ايران تقترح اقامة تحالف لحماية البحر الاحمر وجدل في السودان حول طبيعة العلاقات مع طهران
الخرطوم 2 نوفمبر 2012 — اقترحت ايران مؤخرا على السودان اقامة تحالف اقليمي يرمي لحماية منطقة البحر الاحمر في وقت تشهد فيه اروقة الحزب الحاكم جدلا حول طبيعة العلاقات مع ايران ومصالح البلاد العليا.
وألقى قصف مصنع اليرموك للذخيرة في نهاية الشهر الماضي الضوء على طبيعة العلاقات بين البلدين بعد اتهامات إسرائيلية للخرطوم باستخدام ايران للمصنع لإنتاج صواريخ تستخدمها حركة حماس في قصف المستوطنات الاسرائيلية.
كما ادي تزامن وصول سفن حربية إيرانية إلى ميناء بورسودان على البحر الاحمر لإثارة مخاوف دول عربية مثل السعودية التي توترت علاقاتها مع ايران بسبب الخلاف حول عدد من المسائل الاقليمية مثل دعم طهران لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا وحزب الله في لبنان أو دعم تحركات المعارضة البحرانية.
وكشفت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر اليوم عن تقدم ايران بطلب يتضمن مقترحا بإقامة “تحالف مع السودان لحماية منطقة البحر الاحمر” وأوضحت ان اجهزة الحكومة السودانية ممثلة في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والحزب الحاكم ما زالت تدرس هذا الاقتراح ولم ترد بعد على طهران.
وكان وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي قد صرح في شهر يوليو من العام الماضي أن البحر الأحمر يمثل جزءا مهما في الدائرة الأمنية الإيرانية، مشيرا إلى أن تواجد قوات إيرانية به يجئ لحماية بلاده.
وأوضح وحيدي – في تصريح له خلال الحفل الختامي للمؤتمر الاول للقوات البحرية الاستراتيجية أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية – في 13 يوليو 2012 أن البحر الاحمر والمحيط الهندي والبحر المتوسط تعتبر من الأماكن التي تدخل ضمن أولويات النظام الأمني بالنسبة لإيران وهو ما حدا بالتواجد العسكري الايراني.
وكشفت صحيفة الحياة عن وجود صراع في اجهزة الحزب الدولة حول طبيعة العلاقات مع ايران التي يتردد ان مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب نافع علي نافع يمثل احد الداعمين للتقارب معها وترى المصادر ان خلافه مع صلاح قوش مدير عام جهاز الامن والمخابرات السابق يقوم جزئيا على معارضة الاخير في السابق لهذا التوجه.
وكان قطاع العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم فشل خلال مؤتمره الأخير المنعقد في نوفمبر من العام الماضي في الإجابة عن سؤال طرحه وزير الخارجية علي كرتي أمام المؤتمر وجاء فيه: “هل من مصلحة السودان الإستراتيجية في علاقاته الخارجية الاتجاه إلى تعزيز علاقاته مع دول الخليج العربي لضمان الحصول على دعم مالي واقتصادي وتوسيع استثماراته، أم الاتجاه لتوثيق علاقته مع إيران لأسباب تتعلق بطبيعة التحولات المرتقبة في ملف الصراع الاسرائيلي – الايراني في المنطقة، ووقوع السودان في منطقة رخوة ستجعل ظهره مكشوفاً في حال اضطر للمشاركة في أي مواجهة”.
وعلمت سودان تربيون ان الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي ورئيس الاستخبارات العامة قد ألتقى بمدير جهاز الامن والمخابرات السوداني محمد عطا المولى عباس اثناء تواجده في جده لأداء فريضة الحج وعبر له عن انزعاج المملكة من التقارب مع ايران.
ونشرت صحيفة الرياض السعودية في عددها الصادر بتاريخ امس الخميس كلمة بعنوان “سقوط الاقنغة بين السودان وايران” انتقدت فيها سياسة التقارب التي تنتهجها الخرطوم مع ايران وقالت إن “السودان يمر بحالة فقدان التوازن عندما فقد صداقته العربية وخاصة دول الخليج العربي التي تعرف دقائق تحالفه مع إيران عسكرياً وسياسياً”.
وقالت ان وجود السفن البحرية الايرانية في بورسودان بعد الضربة الاسرائيلية لمصنع اليرموك هو “إعلان إثبات أن البلدين على خط واحد في الشراكة العسكرية” وذكر بأهداف ايران الرامية إلى نشر المذهب الشيعي في المنطقة العربية وأفريقيا واسيا الوسطى.
وسارعت السلطات السودانية إلى التقليل من أهمية زيارة السفن الحربية الايرانية نافية ان يكون وصولها مرتبط بقصف المصنع الحربي وقالت ان اطار تدعيم العلاقات الودية بين البليدين وقالت ان السفن سوف تكون مفتوحة للجمهور خلال تواجدها ببورسودان.