المؤتمر الدستوري .. هذا او الطوفان ..
بقلم عمار عوض
30 مارس 2013 – حفل الاسبوعين الماضيين بالكثير من الاحداث السياسية والمبادرات السودانية التى حركت الكثير في بركة السياسة السودانيه التى كان منسد افقها مابين تعنت الحكومة السودانية وطموحات معارضيها وكانت اولى الاحداث هي اعلان الرئيس السوداني عمر حسن احمد عدم ترشحه في الانتخابات المقبله لصحيفة الشرق (القطرية) وفي ذلك اكثر من دلاله خاصة اذا علمنا ان الرئيس عمر حسن استبق بتصريحه هذا القمة العربية التى انعقدت قبل يومين في (الدوحة) وشارك فيها رؤساء دول الربيع العربي ولو شئت الدقة دول الربيع (القطري) فكأنما اراد الرئيس عمر حسن ارسال عدد من الرسائل لدولة قطر ومن خلفها ماكينة دول (الاسلام السياسي) الصاعدة في المنطقة انه لن يرهقها كثيرا في مقبل شهر عسلهم القادم في العالم العربي ليرد الرئيس المصري محمد مرسي التحية بأحسن منها بأنه سيزور الخرطوم مطلع شهر ابريل القادم وتأتي زيارته في اعقاب زيارة رئيس الحرية والعدالة (الكتاتني) للخرطوم !! ليتلقف الاشارة النائب الاول على عثمان طه ويسوق هذه البضاعة لمساعد خصم الحكومة اللدود (وقتها) على الحاج الذي قال انه ذهب لمعاودة طه بعد ان كثرت الاحاديث حول تدهور صحته مما قاده الى المانيا طلبا للعلاج لكن على الحاج قال في حوار الشروق انه بعد ان اطمأن على صحته ادار معه حوار للاطمئنان على صحة (البلد) على حسب قوله وانهم بعد نقاش استمر لحوالي الثلاثة ساعات توصلوا الى ان اكبر معضلة هي غياب الحريات عن السودان وان هذا يتهدد البلد بالانقسام مرة اخرى وما ادركوا بقصد منهم او بغير قصد ان غياب(العدالة) هو ما يهدد البلد بالانقسام !! .
وكان كثيرون تحدثوا بان لقاء طه وعلى الحاج جاء نتيجة لضغوط على مجموعات الاسلام السياسي في السودان (الشعبي-الوطني) من رصيفيهما في الدول العربية التى بات يخزيها ان ترى تجربة اسلاميه في السودان على رأسها شخص مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لقتل شعبة فهى من ناحية لا تستطيع ان تمد له يد العون وهى تعلم ديكتاتوريتة المعلومة للقاصي والداني ومن ناحية اخرى لا تريد ان تكل امره الى قوى المعارضة التى يقف على رأسها قوى علمانية متحالفة مع صديقها القديم حسن الترابي فهى لا تضمن عواقب سيطرة هذا التحالف على الخرطوم اذا ما اسقط نظام الرئيس عمر حسن وكانت هذه الرؤية واضحة للعيان في مؤتمر الحركات الاسلامية في الدوحة الذي شارك فيه على الحاج وحسن الترابي من جهة وغازى صلاح الدين وأمين حسن عمر من الضفة الاخرى لإسلاميو السودان ولكن تعنت مجموعه البشير في مؤتمر الحركة الاسلامية افسد كل الترتيبات وترك على اثرها الرئيس السوداني عمر حسن في عراء الانقلابات العسكرية من داخل بيته الاسلاموي الى جانب رفع الدعم العربي عن نظامه ليعاني الجنيه السوداني ايما معاناة ويصل الى اقل مستوياته امام الدولار مع رصيفهم التضخم الذي وصل الى اعلى مستوياته وتدهورت الاوضاع في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان واقترب الثوار من مدن دارفور الكبرى والكرمك وغيرها من المدن وهنا تحركت الماكينه (الغربيه) لتضغط من جهتها وهى الحريصة اخلاقيا على مبدأ دولتين قابلتين للحياة هما السودان وجنوب السودان ولا يمكنها ان تنسى في خضم سعيها هذا المناطق الثلاثة (دارفور-جنوب كردفان والنيل الازرق) ليثمر هذا الضغط الدولي عن موافقة حكومة الخرطوم للدخول في مفاوضات سياسية مع الحركة الشعبية في السودان شهر ابريل القادم.
