مركزية الرزيقات: فسروا وقصروا
بقلم مجدي الجزولي
14 مارس 2013 – أصدرت “مركزية مثقفي وخريجي وطلاب قبائل الرزيقات” مؤخرا بيانا صحفيا أرخت فيه لدورات الاقتتال المتجددة في جبل عامر بالزيارة التي قام بها وزير التعدين كمال عبد اللطيف إلى المنطقة يرافقه والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر في ديسمبر الماضي، ومن قبلهم كما قال البيان بعض المعاشيين من الجنرالات. تساءل البيان “لماذا لم يتحارب سكان هذه المناطق من قبل؟ لماذا اشتعلت الحرب بعد هذه الزيارات مباشرة؟” أشارت مركزية الرزيقات بأصبع الاتهام الظاهر إلى رئيس السلطة الاقليمية لدارفور التجاني السياسي والوالي كبر بالاستناد إلى تصريح الإثنين أن السلاح الذي قضى به الناس في جبل عامر سلاح حرس الحدود، وما أدراك ما حرس الحدود؟ استهجن البيان “الأهداف التضليلية التي انتهجتها وسائل الإعلام عن قصد للخلط بين الرزيقات وتصنيفها حسب المهنة (بقارة وأبالة) ثم الزج بالقوات المسلحة ممثلة في حرس الحدود وكأن الجيش السوداني صار مقسم حسب القبائل.” خلصت مركزية الرزيقات إلى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث ودعت القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إلى كبح تصريحات المسؤولين الذين “لا يفرقون بين القوات المسلحة والقبائل والحكومة”.
تطابق بيان مركزية الرزيقات مع حديث موسى هلال لجريدة السوداني والذي جعل دماء جبل عامر في رقبة الوزير كمال والوالي كبر. قال هلال صراحة أن كمال وكبر حرضا على طرد المنقبين من المنطقة حتى تخلو للاستثمار، “تأتي شركات وتؤول إلى الوالي كبر ووزارة المعادن”، كما نقل محرر السوداني. تذمر هلال، بمثل ما فعلت مركزية الرزيقات، من تعريف “الأبالة” مشيرا إلى أن الذين قضوا في المنجم من أقوام مختلفة الرباط بينهم العمل لا العرق، السوداني منهم والأجنبي. طلب هلال أن تصبر الحكومة على المنقبين “الأهالي” لا تفصل بينهم ورزقهم، على الأقل حتى يتسنى لها فعلا الإنتاج أبو شركات من آبار ذهبه.
في بيان مركزية الرزيقات وحديث هلال، والشبهة أن الطرفان واحد، تحريض فصيح على الاعتبار في ماديات الصراع في دارفور، لا ثقافته وعرقه وكفى، وسقم من العمى الحضري عن الاقتصاد السياسي للريف ونسب كل عنف فيه إلى شرور البداوة المزعومة لا غير. ترك بيان المركزية على طوله فراغات كثيرة، شكك في رواية الإعلام للأحداث في جبل عامر لكن لم يطرح رواية تقابلها، رفض الصيغة المبسطة القائلة بوقوع حرابة طرفاها الرزيقات الأبالة والبني حسين لكن لم يشرح تعريفه لأطراف القتال في المنطقة، احتج على حديث كل من كبر والسيسي عن سلاح حرس الحدود لكن صمت عن نسب السلاح الشره للنفوس. والأمر كذلك، حشر البيان سبابة طويلة في عين كمال عبد اللطيف السحارة، وعين رفيقه كبر، وعليه الساعة أن يمرق النصيحة، ماذا فعل في جبل عامر؟