مؤكدة ان البشير اجتمع مطولاً مع مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش على مائدة الافطار اردفه باجتماع أخر مع عراب الانقاذ السابق وأشرس خصومها حالياً د. حسن عبد الله الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي .
وعقد الرئيس – الذى يعكف حالياً على اعداد رؤية متكاملة لإنهاء النزاع في البلاد – خلال الايام الماضية اجتماعات متتالية مع د. غازي صلاح الدين بحثت اوضاع المؤتمر الوطني ومستقبل البلاد .
وقالت مصادر ان البشير دعا الاربعاء مدير جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح قوش إلى افطار رمضاني بمقر اقامته في قصر الضيافة بالخرطوم، وفيما لم تكشف المصادر عن ما اذا كان الافطار اقتصر على الرجلين فقط ام ان آخرين كانوا بمعيتهم ، واكدت ان اللقاء الرمضاني نافش عددا من القضايا الحساسة المتعلقة بشؤون الحزب والدولة.
وأفرجت السلطات في مطلع شهر رمضان عن قوش وأسقطت التهم الموجهة اليه بشأن اسقاط النظام وتقويض الدستور، وأعلن مدير عام الجهاز الامن السابق فور الافراج عنه تمسكه بعضويته في المؤتمر الوطني غير انه قطع بعدم سكوته على ما اسماه بالأخطاء التى صاحبت المسيرة.
وشن قوش في لقاء جماهيري بمحافظة مروي هجوماً عنيفاً على بعض اعضاء المؤتمر الوطني وإن لم يسمهم وقال “أنهم تعجلوا كعادتهم” في الوقت الذي كانت فيه “الحكمة تقتضي التريث والتثبت، خاصة ممن يظن انهم يد الانقاذ القوية وأركان دعوتها وسيوف نصرتها وأنصار حقها وأعوان عدلها”.
وتوقع مراقبون ان يثير لقاء البشير بقوش خلافات داخل المؤتمر الوطني ، خاصة مع الرجل الثاني في الحزب د. نافع على نافع الذى لا يخفي صراعه مع قوش ، وشدد أكثر من ذات مرة على ان الاخير سيقدم الى محاكمة بفعل جرمه.
وفي ذات الوقت شهدت ضاحية المعمورة لقاءا نادراً جمع الرئيس البشير ونائبه الاول على عثمان طه مع عراب الانقاذ السابق الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي وطبقاً لمصادر شهدت اللقاء ان الرجلين وصلا كل على حدة لأداء واجب العزاء للترابي في وفاة شقيقه د. عبد الحليم وقالت المصادر ان طه غادر مقر العزاء فور وصول البشير اليه .
ووصفت المصادر ان اللقاء كان اعتيادياً وشهد جلسة مطولة بين الرجلين غير انها نفت علمها بالحوار الذى دار خلالها مشددة على ان الحوار لم يكن مسموعاً ورفضت وصفه بالحوار الهامس .
وقال الترابي ان اللقاءات الاجتماعية في المناسبات لايمكن البناء عليها ، غير ان مراقبون لايستبعدون ان تسهم الخطوة في اذابة الجليد الذي تراكم على علاقات الرجلين منذ المفاصلة .
ولفتت المصادر إلى ان البشير والترابي كانا كثيرا ما يتحاشيا اللقاء المباشر في المناسبات الاجتماعية غير انهما عندما يتقابلا بتصافح في برود بائن ولم يتبادلا اطراف الحديث.
غير انها أشارت إلى لقاء مختلف جمع الرجلين منتصف يوليو المنصرم في عزاء والدة عضو مجلس قيادة الثورة السابق اللواء التجاني آدم الطاهر بمنزله بالخرطوم.
وقالت المصادر إن اللقاء اتسم بالطابع الاجتماعي البسيط وسادته أجواء طيبة تبادل خلالها البشير والترابي التحية والسلام، مشيرة إلى أن الرجلين تطرقا خلال اللقاء للقضايا الداخلية بالبلاد والأزمة المصرية.
وكان البشير عقد لقاءات عدة مع د.غازي صلاح الدين الذى جاهر في الآونة الاخيرة بعدم رضائه عن ما يدور داخل الحكومة وحزبها وطبقاً لتقارير تداولتها عدة وسائط اعلامية ان الرجلين عقد اجتماعات مطولة استمع خلالها البشير إلى رؤية غازي الاصلاحية .
وكشف الترابي ذاته عن لقاءات مماثلة تمت بينه وغازي صلاح الدين غير انه لم يكشف عن تفاصيلها وقال ان اجتماعه بغازى ليلة تأبين القيادى الراحل يسن عمر الامام لا يستلزم البناء عليه ووصفه بالصديق القديم.
وأضاف الترابي بحسب صحيفة الخرطوم انه التقى غازى فى ندوة بالدوحة قبل فترة وغادرا سويا مردفا “كان يجلس بقربى فى الطائرة” وقال الترابى “غازى غاضب مما يحدث داخل المؤتمر الوطني”.
وذكر الترابي انه يلتقي غازي من فترة لآخرى غير انه رفض الكشف عن تفاصيل تلك اللقاءات خشية علية من الضرر .