وكان مرض البشير وقناعته الشخصية في ظل معاناته مع مرض (السرطان) او(الالتهاب الحلقي كما يروج اشقائه) الذي يمنعه من القاء الخطابات الجماهيرية التى عرف بها هو( الوقود ) الذي بدأت على اثره (الماكينات الغربية والاسلامية) العمل به خاصة وان تجربة انتخابات القضارف التى غاب عن التعبئة لها الرئيس عمر حسن كانت اكبر دلاله على ان الرئيس ليس بمقدوره تعبئة الجماهير لحزبه كما فعل في الانتخابات الاخيرة التى كسبها حزبة بفضل تعبئة الرئيس للجماهير وهي دلالة على الرئيس لم يعد هو الرئيس! وان اوان رحيله قد اقترب و ازف ولكن كان سيف (الجنائية) مسلطا على هذه الماكينة وهنا تقدمت مجموعه الازمات الدوليه بمقترح مفاده ان يتم تأجيل امر القبض الخاص بالرئيس اذا ما اقدم على اصلاحات سياسية كبيره واجرى مصالحة وطنيه حقيقية وهو المقترح الذي جعل الماكينات (الالمانية) تعمل من جديد حيث يقول على الحاج في حواره مع قناة الشروق عندما سئل عن امر عدم ترشح الرئيس السوداني مره اخرى (عدم رغبه الرئيس بالترشح تساعد على انجاح فرص الحوار) .
حسنا عدم ترشح الرئيس سيساعد على انجاح فرص الحوار الوطني وهنا لابد من الاشارة الى المبادرة التى طرحتها الحركة الشعبية في دولة السودان هى( النصف الاخر) من الجملة الصحيحة (لفرص نجاح الحوار) فهى تنص على اعلان وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين لإيصال المساعدات الانسانية الى النازحين في جنوب كردفان والنيل الازرق وتعزيز المنطقة العازلة بين دولتى السودان وهو الامر المتوقع ان تفضي له المفاوضات حال انعقادها منتصف الشهر القادم في اديس ابابا وهنا يتعين على الحكومة السودانية ان كانت صادقه في انها تريد الحفاظ على ماتبقى من كيان السودان (الفضل) اطلاق سراح معتقلي الفجر الجديد كبادرة حسن نية وعربون لإطلاق صفارة الحوار الوطني ويتزامن مع وقف العدائيات اجرائين اولهم اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من جنوب كردفان والنيل الازرق واعلان عن عفو عام عن المسجونين من دارفور داخل سجونها لتحفيز حركات دارفور المسلحه لإعلان وقف عدائيات من جانبها تمهيدا للمؤتمر الدستوري او الحوار الوطني او اى كان اسمه !
والاجراء الثاني اشاعة الحريات بإطلاق حرية الصحافة برفع الرقابه الامنية على الصحف وإعادة تراخيص الصحف المغلقة واعادة تراخيص المراكز البحثية والثقافية والجمعيات والمنظمات الوطنية التى جرى تعليقها بعد استقلال الجنوب واندلاع الحرب في المنطقتين (مركز الدراسات السودانية الخاتم عدلان مثالا وليس حصرا) حتى تساعد في ضخ دماء الحريات في جسد الحياة السياسية اليابسة والمتصحره منذ انفصال الجنوب واندلاع الحرب وذلك تمهيدا للدخول في مؤتمر جامع وقومى ودستوري يكون اطرافه الحكومة السودانيه ومن دخل في حلف المؤتمر الوطني من جهة وتنظيمات (الفجر الجديد) من جهة اخرى بالاضافة الى منظمات المجتمع المدني وتنظيمات الشباب والنساء بالطبع.
يشارك الجميع في هذا المؤتمر دون شروط مسبقة وبأوزان متساوية على ان يستفتى الشعب السودان على مخرجات (المؤتمر الدستوري) على ان يعقد المؤتمر في ارض محايده اذا لم توافق حركات دارفور على وقف العداءات في دول مثل اثيوبيا او حتى تركيا او مصر لاتاحة الفرصه لعناصر الفجر الجديد من ثوار دارفور المشاركة فيه ويمكن هنا ان يعقد هذا المؤتمر برقابة دوليه يمثلها ثامبو امبيكى ورئيس بعثة يوناميد محمد بن شمباس الى جانب الامم المتحدة وأصدقاء السودان في وفي حال موافقة الشعب السوداني عليه يمكن الدخول في فتره انتقاليه تكون عدد سنينها اقل وفي ظل حكومة المؤتمر الدستوري لمساعده النازحين للعودة الى قراهم بعد اقرار مبدأ تعويضهم والتحضير للدخول في انتخابات حرة ونزيه ومراقبه دوليا .