الجيش السودانى يتهم اليونامد بالاستناد على معلومات من متمردي دارفور في احداث هشابة
الخرطوم 21 نوفمبر 2012 – نفى الجيش السوداني ضلوعه في اعمال العنف القبلي التي جرت مؤخرا في منطقة هشابة بشمال درافور واتهم قوات اليونامد بإعداد تقارير مبنية من معلومات مستقاة من المتمردين ، كما انتقد في ذات الوتيرة القائم بالأعمال الامريكي لتسرعه في ادانة الحكومة دون التحري من مصداقية التقارير.
وقتل اكثر من سبعين شخصا في منطقة الهشابه الواقعة على بعد 56 كيلومتراً شمال شرق كتم خلال الفترة من 25 الى 27 سبتمبر بعد حدوث اشتباكات قالت التقارير ان القوات الحكومية المدعومة بالمليشيات شاركت في القتال ضد المتمردين بمشاركة الطيران السوداني الحربي .
وتلى هذا الحادث قتل جندى تابع لليونامد في كمين مسلّح نُصب في 17 أكتوبر، على بعد حوالى 10 كيلومترات من هشابة عند توجه قوة دولية في للمنطقة للتحقيق في اعمال العنف التي تمت هناك في نهاية سبتمبر.
وفي بيان طويل عززه بسرد تاريخي للأحداث نفى المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعـد تورط الجيش السودانى في اعمال العنف التي تمت في منطقة هشابة قائلا إن الصراع في تلك المنطقة ذى طابع قبلي.
وقال الصوارمي ان حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي هي التي بدأت منذ 4 سبتمبر بالتحضير للهجوم على القبائل العربية في المنطقة للثأر منها في نزاعات قديمة وأيضا بغرض الهجوم علي مناطق التنقيب عن الذهب حول هشابة.
واضاف انه بعد تجميع قوات مني ثلاثين عربة لاندكروزر استعدادا للهجوم قام “العرب” – في اشارة منه الى المليشيات – بالهجوم على مقاتلي الحركة وقال نوعية وكمية الاسلحة التي حصلت المليشيات عليها تدلل على ان الهجوم تم على مجموعة مسلحة وليس مدنيين كما تردد في تقارير الامم المتحدة.
ومن الاسلحة التي قال البيان ان المليشيات حصلت عليها “ثلاثين مدفعاً من مختلف الأنواع(دوشكا ،B10 ، ار بي جي و قرنوف) وعدد (30) بندقية كلاشنكوف و(20) بندقية ج3 و(5) جهاز ثريا وواحد جهاز GPS و(40) برميل جازولين.
وافاد الصوارمي بان المليشيات قتلت “(61) متمرداً من بينهم ثلاثة من القادة”. واضاف ان المتمردين قرروا سحب قواتهم لمنطقة أمراي عبر طريق سرفاية – دونكي شطة بعد هذه الهزيمة.
وهاجم الناطق باسم القوات المسلحة قوات اليونامد قائلا انها “بعد ثمانية أيام من الأحداث وبعد زوال الكثير من آثار الأحداث” ارسلت في يوم 3 اكتوبر دورية الي منطقة هشابة بغرض التحقق في الاشتباكات وانها التقت “طرفاً واحداً من أطراف النزاع وهو المتمرد عبد الله آدم من حركة تحرير السودان” الذي أفاد دورية اليوناميد بمعلومات مضللة تفيد بان “مليشيات العرب قتلت سبعين مواطناً منهم عشرون إمرأة وأحد عشر طفلاً.”
وقال الناطق الرسمي ان القوة الدولية اعدت تقريرا عن الحادث في ذات اليوم “دون إفادات من الطرف الآخر في النزاع” . وأشار الى انها ذكرت فى تقريرها أنها استقت معلوماتها من القادة عبد الله آدم وآدم مستور الذي وصل بقواته إلي مكان قوات اليوناميد قرية ( أم لعوته/ منجم الذهب)، على حد قوله.
ونوه الصوارمى الى ان عدم استجواب العرب وتجاهل إفاداتهم أظهر خللاً واضحاً في تقرير الدورية لإهماله طرفاً رئيسيا في النزاع وأضاف ان التقرير اتهم القوات المسلحة بمساندة العرب وأردف ” هذا شيء مرفوض جملة وتفصيلاً ويطعن في قومية القوات المسلحة التي تضم كل أبناء السودان بمختلف قومياتهم.”
كذلك قال الناطق الرسمي ان البعثة الدولية ارسلت دورية اخرى من معسكر تابع لها كتم إلي منطقة هشابة في يوم 17 اكتوبر وبعد عبورها منطقة القبة بحوالي تسعة كيلومترات اشتبكت مع عناصر مجهولة تراجعت بعدها اليوناميد وارتكزت في أحد الأودية حيث تعطل لهم خمس عربات مسلحة .
وقال الصوارمي انه يتم التعرف علي هوية الجناة الذين استهدفوا قوة اليوناميد.
وكانت عناصر مسلحة مجهولة الهوية قتلت احد جنود اليونامد في هجوم في منطقة القبة على دوريتها المتجهة إلى هشابة وقالت البعثة الدولية ان قواتها تبادلت النيران المهاجمين .
القائم بالأعمال الامريكي
ومن جهة أخرى انتقد الصوارمي القائم بالأعمال الامريكي لقوله في بيانا ادان فيه الهجوم على قوات اليونامد بأن القوة كانت في طريقها للتحقيق من مقتل 70 مدنيا في معارك دارت بين القوات الحكومية والمتمردين.
وتسأل الصوارمي من اين له هذه التقارير الموثوقة بمقتل المدنيين، “علماً بأن تقرير اليوناميد والذي إستند علي أقوال المتمردين وحدهم لايمكن بحال من الأحوال إعتباره موثوقا.”
وكشف الصوارمى عن تلقى بعثة الأمم المتحدة تحذيراً من ممثل وزارة الدفاع بشمال دارفور قبل توجهها لمنطقة هشابة في ذات اليوم يفيد بأن المنطقة تشهد توترات قبلية وصراعات محلية نصحها بألا تتوجه إلي منطقة هشابة لغياب الامن عن الطريق.
وأكد على ان دور الحكومة والقوات المسلحة تجاه اليوناميد يتمثل في بذل النصح لها وتوفير الحماية اللازمة متي طلبت ذلك. وفقا للمادة (48) من الإتفاقية الموقعة بين حكومة السودان والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والمتعلقة بوضعية العملية الهجين للإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور.