تصاعد الاستقطاب وسط الاسلاميين فى السودان ومطالبات بإطلاق المعتقلين
الخرطوم 25 نوفمبر 2012- تزايدت حالة الاستقطاب وسط اسلاميى السودان فى اعقاب الاعلان عن احباط مخطط تخريبى تزعمته قيادات امنية وعسكرية محسوبة على اجنحة المجاهدين والدفاع الشعبى بقيادة صلاح قوش مدير الامن السابق، في وقت طالبت مجموعة من قيادات الدفاع الشعبي اطلاق سراح المعتقلين.
وفيما التزم قادة الدولة الكبار الصمت حيال التطورات التى تنذر بازمة طاحنة أعلن وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، اعتزامه اليوم الاحد كشف مزيد من المعلومات حول المحاولة التخريبية التى تقول السلطات انها احبطتها فجر الخميس الماضى بينما عقد مدير جهاز الامن السودانى محمد عطا الجمعة اجتماعا مع مجموعة من قيادات الدفاع الشعبى التى طالبته بالافراج عن المعتقلين.
ومن جانبه نشط الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن فى اجتماعات منفصلة مع نافذين فى الدولة ومجموعات ساخطة على احتجاز قيادات “المجاهدين” فى محاولة لاحتواء غضب واسع وسط الاسلاميين المتشددين بسبب اتهام قادتهم بالضلوع فى محاولة تخريبية .
وقال بلال فى تصريحات صحفية امس أن المتهمين يجدون معاملة جيدة فى معتقلاتهم والتحقيق يجرى معهم وفقا للقانون. وأضاف “سيتم الاعلان عن معلومات خلال مؤتمر صحفي الاحد تتعلق بالمحاولة التخريبية” نافيا ظهور أسماء جديدة ضالعة فى المحاولة بخلاف التى اعلن عنها فى وقت سابق وحث وزير الإعلام المواطنين على عدم التعامل مع الشائعات، وقال إن المحاولة التخريبية لم تلق بأي ظلال أمنية سلبية على البلاد وليست لديها امتدادات داخل الأجهزة الأمنية، مؤكدا أن الأمور عادت لطبيعتها وسيتم إحاطة الرأي العام بالمعلومات بصورة فورية.
.وقال بلال خلال مداخلة تلفزيونية لبرنامج في (الواجهة) التلفزيونى ليل أمس ان الحكومة لا تريد تنصيب نفسها مدعياً عاماً توجه الاتهامات على الموقوفين في المحاولة التخريبية ، واضاف:”نريد أن تجرى التحقيقات في جو معافى”.
وتقول الحكومة السودانية انها اوقفت 13 متهما على ذمة المحاولة ابرزهم مدير جهاز الامن والمخابرات السابق الفريق صلاح عبدالله “قوش” والعميد محمد ابراهيم عبد الجليل “ودابراهيم” واللواء عادل الطيب وآخرين من العناصر المدنية والعسكرية لم يكشف عنها .
ونفى مستشار الرئيس السابق غازى صلاح الدين اخضاعه للتحقيق بشان دور محتمل فى المحاولة التخريبية .
وكشفت صحيفة “الانتباهة”، إن السلطات ألقت القبض على ضباط على علاقة بقائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد «ود إبراهيم»، وهم النقيب بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات علاء الدين محمد عبد الله، والنقيب بإدارة العمليات بذات الجهاز إبراهيم عبيد الله، وقائد القوات المشتركة السودانية التشادية العقيد فتح الرحيم عبد الله، إضافة إلى المقدمين بسلاح المدرعات رشاد، وحسن.
وكان مدير جهاز الامن محمد عطا اجتمع قبيل مغادرته الخرطوم الى تشاد يوم الجمعة ، بحوالي 1000 من قيادات المجاهدين في الدفاع الشعبي، طالبوه بالإفراج عن قادتهم المعتقلين ونقل اليهم ان الأجهزة الأمنية تؤدي واجباتها بمسؤولية تبتغى فيها وجه الله ورضائه. وأضاف: “الأجهزة الأمنية لا تنطلق من مواقف شخصية وتؤدي عملها بمهنية واحترافية بعيداً عن المواقف المسبقة وتحرص على حماية مكتسبات الدولة وأمن المواطنين وممتلكاتهم”.
وقال عطا مخاطباً اللقاء، إن السلطات اعتقلت عناصر المخطط التخريبي في أعقاب توافر معلومات وأدلة كافية تبرر التحفظ عليهم. وامتدح عطا بعض الضباط المتهمين في المحاولة دون أن يسمهم، لكنه قال إن “الوطن يعلو ولا يعلا عليه”.
ورفع المجلس الوطني الخميس الحصانة عن مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش الذى ينوب عن الدائرة 5 مروي بالولاية الشمالية عقب تقديم السلطات الأمنية طلب لرئيس البرلمان لرفع الحصانة وقال رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان؛ الفاضل حاج سليمان فى تصريح صحفى أن رئيس المجلس وفق المادة 92 من الدستور الانتقالي لسنة 2005، الخاصة بحصانة العضو، والمادة 27- 1 من لائحة تنظم أعمال المجلس الوطني، اتخذ إجراءات فورية برفع الحصانة عن قوش وأكد القبض عليه بعدها .
واعتبر مساع مدير المخابرات السابق لتغيير النظام عن طريق السلاح وخلق اضطرابات تشكل حالة ارتكاب جرم وفعل مخالفاً للدستور.
وخلص اجتماع عقده مجموعة من مواطني مروي بمنزل قوش بالخرطوم امس لتكوين هيئة للدفاع عنه، ومن المقرر أن تعقد الهيئة اول اجتماعاتها صباح اليوم بغرض تحديد الناطق الرسمي باسمها ومتابعة الإجراءات القانونية والاتصال بالجهات المختصة.