المهدى يدعو البشير لإعلان حكومة انتقالية ويشكك في المحاولة التخريبية
الخرطوم 25 نوفمبر 2012- طالب رئيس حزب الأمة الصادق المهدي الرئيس عمر البشير بإسراع الاعلان عن حكومة انتقالية ودعا إلى مساءلة الضالعين في “المحاولة التخريبية” وتجنّب الأساليب الزائفة التي أدت إلى إعدام 28 ضابطاً اتهموا بمحاولة انقلابية في العام 1989. وشكك في المحاولة الجديدة التي سمّاها “انقلابية”، قائلاً إنه “وفق تجربتنا مع النظام فإننا نتبع منهج الشك حتى تظهر الحقيقة”.
واعتبر المهدي أن الخلافات داخل صفوف النظام الحاكم وخطورة مآلاتها التي أفرزها مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، بجانب الزيادة المضطردة في الأسعار ، وحال الاحتقان والانسداد والاستقطاب التي تحيط بالموقف السياسي، كلها عوامل تجعل الاستمرار في ظل هذه السياسات مستحيلاً ، وتفتح الباب أمام كل الخيارات.
ورأى أن مثل هذا الوضع لا تعالجه الاجراءات الاحترازية، ولا تجدي معه الأساليب المجرّبة، ولا يمكن تجاوزه بالتصريحات النارية، واعتبر المهدي في خطبة الجمعة التي القاها نيابة عنه، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبدالمحمود أبّو، ،إن العلاج يكمن في اجراء عاجل يعلنه الرئيس عمر البشير بالدعوة الجادة إلى حكومة انتقالية يشترك فيها الجميع بأوزانهم السياسية والاجتماعية لوضع خطة عاجلة تنتشل الوطن من الحال الذي وصل إليه.
وأرجأ المهدى عودته الى الخرطوم التي كان مقررا لها ان تتم الخميس الماضى وقرر البقاء بالقاهرة للمشاركة فى تهدئة الاوضاع التى تفجرت بسبب قرارات اصدرها الرئيس المصرى محمد مرسى حول الاعلان الدستورى.
و حذّر من أن حبس حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه في “العناد والانفراد” سيقود إلى تنشيط التحرك المدني عبر اعتصامات شعبية في الميادين العامة في كل البلاد، محذّراً من انجرار السودان إلى “السيناريو السوري” والفوضى.
وأضاف المهدي أنه وبما أن نحو 25 في المئة من الشعب السوداني “صوتوا بأرجلهم ضد النظام في المهاجر في أركان العالم الأربعة، فإن على هؤلاء الاعتصام أمام سفارات السودان تعبيراً عن تأييدهم لإقامة نظام جديد بكل الوسائل، ما عدا العنف والاستنصار بالأجنبي”.
وحذّر المهدي من أن البلاد تندفع مسرعة نحو الهاوية “فالجسم الوطني تمزّق، والاقتصاد مأزوم، وجبهات الاحتراب الأهلي متسعة”. ورأى أن الأحوال تزداد تدهوراً وأن الحكومة لا تفكّر في حل الأزمة المالية إلا بمزيد من الأعباء على المواطنين وتبديد مال الدولة في “مؤتمرات تُسخّر فيها أجهزة الدولة وأموالها لتظاهرٍ زخرفيّ لا يُسمن ولا يغني من جوع”.