جوبا تخفض انتاجها من النفط وتتهم الخرطوم بعرقلة تصديره والجاز ينفي
الخرطوم ،جوبا 22مايو 2013- إتهمت حكومة جنوب السودان جارها السودان بعرقلة سير نفطها باتجاه موانئ التصدير وقالت الثلاثاء إنها خفضت الإنتاج إلى النصف تقريبا بسبب مشكلة في التصدير وإنها تشتبه في أن الخرطوم أغلقت خط الأنابيب بين البلدين فيما قد يكون علامة على نزاع جديد بين الجارتين، غير ان وزير النفط السوداني عوض احمد الجاز نفى قطعياً حدوث ذلك واعلن انسياب نفط دولة الجنوب عبر الأراضي السودانية، مؤكداً انه يسير بصورة طبيعية إلي موانئ التصدير.
وقال الجاز في تصريح لوكالة الانباء الرسمية “سونا” ان بترول الجنوب قد وصل إلي الاراضي السودانية من حقول النفط الثلاثة التابعة للجنوب وهي ثارجاس وفولج وملوط مؤكدا ان العمل يسير بين السودان ودولة الجنوب وفقا لمصفوفة التعاون المشترك التي تم التوقيع عليها بين الدولتين .
واتفقت الدولتان في مارس على استئناف تصدير النفط من جنوب السودان – الذي ليس له منافذ بحرية – عبر أراضي الشمال وتهدئة التوترات لكن هناك جذورا عميقة لحالة انعدام الثقة بعدما خاض الطرفان واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا.
وقال ميوين ماكول اريك المتحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب السودان لرويترز “حدثت مشكلة … في الجانب السوداني” ، وأضاف أن القائم بأعمال الصين التي تسيطر على صناعة النفط في جنوب السودان قال إن هناك فقط مشكلة فنية في تدفق النفط عبر الحدود.
وتابع اريك “لكننا نظن أن المسألة سياسية. نظن أن السودان أغلق خط أنابيب النفط.” وأضاف أن حكومته خفضت إنتاجها النفطي إلى 105 آلاف برميل يوميا من نحو 200 ألف برميل يوميا.
وقال السودان في وقت سابق هذا الشهر إنه تلقى أول شحنة نفطية من الجنوب وقد وصلت إلى منطقة هيجليج على الحدود حيث تتم تنقية النفط من المياه وشحنه إلى ميناء بورسودان لتحميله في السفن.
واتهمت الخرطوم في وقت لاحق جوبا بدعم مسلحين ينشطون عبر الحدود المشتركة بينهما لكن وزير الخارجية السوداني قال خلال زيارة لجوبا يوم الجمعة إن تلك المشكلة لن تؤثر على اتفاق تصدير النفط.
واستدعت جوبا الاثنين السفير الصيني لدىها بسبب مزاعم إغلاق تدفق نفطها إلى الأسواق الخارجية عبر الأراضي السودانية.
وكانت مصادر حكومية في دولة الجنوب قالت لـ” سودان تربيون ” الاثنين أنه بتوجيهات من حكومة الخرطوم توقف ضخ نفط حقل ثارجاس بولاية الوحدة إلى هجليج.
وأوضح مسئولون في وزارة النفط والتعدين بدولة جنوب السودان أن أفراد من جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الذين تم إرسالهم لتأمين العاملين في الحقل بالمنطقة أغلقوا الأنابيب وضايقوا العاملين وطردوهم.
وقال أحد المسئولين الذي طلب حجب هويته أن وزير النفط بدولة جنوب السودان اتصل برصيفه بدولة شمال السودان الدكتور عوض الجاز وأبلغه بالحادثة، ولكن الجاز أكد له أنه لا علم له بالأمر وأنه سيجري اتصالات مع مدراء الحقل لمعرفة ما جرى والاتصال به لاطلاعه على ذلك ولكنه لم يتلق رداً من الجاز. فاضطر وزير النفط بدولة جنوب السودان بحسب المعلومات إلى إرسال فريق يرأسه وكيل ومدير عام الوزارة لمعرفة الأمر وعند وصولهم إلى الحقل وجدوا الأنابيب مغلقة بإحكام، وعلق الوزير بعدم توقعهم حدوث ذلك.
ويتهم جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني بعض الدوائر في جوبا التي قال انها تستمر في دعم مجموعات التمرد التي هاجمت الشهر الماضي مناطق عدة في جنوب وشمال كردفان.
واكد أحد المسئولين في الجهاز أن بعض متمردي دارفور الذين شاركوا في الهجوم على هجليلج في أبريل 2012 لازالوا يتواجدون في ولاية الوحدة على الرغم من التوقيع على اتفاقية التعاون بين البلدين.
من ناحية أخرى رفض مشار عدار وكيل وزارة النفط بدولة الجنوب التعليق على الموضوع، كذلك أنكر بارنابا ماريال وزير الاعلام بدولة جنوب السودان علمه بغلق أنبوب النفط من حقل ثارجاس بولاية الوحدة، إلا أن أحد الموظفين ببرلمان دولة الجنوب قال أن وزير الاعلام يعلم حقيقة ما يحدث ولكنه لا يريد التصريح وإثارة الموضوع خوفا لما سيثره من سخط شعبي وسط الجنوبيين.
وقال إن المسألة لا تحتاج لكل هذا التعتيم والناس بدأت تعلم بالذي حدث لأن العاملين في الحقل اتصلوا بأقاربهم وأخبروهم بما جرى. بالتالي على الحكومة مصارحة الناس.
وانفصل جنوب السودان في 2011 بعد استفتاء جرى بموجب اتفاقية السلام التي أنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ولم يحرز الطرفان تقدما يذكر فيما يتعلق بمناطق متنازع عليها على الحدود التي تمتد بينهما نحو ألفي كيلومتر