السودان يقبل مقترحات الوسطاء لإنهاء الأزمة مع جوبا ومشار في الخرطوم بالثلاثاء
الخرطوم 17 يونيو 2013- طلبت جوبا رسمياً الأحد من الخرطوم ، السماح باستقبال نائب رئيس الجنوب د. رياك مشار، للنظر في إمكانية تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين جوبا والخرطوم في وقت اعلنت الحكومة السودانية قبولها المقترحات المطروحة من الوساطة الافريقية لتجاوز الازمة الراهنة بينما نشط مبعوث الرئيس الصيني بين البلدين بغية الوصول الى ارضية مشتركة .
وأعلنت الحكومة الأحد قبولها مقترحات قدمها رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لتجاوز أزمتها مع دولة جنوب السودان.
وطلبت الحكومة عبر الناطق الرسمي باسم الخارجية أبو بكر الصديق تنفيذ المقترحات الأفريقية خلال الفترة التي منحتها لعبور البترول الجنوبي عبر المنشآت السودانية.
وقال الصديق للصحفيين، إن الخرطوم وافقت رسميا على المقترحات الأفريقية لتجاوز أزمتها مع جوبا بسبب دعم الجنوب للمتمردين السودانيين وعدم انسحاب قواتها من الأراضي السودانية التي تحتلها.
وأوضح أن المقترحات المقدمة عبر رئيس الآلية الأفريقية ثابو مبيكي تتضمن المنطقة الأمنية منزوعة السلاح التي سيكلف فيها برنامج الاتحاد الأفريقي للحدود بتكوين فريق استشاري لتحديد خط لأساس المنطقة العازلة على الأرض بالاعتماد على الإحداثيات الواردة في الخارطة التي قدمتها الآلية الأفريقية للطرفين على أن يشارك في ذلك ممثلون للبعثة المشتركة الخاصة بالحدود للمراقبة والتحقيق.
وأعلن عن بداية العمل في المقترح الأول في الثامن عشر من الشهر الجاري على أن يستمر لمدة ستة أسابيع يليه انعقاد الألية الأفريقية مع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين البلدين.
وذكر أن المقترح طلب أن يعمل الطرفان بكل ما يمكنهما لتنفيذ الاتفاقات الخاصة بالمنطقة منزوعة السلاح.
إيواء المتمردين:
وقال المسؤول السوداني إن المقترح الثاني يعمل على تكليف المفوضية الأفريقية ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي لاتخاذ الخطوات اللازمة للتأكد من مزاعم الدعم والإيواء من قبل أي طرف لمتمردي الطرف الآخر على أن تقدم كل حكومة كافة المعلومات اللازمة في ذلك في فترة أقصاها العشرين من الشهر الجاري.
وأكد أن المقترح يشير إلى أن المفوضية ورئيس الاتحاد الأفريقي سيتعاملان مع المعلومات التي يقدمها كل طرف على وجه السرعة بإشراك الطرفين فيما تتوصل إليه بتاريخ لا يتجاوز الخامس والعشرين من يوليو/تموز المقبل ليطلع بذلك مجلس الأمن والسلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.
وقال إنه سيتم تقديم مقترح لمفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد لاتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة دعم وإيواء الحركات المسلحة في إطار الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وطالب الدولتين بنبذ وإنهاء التمرد المسلح ضد أي من الحكومتين.
وأوضح الصديق أن السودان أبلغ الوسيط الأفريقي بأن مقترحات الآلية بخصوص المنطقة منزوعة السلاح من شأنها تأمين انسحاب قوات جنوب السودان من الأراضي التي ما زال يحتلها.
وأشار إلى أن المواقيت المحددة في المقترحات تقع في نطاق فترة الستين يوما التي حددها السودان لوقف عبور بترول جنوب السودان عبر أراضيه.
وأعلن أن الآلية طلبت من الدولتين تنفيذ الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما في سبتمبر من العام الماضي بطريقة كاملة ومخلصة “خاصة فيما يتعلق بمنع دعم وإيواء حركات التمرد في البلدين وعدم التعاون مع أي بلد أفريقي أو أجنبي يدعم المتمردين”.
يشار إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير كان قد أمر السبت قبل الماضي بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية ،وذلك بسبب اتهام الخرطوم لجوبا بتقديم الدعم العسكري للجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأعلنت السلطات السودانية يوم الأحد الماضي تعليق العمل بتسع اتفاقيات أمنية واقتصادية موقعة مع جنوب السودان من بينها اتفاقية لإعادة السماح بتصدير نفط جنوب السودان عبر المنشآت السودانية على البحر الأحمر.
إلا أن الخرطوم أكدت في وقت لاحق استعدادها لإعادة الأمور إلى نصابها مع جوبا في حال توقفت سلطات جنوب السودان عن دعم المتمردين.
والمعروف أن دولة جنوب السودان انفصلت قبل سنتين بعد التوصل لاتفاق سلام أنهى 22 عاما من الحرب الأهلية، ومع أنها ورثت 75% من الاحتياطي النفطي السوداني عقب التقسيم فإنها تحتاج إلى المنشآت السودانية للتصدير.
وطلبت دولة الجنوب رسمياً من الحكومة السودانية، السماح باستقبال نائب رئيس الجنوب د. رياك مشار، للنظر في إمكانية تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين جوبا والخرطوم، التي أعلن حزبها الحاكم دعمه وانفتاحه للحوار بين البلدين.
ورجحت مصادر ماذونة استفسرتها “سودان تربيون” وصول مشار للخرطوم غدا الثلاثاء ولقاء النائب الاول للرئيس على عثمان محمد طه وعددا من مسؤولى الحكومة النافذين .
واعلن المؤتمر الوطني عن ان جوبا طلبت السماح لنائب رئيس حكومة الجنوب د.رياك مشار بزيارة الخرطوم واعلن الوطني بحسب متحدثه الرسمي ياسر يوسف ترحيبه بالزيارة.
وأكد يوسف عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب أن خلاف حكومة السودان، مع حكومة الجنوب، يتمثل في الأساس، في قضية الدعم الذي تقدمه حكومة الجنوب، للمتمردين والمسلحين.
وقال إن أي آلية تفضي لإيقاف هذا الدعم مرحب بها، سواء كانت عبر الزيارات أو التواصل أو الحوار أو مقترحات، شريطة أن تفضي لإيقاف هذا الدعم.
وجدد التأكيد على أن حزب المؤتمر الوطني، منفتح للحوار مع دولة الجنوب، ويدعم خطوات الحكومة السودانية في هذا الاتجاه.
وقال إن الوطني يرحب بمقترحات امبيكي المقدمة للحكومة السودانية، وإذا نفذت من الطرف الآخر يمكن أن تكون أساساً جيداً للعلاقة بين البلدين.
الصين على خط الأزمة:
و اجرى مسؤول صينى رفيع المستوى الاحد محادثات فى الخرطوم حول الازمة الناشبة مع دولة الجنوب بعد قرار الخرطوم باغلاق صنابير البترول .
ونقل وزير النفط عوض أحمد الجاز الى المسؤول الصينى استمرار الخرطوم فى ضخ النفط لتاكيد حسن النوايا لكنه شدد على ضرورة التزام جوبا بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة أمام المجتمع الدولي كحزمة واحده متزامنة ، مؤكدا عدم الحاجه لمفاوضات جديدة .
ودعا الجاز لدى لقائه المبعوث الصيني لافريقيا زونق جيا لهوا بكين للعب دورا موجبا وقويا خلال المهلة التي حددتها الاتفاقية بالستين يوماً قاطعاً بموقف بلاده القوي من القرار حال استمرار الجنوب في الخروقات للاتفاقيات التسعة .
وشرح الوزير للمبعوث الصيني ان ضخ النفط مازال مستمراً كحسن نوايا حتى يتم تنفيذ الاتفاقيات مجتمعة الا ان تمادي الجنوب في الحد من تنفيذ الاتفاقيات يدل على عدم جدية الجنوب في التنفيذ الذي قطعه أمام المجتمع الدولي وقال ان بلاده حريصة على جوار آمن وسلام مستدام مع الجنوب .
وابدى المبعوث الصيني رغبة بلاده في تطوير العلاقات بين السودان وجنوب السودان مشيراً لبذل الجهود لوضع حلول نهائية تساعد في استدامة تنفيذ الاتفاقيات جميعها.
وقال ان الجنوب ظل يعاني خلال العام والنصف من توقف ابار النفط مؤملاً في التوصل لحلول مرضية للطرفين لتحقيق المصالح المشتركة.
ومن المتوقع ان يزور المبعوث الصيني كل من جوبا واديس ابابا في اطار الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة بين السودان وحنوب السودان .
وفي سياق آخر نفى وزير النفط د.عوض الجاز قطعياً ماتناولته بعض الصحف السودانية عن مصادر جنوبية بزيارة سريعة قام بها لجوبا ولقائه برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت السبت المنصرم وقال ان الخبر عار تماماً من الصحة .