اتفاق بين بنى حسين والرزيقات لانهاء صراعاهما وتجدد الاشتباكات بين المسيرية والسلامات
الخرطوم 26 يوليو 2013- وقعت قبائل؛ بني حسين، والرزيقات، وبعض بطون القبائل الأخرى بحاضرة ولاية شمال دارفور، يوم الخميس، على اتفاق صلح بينها، لينتهي بذلك أكثر الصراعات دمويةً في تاريخ دارفور، والذي راح ضحيته المئات من طرفي الصراع.، في وقت تجددت الاربعاء الاشتباكات بين قبيلتي المسيرية والسلامات بوسط دارفور، بمنطقة وادي صالح ، ولم تعرف الحصيلة النهائية للصراع الذى يعتبر الاحدث.
وتشهد دارفور تفجر صراعات قلبية متتالية بين مجموعة من القبائل التى تقطن الاقليم الذى يشهد منذ العام 203 حرباً بين الحكومة والحركات المتمردة.
ووصل ناظر قبيلة السلامات الى المنطقة برفقة عدد من رجال قبيلته والأجاويد للتوسط لحل النزاع، وقال عمدة السلامات جبريل محمد: إن مجموعات تسعى الى الفتنة وزرعها وسط القبيلتين ولاتريد للمنطقة أن تنعم بالهدوء والسلام.
وأعلن والي ولاية وسط دارفور . يوسف تبن، الخميس احتواء السلطات آثار الاشتباكات التي حدثت يومي الاثنين والثلاثاء، في منطقة قارسيلا بمحلية وادي صالح، بين مواطنين، والتي أدت إلى مقتل 24 شخصاً، وجرح 17 آخرين.
وقال تبن- في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء السودانية-: إن الأوضاع بالمحلية مستقرة تماماً، وانتفت كل أشكال التفلتات، مشيراً إلى استمرار السلطات الرسمية والإدارات الأهلية في إجراء المعالجات اللازمة لعدم تكرار الأمر.
وأعلن عن توقيع اتفاق صلح بين الأطراف المتصارعة، ووقف العدائيات، مضيفاً؛ أن كل الأطراف قبلت بالمصالحة وبما جاء في الاتفاق. وسرد الوالي تفاصيل الأزمة، قائلاً: إنها بدأت يوم الاثنين الماضي بقتل أحدهم شخصاً آخر في مشاجرة عادية، ليقوم أهل القتيل بالثأر، وقتل أحد أقرباء القاتل، في السوق العام بالمحلية، في اليوم التالي من الحادثة الأولى.
وزاد تبن: إن هذه الحوادث تسببت في احتقان شديد، وأدت إلى اشتباكات امتدت ليومين، أسفرت عن تلك الخسائر. وقال تبن: إن مثل هذه المشاجرات أمور عادية، تحدث باستمرار، وينبغي على المواطنين عدم تطويرها وإيصالها إلى مرحلة الاشتباك والاقتتال، داعياً المكونات المجتمعية بولاية وسط دارفور كافة إلى نبذ مثل هذه التصرفات والتخلص منها.
وتضمن الاتفاق بين بني حسين، والرزيقات 12بنداً، ركزت في مجملها على حصر الخسائر، وتحديد التعويضات، والالتزام الفوري بوقف العدائيات، وفضّ التجمعات، وتسليم إدارة جبل عامر للسلطات الرسمية والحكمدارات إدارةً واشرافاً، وإعادة الأراضي المسلوبة إلى أهلها، وفتح الطرق، وتأمين الأسواق، والمزارع، والمراحيل، وضبط حركة السيارات.
كما شملت بنود الاتفاق إنشاء صندوق للتعويضات؛ يجمع من عائدات جبل عامر، الذي يخصص منه 65% لدفع الديات والخسائر من الطرفين، بينما تخصص نسبة 25% لإعادة تأهيل مرافق محلية السريف، والمحليات المتأثرة، ونسبة عشرة في المائة للتأمين، والأعمال الإدارية.
وأكدت الأطراف الموقعة التزامها بتنفيذ الاتفاقية، والحيلولة دون انهيارها مهما كلفهم ذلك من ثمن.
واعتبر والي شمال دارفور؛ عثمان كبر – للشروق- الاتفاق بأنه فجر جديد لدارفور، مؤكداً أن توقيع الاتفاق بهذا الإجماع الكبير، والرغبة الأكيدة من الأطراف، يفتح صفحةً جديدةً في تاريخ الولاية.وشدد على أن الاتفاق جاء شاملاً، ومتكاملاً وبتراضٍ تامٍ على بنوده كافةً مع الطرفين اللذين أكدا حرصهما على تنفيذ بنوده كافةً.