جماعة الأخوان المسلمين تتعبر عدم إقالة وزير الدفاع “جريمة وطنية”
الخرطوم 5مايو 2013- إتسعت الدائرة المطالبة بإقالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين لتجتذب لأول مرة جمعات من خارج الحزب الحاكم في وقت أعلن فيه الرجل إن القوات المسلحة تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق مضطرة.
وقال عبد الرحيم المجابهة بحملة شرسة رافضة لبقائه في السلطة إنّ الحرب بالنسبة لهم حالة اضطرارية يلجأون إليها بعد فشل كل الأساليب الأخرى.
وأكد أنهم ما وجدوا سبيلاً للجلوس لحل المشكلة بالتفاوض إلاّ وجلسوا، وأبان أن الحرب هي آخر وأسوأ مراحل الدبلوماسية، فيما كشف الوزير في حوار أجرته معه صحيفة (الرأي العام السودانية ) الصادرة السبت، عن طبيعة علاقته مع الرئيس عمر البشير، وقال إنها طبيعية بين أيِّ اثنين أصدقاء،أكثر من أن تكون جمعتنا ظروف عمل.
وتابع: علاقتي بالرئيس هي علاقة خالصة لله سبحانه وتعالى، وهي علاقة أخوية بغض النظر عما إذا كان رئيساً أو لم يصبح رئيساً.
وأكد الوزير تقبله النقد وأنهم يتعرّضون له في كل يوم، و قال انه يتقبّل النقد من زملائه في المؤسسة العسكرية، وقال: أصلاً الشخص الذي لا يقبل النقد لن يكون قائداً، وأضاف: (أيِّ زول في هذه الدنيا في ناس برتاحوا ليهو وناس ما برتاحوا ليه)، وقال إنه من الممكن أن يكون لديه أعداء، وقال: لكن أنا بالنسبة لي أحاول بقدر الإمكان ألا يكون في نفسي شئ ضد شخص أصلاً.
وقال وزير الدفاع، إنّ ما نرجوه هو أن تدرك الحركات المتمردة خطورة القتال ويأتوا للحوار، ودعاهم للاستفادة من تجربة الحرب في الجنوب التي انتهت بالتفاوض، وقال موجهاً حديثه لهم: (أحسن من بدري نحافظ على هذه الأرواح لأن وقود هذه الحرب هم سودانيون في النهاية ولابد أن نجي نتفاوض لأنو مافي حاجة مستحيلة).
وتوقع الوزير أن ينعكس فك الارتباط إيجاباً على الوضع في الميدان قريباً بعد نفاد الدعم الذي كان بحوزة الحركات المتمردة، وفيما لم يستبعد أن يحدث ذلك قريباً، أشار إلى توافر الآليات الكافية للتحقق من فك الارتباط وتقديم الدعم اللوجستي للمُتمردين، وقال إنّ انعكاس ذلك في الميدان سيستغرق وقتاً، وهو ليس مثل الكهرباء يمكن التحكم فيها بالفتح والإغلاق عبر مفتاح. ونوّه إلى أنّهم يسعون لتجفيف موارد وإضعاف الحركات المتمردة حتى يأتوا إلى السلام.
إلى ذلك انضمت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان إلى المطالبين بإقالة وزير الدفاع ، واصفة إياه بأنه “فاشل فى الدفاع عن مواطنيه”، وإعتبرت الجماعة – التى انشقت في سبعينيات القرن الماضي من حزب الترابي – الإبقاء عليه فى منصبه “جريمة وطنية”.
وأرجعت الجماعة طلبها هذا إلى الهجوم الذى تعرضت له مدينة “أم روابة” جنوب غرب الخرطوم السبت قبل الماضي، من قبل تحالف “الجبهة الثورية” المعارض، وأسفر عن سيطرتها على المدينة، قبل أن تخرج منها مساء اليوم ذاته.
وقالت الجماعة فى بيان لها، يوم الاثنين، إن “هذا الفعل من الجبهة الثورية لا يمكن إخراجُه إلى الفعل السياسى المعارض، وأى مواطنٍ هذا الذى ينتظر معارضةً تقتله؟”، مضيفة ليس من واجب الحكومة أن تدين قتل المواطنين بل واجبها اللازم حمايتهم والدفاع عنهم، من هنا فإنَّ الإبقاء على وزيرٍ للدفاع يثبتُ مرة بعد أخرى أنه فاشل فى الدفاع عن مواطنيه يُعدُّ هو الآخر جريمة وطنية”.
ولجماعة الإخوان المسلمين التي تحالفت مع الرئيس البشير عقب انشقاقه عن الترابي نواب يمثلونها فى البرلمان غير أنها لا تشارك فى الحكومة منذ فترة ما جعل محللين سياسيين ومقربين من الجماعة يرون أنها انتقلت من المشاركة فى الحكم إلى محاولة “الإصلاح بالمناصحة”.