احتجاجات عارمة فى الخرطوم والشرطة تفضها بالقوة
الخرطوم 10 ديسمبر 2012- شهدت مناطق متفرقة من العاصمة السودانية امس مظاهرات طلابية عنيفة جابت شوارع رئيسية بوسط الخرطوم احتجاجا على مقتل اربعة طلاب من دارفور بجامعة الجزيرة الجمعة الماضية وردد المتظاهرون شعارات تنادى بإسقاط النظام والثأر لدماء زملاءهم ، ورفع بعضهم علم الجبهة الثورية بينما ردد اخرون هتافات تؤيد زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد نور.
واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع واستعانت بعشرات الجنود لمحاصرة وملاحقة الطلاب بجامعات الخرطوم والنيلين والسودان فيما طالبت المعارضة السودانية الحكومة بإجراء تحقيق عاجل لوضع حد لما اسمته الانتهاكات الجسيمة .
وأصدر وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة قرارا بتشكيل لجنة تحقيق لكشف الاسباب التي ادت الى وفاة طلاب جامعة الجزيرة وأعرب عن اسفه للحادثة وطالب اللجنة التي ترأسها رئيس الادارة القانونية بحكومة ولاية الجزيرة الاستعانة بمن تراه لمعرفة الملابسات التي اودت بحياة الطلاب .
وكانت السلطات السودانية قد اعلنت ان سبب الوفاة هو الغرق إلا ان جهات طبية مستقلة ذكرت غير ذلك وقال ان التقرير الطبي أفاد ان اسباب الوفاة لا تمت بصلة للغرق وان الجثث القيت فى الماء بعد ضربات على الراس والصدر.
وطاف المحتجين في اروقة جامعة الخرطوم حاملين (نعشا) رمزيا للطلاب الضحايا وخرجوا بعدها متوجهين الى مقر الامم المتحدة لتسليم مذكرة تطالب بالتحقيق العاجل مع الحكومة السودانية حول مقتل الطلاب الاربعة وفقدان آخر وإيقاف انتهاكات الاجهزة الامنية وانتشرت قوى الامن السودانى بكثافة في شوارع رئيسية محيطة بجامعة الخرطوم كما جرت مطاردات بين الطلاب وأفراد شرطة كانوا على متن شاحنات زرقاء بالقرب من شارع رئيسي يقع على بعد مسافة قريبة من القصر الرئاسي.
وروى شهود عيان لسودان تربيون ان التظاهرات امتدت الى شوارع رئيسية بوسط الخرطوم وانضم اليهم محتجون من جامعة النيلين وكثفت الاجهزة الامنية تواجدها في تلك المناطق تحسبا لاتساع نطاق الاحتجاجات وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات في شارع الحرية بالقرب من استاد الخرطوم .
وأغلق الطلاب نفقا رئيسيا بالقرب من جامعة السودان وتراشقوا مع الشرطة التى واجهتهم بضراوة لإرغامهم على الانسحاب من النفق بعد ان اقاموا حائطا بشريا وتوقفت حركة المرور لساعتين .
وروى شهود عيان ان اشخاصا يرتدون ازياء مدنية كانوا على متن شاحنات تواجدوا بكثافة في الشوارع التي شهدت احتجاجات عارمة واضطر مئات المواطنين الى عبور الجسر سيرا على الاقدام بعد تعذر مرور المركبات والسيارات وانعدمت وسائل النقل العامة وشملت المظاهرات سوقا رئيسيا للمطابع والأجهزة الكهربائية.
وطاردت الشرطة الطلاب حتى المساء بالقرب من المحالات التجارية التي اغلقت ابوابها تحسبا لأعمال عنف ونهب .
كما تظاهر الطلاب في عدة جامعات سودانية احتجاجا على مقتل الطلاب وروى شهود عيان ان الاحتجاجات انطلقت داخل جامعة امدرمان الاهلية وانضم الى العملية التي توسعت بشكل لافت طلاب من جامعة وادي النيل بولاية نهر النيل.
وأعلنت المعارضة السودانية تضامنها مع اسر الضحايا وقررت ارسال وفد الى ولاية الجزيرة للوقوف بجانب الطلاب ومعرفة الدوافع التي ادت الى مقتل اربعة وفقدان آخرين وطالبت الحكومة بإجراء تحقيق عادل وحاسم وشددت على انه آن الاوان لملاحقة الجناة الذين تسببوا في مقتل وملاحقة الطلاب المعارضين للنظام الحاكم.
ونصح زعيم تحالف المعارضة فاروق ابوعيسى الذي كان يتحدث في منبر اعلامي نظمه التحالف امس الحكومة بالكف عن ملاحقة الطلاب في الجامعات وإيقاف عمليات الاختراق لمؤسسات التعليم العالي بواسطة الاجهزة الامنية معربا عن قلقه من تصعيد عملية توقيف الطلاب الى التصفية والتعذيب الجسدي والنفسي.
وبدوره طالب الحزب الشيوعي بتكوين لجنة مستقلة ومحايدة تضم ممثلي القوي السياسية والطلاب للتحقيق فى الاحداث الاخيرة التى شهدتها جامعة الجزيرة وإعلان نتائج التحقيق لكافة الشعب والاقتصاص من أسماهم “بالقتلة” فضلا عن أطلاق سراح المعتقلين وكفالة حق طلاب دارفور فى الاعفاء من الرسوم الدراسية.
وقال الشيوعي فى تعميم صحفي أمس أن الاحداث الاخيرة بجامعة الجزيرة تؤكد من جديد الضرورة البالغة لرحيل نظام المؤتمر الوطني بسبب ما أسماه بالانفلات الامني وغياب حكم القانون، مشددا على ضرورة توحيد الجهود لإسقاط النظام.
في حديث للتلفزيون السوداني اتهم محمد عمر وراق مدير جامعة الجزيرة جهات لم يسمها باستغلال مشكلة رسوم التسجيل الجامعية وتهديد الاستاذة والطلاب والعمل على تعطيل الدراسة وقال انهم سبق لهم وان اتفقوا مع رابطة طلاب دارفور على تأجيل أو تقسيط الرسوم الدراسية المفروضة على طلاب دارفور وقدر عدد المتعذر عليهم الدفع بـ 25 في المائة من مجموع الطلاب الدرافوريين .
ولم يوضح يتحدث المدير عن الجهات التي اعتقلت الطلاب أو اسباب الوفاة.
وكانت وزارة التعليم العالي قد اصدرت قرارا اداريا في اكتوبر الماضي اوضحت فيه ان الطلاب القادمين من معسكرات النازحين فقط يجوز اعفائهم من الرسوم الدراسية الجامعية ، وطالب طلاب المنطقة اعفائهم من ذلك استنادا على قرار رئاسي صدر في 2006 عقب التوقيع على اتفاقية السلام مع حركة تحرير السودان جناح مني مناوي .