تجدد المواجهات المسلحة فى ابيى
الخرطوم 5 يونيو 2013- إنحدرت بلدة ابيي المتنازع على سيادتها بين الخرطوم وجوبا من جديد إلى دائرة المواجهات المسلحة واشتبك الثلاثاء على نحو مفاجئ المسيرية ومجموعة مسلحة برجح انتمائها الى جنوب السودان ، واسفرت الإشتباكات عن مقتل أحد منسوبي المسيرية ونهب مئات آلاف الابقار .
وشهدت ابيي ابريل الماضي احداثاً دامية راح ضحية لها زعيم دينكا انقوك كوال دينق ، وقتل أكثر من 10 افراد من قبيلة المسيرية ، غير أن الخحرطوم وجوبا سارعتا إلى تهدئة الموقف وحثتا القبليتين على عدم تصعيد القتال بينهما، وشهدت البلدة هدوءً حذراً .
ووقعت الثلاثاء اشتباكات بين قبيلة المسيرية ومجموعة مسلحة في منطقة الدبيجة واسفرت عن مقتل احد عناصر المسيرية ونهب آلاف الماشية .
ولم يتوصل الخرطوم وجوبا الى اتفاق بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها كما ان القمة التي التأمت بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في منتصف مايو بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا فشل في التوصل الى حلول بعد ان رفض البشير مقترحا من كير بتنظيم الاستفتاء في اكتوبر المقبل.
واتهم المسيرية عناصر عسكرية تابعة للجيش الشعبي بشن هجمات على رعاة في بلدة الدبيجة وقتل احد الرعاة وجرح آخر ونهب مئات الابقار على بعد امتار من مقر قوات الامم المتحدة .
وقال شاهد عيان ان دوي اطلاق الرصاص عم الارجاء وسمعت على مقربة من مقر قوات الامم المتحدة التي لم تتخذ التدابير اللازمة .
وطالب زعيم من المسيرية الرئيس عمر البشير بحسم ملف ابيي وعدم التجاهل الى حين اشتداد القتال الذي بدأ تتشكل ملامحه .
واتهم بيان صادر عن زعماء من قبيلة المسيرية جنوب السودان بعدم الالتزام بالاتفاقات وان قوة شبه عسكرية تتواجد في معسكر يقع شمال وجنوب بحر العرب بعلم القوات الاممية وحض البيان الى ضرورة تدارك الاوضاع وحرب محتملة بين الاطراف القبلية وقوات الامم المتحدة.
و دمغ حزب الموتمر الوطنى الحاكم جهات –لم يسمها- بمحاولة تصعيد وتوتير الاوضاع في المنطقة المتنازع ومحاولة تسويق ازمة المنطقة عالميا وخلق احساس لدى المجتمع الدولى بفشل البلدين فى التراضى على الحل .
واستبعد ” الوطني” إمكانية التوصل لحلول لوضع المنطقة -التى أكد على شماليتها- خارج إطار برتوكول المنطقة
الموقع ضمن برتكولات اتفاق السلام الشامل.
جاء ذلك في رد رئيس قطاع التنظيم بالحزب المهندس حامد صديق، على سؤال لوكالة السودان للأنباء بشأن إعلان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الذى وجهه للأمم المتحدة عن عجزه في التوصل لاتفاق مع الرئيس عمر البشير حول (آبيي).
وقال صديق “لا سبيل للبحث عن حل لوضع المنطقة خارج اطار البرتوكول الذى يمثل جزءا من المستندات التى أثبتت وموجودة لدى الأمم المتحدة وفى جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ، بجانب أنه جزء من اتفاق السلام الشامل”.
وأضاف “أقل ما نطلبه أن تحترم هذه المؤسسات تمثيلها ومشاركتها فى هذه الاتفاقية ووجود هذه المستندات فى مضابطها”، وشدد بالقول “لا يوجد حل خارج البرتوكول ولماذا نخرج عنه ونحن لم نستكمل بنوده بعد”.
وفي إشارة إلى ما تردد عن طلب المعارضة بدولة الجنوب تسليح أبناء قبيلة “دينكا انقوك” بآبيي، أكد صديق أن أي تصعيد في المنطقة ليس في مصلحة الشعبين، وأن قضية المنطقة هي قضية السودان كوطن مع الجنوب.
وقال إن قضية آبيي قضية سودانية وليست قضية قبيلة، ورأي السودان كله أنها أرض شمالية والسودان كله مسئول عن رعايتها والارتباط بها وتطويرها.
ووافق مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بالاجماع نهاية مايو المنصرم على ارسال قوات اضافية قوامها 1100 جندي إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وترفع الزيادة الجديدة قوام قوات حفظ السلام في ابيي الى 5300 جندي. وستساعد قوات حفظ السلام بالاشراف على المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
وبدأت الدولتان بسحب قواتهما من أبيي في مارس الماضي.
ويحتفظ السودان بنحو 120 الى 150 من “شرطة النفط” في مجمع دفرا النفطي شمالي أبيي.
ولا تقوم “شرطة النفط” بأي عمليات خارج مصفاة النفط، لكن وجودها يعد خرقا لقرارات سابقة للامم المتحدة وطالب المجلس مجددا بسحبها.
وحصل جنوب السودان على الاستقلال عام 2011 في استفتاء عام بموجب اتفاق سلام وقع بين الجانبين عام 2005.
وانهى الانفصال بين السودان وجنوب السودان عقودا من الحرب الاهلية قتل فيها أكثر من مليوني شخص، لكن بعض القضايا الرئيسية ما زالت عالقة، ومن بينها الحدود قرب أبيي.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة إن قرار مجلس الامن يمنح قوات حفظ السلام المزيد من القدرة على القيام بمهامها، ولكنها قالت إن “التوصل لحل دائم للموقف النهائي لأبيي هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف