كرتي يكشف عن خلافات الحكومة حول التقارب السوداني الايراني
الخرطوم 5 نوفمبر 2012 — كشف وزير الخارجية السودانى علي كرتي عن خلاف داخل اروقة الحكومة حول التعاون مع إيران ودول الخليج، واظهر الوزير استياءه الشديد من سياسة الحكومة فى التعامل مع ملفات حساسة والمح الى حالة من العزلة تعيشها وزارته بعدم اشراكها فى القرارات المهمة.
وقال كرتى فى حوار بثته فضائية النيل الازرق امس الاول ان الخارجية علمت بوصول البوارج الايرانية لميناء بورتسودان من وسائل الاعلام، وأضاف “الخارجية آخر من يعلم”، و قال إن التعاون مع أمريكا في السابق كان من مهمة الأجهزة الأمنية دون علم الأجهزة الاخرى .
ونوه الى ان وصول البوارج خلق تشويشا على موقف الحكومة السودانية الرسمى ، وأكد الوزير ان إيران تقدمت فى وقت سابق من هذا العام بطلب للحكومة للسماح بقدوم البوارج لكن الخرطوم اعتذرت بعد توصية من وزارته .
الا انه اوضح بانه تم تجاوزه في المرة الاخيرة خاصة وان طلب السماح للسفن الحربية الايرانية لم يصل هذه المرة عن طريق الخارجية.
وأكد الوزير انه لا يرى مصلحة للسودان في حدوث تقارب شديد مع ايران على حساب علاقاتها مع دول الخليج ونادى بضرورة توضيح طبيعة العلاقات معها للدول الصديقة إلا أنه أكد أن الجهات التي تود التقارب مع ايران لها ايضا ما يبرر دعمها لهذا التقارب في إشارة منه الى الاتفاقات الامنية مع طهران وعزوف دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية عن دعم بلاده.
وكانت تقارير مختلفة اشرت إلى امتعاض المملكة العربية السعودية من التقارب الايراني السوداني خاصة وانها تشكك في توجهات طهران الرامية الى تعزيز النفوذ الشيعي في الخليج وعدد من الدول المجاورة لها مثل العراق والبحرين واليمن بعد اتهامها بمساندة الحيثيون هناك.
وقال كرتي إنه لا يستبعد تعرض السودان لهجمات جوية جديدة من قبل اسرائيل حال عدم تعزيز دفاعاته الجوية، وأضاف “حتى الآن لا نعلم ما اذا كان مصنع اليرموك ضرب بطائرات أم بصواريخ”.
وشكا الوزير من ضعف التنسيق بين اجهزة الدولة المختصة ووزارة الخارجية فيما يختص بقصف اليرموك مما أدى الى تأخر انسياب المعلومة وتوصيلها للمواطن، وانتقد كرتي تحميل البعض لوزارة الدفاع مسؤولية الهجوم، مؤكداً أن الوزارة ووزيرها غير مسؤولين .
ونفي كرتي ، اقامة حلف عسكري يجمع ما بين ايران والسودان وقال إن ما تناولته بعض وسائل الاعلام المحلية والاجنبية لا يعدو أن يكون هراء وعبثا سياسيا تسعى من خلاله اسرائيل الى توظيف الإعلام الغربي لوضع السودان في خانة مرتكب الجريمة.
ورفض كرتي وضع السودان ضمن الحلف الذي يجمع ما بين سوريا وايران وروسيا، مشيرا الى أن للسودان العديد من التحالفات الاقليمية والدولية التي استعان بها في العديد من قضاياه الداخلية .
الى ذلك دافع حزب الموتمر الوطنى عن آليات التنسيق بينه والجهاز التنفيذى ونفى حدوث اى تضارب خاصة فيما يتعلق بالمواقف من القرارات التى وصفها بالكبيرة .
واكد المتحدث باسم الحزب بالانابة ياسر يوسف في تصريحات صحفية امس باتخاذ القرارات فى الحزب بعيداً عن الحكومة بـ”توافق وانسجام عالٍ” .
واستبعد يوسف وجود ازمة بين اجهزة الحزب والدولة فيما يتعلق بالتنسيق وتبادل المعلومات حول القضايا محل النظر، مشيراً الي ان الموضوعات الكبيرة تتم دراستها بين أجهزة الحزب والدولة بدرجة عالية من التنسيق دون تغييب اي طرف و بتواصل تام مع المؤسسات التنفيذية.