اسرائيل تصف السودان بانه دولة ارهابية خطيرة وايران تندد بالهجوم
الخرطوم 26 اكتوبر 2012 — وصف مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية السودان بأنه “دولة إرهابية خطيرة” دون أن يؤكد قصف المصنع العسكري في الخرطوم. بينما شجبت ايران قصف مصنع الذخيرة فى الخرطوم .
وأكد عاموس جلعاد لإذاعة الجيش الإسرائيلي امس أن “السودان دولة إرهابية خطيرة. نحتاج إلى بعض الوقت لنعرف ماذا حدث بالضبط”.
ورفض جنرال الاحتياط الذي يشغل منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الرد بشكل مباشر على سؤال عن تورط إسرائيل في هذا الهجوم. واكتفى بالقول إن سلاح “الطيران الإسرائيلي الذي يعد واحداً من الأكثر عراقة في العالم اثبت جدارته عدة مرات في الماضي”. وتابع أن “هناك عدة روايات من الجانب السوداني لذلك ليس هناك سبب للدخول في التفاصيل”.
ورأى أن “الرئيس عمر حسن البشير يعتبر مجرم حرب. وان السودان كان قاعدة لعمليات بن لادن والنظام تدعمه إيران ويستخدم نقطة عبور لنقل أسلحة إلى الإرهابيين في حماس والجهاد الإسلامي عن طريق الأراضي المصرية”.
وفي السياق أجمع المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية، الصادرة أمس، على أن مصنع الأسلحة السوداني، هو مصنع إيراني، واعتبروا أنه هدف شرعي لإسرائيل كي تهاجمه.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت ألكس فيشمان، أن “الإيرانيين اختاروا أن يقيموا في السودان مركزاً لوجيستياً (في إشارة إلى المصنع) يديرون منه تهريب الأسلحة إلى غزة ولبنان، ولذلك فإن الأهداف التي هوجمت في السودان هي أهداف شرعية بالنسبة لإسرائيل”.
ورأى فيشمان أنه في عملية عسكرية كهذه تشارك بضع عشرات من الطائرات المقاتلة التي تتزود بالوقود في الجو وبينها طائرات تجسس وطائرات إنقاذ، وأن سر النجاح في هجوم كهذا يكمن في الخداع وعامل المفاجأة.
ولم يستبعد أي من المحللين الإسرائيليين احتمال أن يكون الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي هاجم مصنع الأسلحة في السودان.
وأشار جميع المحللين إلى أن المسافة بين إسرائيل والسودان هي 1900 كيلومتر تقريباً، وأن الهجوم على المصنع في الخرطوم هو عمل عسكري يحتاج إلى تدريب سلاح الجو لعدة شهور وتنسيق كامل مع المستوى السياسي (للدولة التي شنت الهجوم) من أجل منع تعقيدات لا حاجة لها.
وبحسب “معاريف”، فإن أيران هي من يقف ويمول هذا المصنع بالاتفاق مع السلطات السودانية، حيث تنتج الأسلحة وترسل إلى غزة لان إرسالها من السودان أسهل واقل تكلفة من إرسالها من طهران وأقل خطورة.
ونشرت “يديعوت أحرونوت” عنوان قالت فيه “هجوم في السودان”، موضحة أن هدف الهجوم هو القضاء على قاعدة أسلحة إيرانية في السودان تم تهريب وسائل قتالية منها إلى حماس وحزب الله.
وقالت يديعوت، إن العملية الجوية الإسرائيلية كانت عملية معقدة ولزمها أشهرًا عديدة من الاستعدادات وعشرات الطائرات المنفذة والمساندة.
وقالت الصحيفة أن امتناع إسرائيل عن التعقيب على إلقاء الخرطوم المسؤولية على إسرائيل واتهام الجيش الإسرائيلي وسلاح جوه يفتح المجال حول عدم الرد الإسرائيلي.
الى ذلك نددت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة بالهجوم الجوي الإسرائيلي ووصفته بأنه “انتهاك سافر للسيادة الوطنية وللقوانين الدولية”.
وقال المتحدث باسم الوزارة، رامين مهمانبرست، إن “هذا الإجراء غير المبرر الذي قام به الكيان الصهيوني نابع من نزعته الهمجية”، مؤكدًا أن “مثل هذه الممارسات إنما تزيد من التوتر في المنطقة”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وتابع «مهمانبرست»: “إيران تدعو المنظمات الإقليمية والمؤسسات المعنية بحفظ السلام والأمن الدولي لاتخاذ الموقف المناسب، والاطلاع بمسؤوليتها الحساسة، إزاء هذا الانتهاك الصارخ والحيلولة دون تكراره في المستقبل”.
وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بضرورة تحلي دول المنطقة بالوعي واليقظة واتخاذ المواقف الحازمة حيال العدوان الذي قام به “الكيان الصهيوني على دولة إسلامية عضو في جامعة الدول العربية”.