تشديد الاجراءات الامنية فى دارفور وبدء التحقيق مع المتهم بمحاولة اغتيال كوشيب
الخرطوم 11 يوليو 2013- جدد الرئيس السودانى عمر حسن احمد البشير التاكيد على عزم الدولة اتخاذ جملة من الترتيبات والاجراءات من أجل بسط الأمن وفرض هيبتها والسلام في دارفور، في وقت أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن قوات نخبة سودانية انتشرت في نيالا بدارفور بعد أيام من الصدامات الدامية بين عناصر قوات الأمن.
وشاهد المراسل ما لا يقل عن 12 آلية رباعية الدفع مجهزة برشاشات تابعة لقوات النخبة على الطريق بين مطار ومدينة نيالا على بعد ستة كيلومترات. وكان نحو عشرة عناصر ينتشرون مع كل آلية فيما ساد الهدوء على ما يبدو الأربعاء.
وبحسب مسؤولين فإن «خلافات» بين عناصر قوى الأمن كانت وراء صدامات شهدتها الأسبوع الماضي عاصمة جنوب دارفور.
وأوقعت أعمال العنف ثمانية قتلى على الأقل بينهم عاملان إنسانيان سودانيان من منظمة وورلد فيجن غير الحكومية وأكثر من عشرين جريحا بينهم السوداني علي كوشيب الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
ومع بدء شهر رمضان تحدث سكان نيالى عن الصعوبات التي يواجهونها؛ فالتيار الكهربائي مقطوع منذ يومين وسعر الوقود يزيد أربعة أضعاف عن العاصمة الخرطوم وأغلقت منطقة تجارية بعد تعرضها الأحد للنهب والحرق.
واندلعت أعمال العنف بعد مقتل عنصر في وحدة الشرطة شبه العسكرية في غرب دارفور وكان ينتمي بعض أفرادها في السابق إلى ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة والمتهمة بشن هجمات على مدنيين يشتبه بدعمهم المتمردين.
وثار متمردو القبائل السوداء في دارفور في 2003 على حكومة الخرطوم. ومذاك تشهد المنطقة أعمال عنف أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة و10 آلاف بحسب الخرطوم.
وعقدت اللجنة اللجنة العليا لسلام دارفور برئاسة البشير الاربعاء ، إجتماعاً لمناقشة الوضع الأمني في دارفور و الترتيبات والإجراءات الأمنية في الاقليم.
وكشف رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني السيسي في تصريحات عقب الاجتماع، عن تقديم عدد من التقارير تتصل بمسار التنمية في الإقليم والترتيبات الإدارية التي اتخذت لاستقبال حركة العدل والمساواة الموقعة على اتفاق الدوحة إضافة إلي تقرير عن الوضع الأمني في دارفور شمل الحوادث القبلية والتحديات التي تواجه دارفور خاصة الحركات المسلحة.
مشيرا الى ان اجتماع اللجنة دعا إلي ضرورة إكمال إنشاء بنك التنمية بدارفور ، واضاف السيسي إن نشاط الحركات المسلحة انحصر في بعض الجيوب في جنوب دارفور وشرق جبل مرة مؤكدا أن أهم التحديات هي الصراعات القبلية التي تفاقمت مؤخراً .
وبشر السيسي بالصلح الذي تم بمدينة زالنجي الأسبوع الماضي معرباُ عن أمله في ان يفضي إلي سلام واستقرار يحقن الدماء .
وقي سياق ذي صلة بدأت لجان التحقيق وحصر الخسائر في أحداث نيالا الأخيرة عملها فيما باشرت السلطات التحقيق مع المتهم في محاولة اغتيال علي كوشيب توطئة لرفع التقارير النهائية للجهات العدلية المختصة.
وأكد معتمد محلية نيالا د. مبارك الشريف الناقي شمال حسب ل(المركز السوداني للخدمات الصحفية) عودة الهدوء والاستقرار للمحلية بعد الأحداث المؤسفة التي تركت آثاراً سالبة على المواطنين الذين تكبدوا خسائر في ممتلكاتهم، مشيراً إلى أن جميع أسواق ومؤسسات المحلية تعمل بكامل نشاطها بفضل جهود الأجهزة الرسمية التي أشرفت على تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من قبل حكومة الولاية.
وأضاف أن اجتماعات لجنتي أمن المحلية والولاية لازالت في حالة انعقاد واتصال مباشر مع المتضررين من الأحداث بغرض إنصافهم، مضيفاً أن المتهم في محاولة اغتيال علي كوشيب تم إلقاء القبض عليه عند ساعة وقوع الحادثة ويجري التحقيق معه.
وأوضح الناقي أن هناك تعاوناً كبيراً على المستوى الرسمي والشعبي في تنفيذ قرارات حكومة الولاية القاضية بمنع إطلاق الأعيرة النارية وحظر التجوال.