نيالا: الوالي الموشح بالدمي
بقلم مجدي الجزولي
2 أغسطس 2012 — منذ الإثنين الماضي ونيالا تغلي بالمظاهرات المضادة لسلطة المؤتمر الوطني فقد تجددت فيها جرثومة “الشذوذ الأفقي” بعبارة البشير الرئيس وخرج طلابها إلى الشوارع، حناجرهم والسماء، إثر إضراب سائقي المركبات العامة في المدينة احتجاجا على زيادة أسعار الوقود. توجه المتظاهرون إلى مباني الدولة وحزبها العنيد، التي لا تشبه منازلهم، فرشقوها بالحجارة عل من يسكنها يسمع بعد صمم، كما أغلقوا الشوارع بالإطارات المشتعلة، عل من لا يسمع يرى أو ترشده رائحة الحريق. قال شهود عيان لأجهزة الإعلام أن أزمة الوقود شلت دوران الحياة في المدينة حيث تعطل العمل في دوواين الحكومة وتوقفت حركة التجارة في الأسواق.
حكومة حماد اسماعيل، والتي عمدتها جماهير المدينة بمظاهرات شبيهة في يناير الماضي، أعجزها إصلاح معاش الناس فاختارت ردعهم بالسلاح. أقرت حكومة جنوب دارفور، على لسان الناطقة الرسمية، بثينة محمد أحمد، أن المواجهات مع البوليس أدت إلى مقتل ستة من المتظاهرين، أصغرهم الهادي (16 عام) ونور الدين جدو (17 عام)، وجرح آخرين، لتضيف أن الوضع في المدينة بات “تحت السيطرة”. بأي وجه إذن يلقى حماد، أمير الحركة الإسلامية في جنوب دارفور وواليها ورئيس لجنتها الأمنية، ربه وقد دخل نيالا أول أمره بالدم وها هو يسيطر عليها بمزيد منه في شهر حرام. أتلاميذ المدارس حشد قريش عند آبار بدر يا حماد، أم جاءوا دار حكومتك على صهوات جياد يلوحون بجيم- ثري؟ قالت السيدة الناطقة في تصريحها الثلاثاء أن السلطات المختصة قامت بفتح تحقيق لمعرفة كيفية مقتل المتظاهرين الستة، وذلك معلوم، قضوا بشاغل الوطن يا بثينة. لن ينفع حكومة حماد التذرع المتوقع بوجود “خلايا نائمة” تابعة لقوى دارفور المسلحة دفعت باتجاه العنف أو حتى حصدت أرواح المتظاهرين الستة قصدا، فتلك حجة خائبة على أي وجه طرحتها، كما لا يعفيها من المسؤولية أن تملص جنايتها في فرد بوليس أو آخر تقتص منه وكالة عن نفسها، فالضاغط على الزناد ليس صاحب الإصبع وإنما سلسلة تعود إلى ساكن القصر، صاحب العشرة آلاف كما قال والذين أصبحوا بإقرار بثينة عشرة آلاف وستة.
كتب عبد المحمود الكرنكي كلمة الثلاثاء في الانتباهة يزكي فيها فتوى عبد الحي يوسف، الشيخ الدكتور، بعدم جواز التفاوض مع قيادات الحركة الشعبية في السودان الشمالي، ثم أوصى ببعث الحركة الإسلامية في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور حتى تسترد بزعمه هذه المناطق هويتها المسلمة بعد إن اختطفها “العملاء والخونة والمأجورون في قطاع الشمال لصالح أطروحة السودان الجديد ومنفذيها وصانعيها وسدنتها في جوبا وواشنطن وتل أبيب”، و”حتى تقول الجماهير كلمتها وتعلو الحقائق وينتصر الواقع”. إن الحاكم على جنوب دارفور هو أمير في الحركة الإسلامية يا عبد المحمود، أما الجماهير فتكلمت بغير بيان الحركة والواقع ما نشهد، فش الأمير جهاده في أولاده.