السودان يدين الفيلم المسيء لنبي الاسلام وخلافات حول سلمية احتجاجات الجمعة
الخرطوم 14 سبتمبر 2012 — نشبت خلافات حادة فى العاصمة السودانية وسط دعاة وائمة حول سلمية مظاهرات يعتزمون تنظيمها اليوم عقب صلاة الجمعة احتجاجا على فيلم مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
وشجب مجلس الوزراء السوداني، الفيلم المسيء للرسول وعده “عملا عدائياً يستفز مشاعر المسلمين ويؤجج الصراع غير المبرر بين معتنقي الديانات السماوية.” كما ادان مجمع الفقه الاسلامى فى السودان الفيلم المثير للجدل وسط دعوات من جماعات دينية سودانية لطرد السفير الامريكى فى السودان جوزيف ستافورد الذى سارع لاعلان احترام بلاده للدين الاسلامي.
وأثار الفيلم المنتج فى الولايات المتحدة الامريكية والذى يقدم بني الاس مشاعر غاضبة وسط ملايين المسلمين فى دول العالم المختلفة وعبر الالاف عن احتجاجهم بالتظاهر امام سفارات واشنطن وكان اعنف رد فعل على الفيلم فى ليبيا بقصف جماعة انصار الشريعة مقر السفارة ما ادى لمقتل السفير الامريكى وثلاثة اخرين من عناصر البعثة الدبلوماسية كما تظاهر الالاف في مصر امام السفارة الاميركية بالقاهرة وتسلقوا جدرانها وانزلوا العلم الاميركي ورفعوا مكانه راية سوداء.
وتجمع العشرات من الائمة والدعاة فى لقاء دعا اليه والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر ليل امس لنصرة الرسول عليه السلام مطالبين بطرد السفيرين الامريكى والالمانى كما رددوا هتافات تطالب الحكومة بطرد السفيرين الامريكى والألماني من الخرطوم.
ووقعت اشتباكات بالايدى بين بعض الائمة والدعاة اثناء اللقاء بعد خلافات على سلمية احتجاجات اليوم وقوبلت الدعوة لعدم الاعتداء على السفارتين برفض من بعض الحضور وتحول الاجتماع الى فوضى عارمة لجزء من الوقت .
ورفض النائب البرلمانى المعروف بتشدده دفع الله حسب الرسول ان تكون المظاهرات سلمية وانسحب من اللقاء غاضبا . فيما طالب عضو الهيئة الشعبية لنصرة النبى عليه السلام محمد على بعدم احراق السفارة الامريكية او الالمانية وتجنب الدخول فى اى مواجهات مع الشرطة السودانية .
و أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان، المحسوبة على التيار السلفي، بياناً أوردت فيه أدلة على استباحة قتل كل من يشتم الأنبياء، قبل أن تشير إلى أن الداخلين إلى الإسلام في ازدياد رغم محاولات تشويه الدين ودعا البيان المسلمين للاعتزاز بدينهم والدفاع إلكترونياً عن النبي محمد “ص” والإسلام.
والجدير بالذكر ان مئات السودانيين تظاهروا الأربعاء أمام السفارة الأميركية بالخرطوم. وطالبت مجموعة شبابية تظاهرت فى الخرطوم الاربعاء باعتذار فورى من الولايات المتحدة الامريكية وسلمت سفارتها فى الخرطوم مذكرة تدعو لسحب الفيلم فوراً من على موقع يوتيوب.واضطرت مواقع الكترونية لحجب مقاطع الفيلم مع اتساع موجة التذمر وسط المسلمين.
في وقت سارع فيه السفير الامريكى فى السودان جوزيف ستافورد للتأكيد على احترام بلاده للمسلمين والإسلام. وقال فى تصريحات لفضائية الشروق اثناء زيارته لولاية البحر الاحمر امس انه تلقى رسائل تضامنية من سودانيين بعد مقتل السفير الاميركي في بنغازي واضاف ” انتهز هذه السانحة لاظهر احترامي الكامل للدين الاسلامي”.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد اعلن عن ادانة بلادها لهذا الفيلم وقالت ان الادارة الامريكية ترفض مضمونه تماما ونادت بضرورة العمل المشترك لتجاوز مثل التحديات التي تعترض طريق العلاقات الامريكية بالدول الاسلامية مضيفة إن “الصداقة مع الدول العربية والإسلامية أعمق من ذلك”.
ودعا مجلس الوزراء السودانى الذى التام امس برئاسة الرئيس عمر البشير الحكومات الغربية إلى محاربة الظاهرة وإدانتها، حتى لا تصبح سبباً لتهديد الأمن والسلم الدوليين.
واهاب مجمع الفقه الإسلامي فى السودان بحكام المسلمين وقادتهم ومنظمة التعاون الإسلامي للمبادرة بمشوع معاهدة دولية تمنع كل الأعمال التي تنال من المشاعر الدينية لمعتنقيها.
ودعا المجمع فى بيان امس الهيئات الدينية والأخلاقية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين والساسة من أهل الملل جميعاً وأنصار حقوق الإنسان إلى التصدى لكل محاولات إنتهاك مقدسات أي دين سماوي، حتى تسود العالم المحبة والإخاء بين الناس.
واعتبر المجمع الفيلم احد حلقات الإعتداء السافر من أعداء الإسلام علي مقدساته، ونوه الى ان تلك الإساءات التي جاءت في فصول الفيلم وما قامت به الجهات المبغضة للإسلام ورسول الإسلام والمسلمين في ألمانيا من إعادة نشر الرسوم المسيئة وإلصاقها في واجهات مساجد برلين إعتداءً سافراً علي مشاعر ملايين المسلمين في العالم، ومحاولة للنيل من أقدس رمز بشرى للمسلمين ممثلا فى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأشار بيان المجمع الى ان تلك الاساءات المتكررة لايمكن تبريرها بحرية الرأي والتعبير، لافتا الى ان الإعتداء علي المقدسات الدينية يعد من أشنع وجوه الإعتداء علي حقوق الإنسان، ويلقى تأثيراته البالغة علي العلاقة بين أرباب الأديان وعلي الأمن والسلم الدوليين.