الخرطوم ترفض عرضا من جوبا لرسم النفط وتقول مهلة مجلس الامن ليست نهاية المطاف
الخرطوم 24 يوليو 2012 — دفعت دولة جنوب السودان بمقترحات جديدة لتسوية ملف النفط وحل ازمة منطقة ابيى المتنازع عليها مع السودان واقترح مفاوضو جوبا 9 دولارات لترحيل البرميل عبر شمال السودان الى ميناء التصدير فى بورسودان فضلا عن مبلغ 3.2 مليار دولار منحة سنوية للخرطوم علاوة على مقترح حول ابيي والحدود وإعفاء كامل للديون .
لكن وفد السودان المفاوض ابدى تحفظا على تلك المقترحات وقال انها لم تحو جديدا فى اشارة الى رفضها واعلن عضو وفد الخرطوم مطرف صديق فى مؤتمر صحفى عقده بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا امس ان المفاوضات عادت الى نقطة البداية وشدد على ان مقترحات وفد جنوب السودان ليست سوى تجميع لمواقف سابقة فى وثيقة واحدة ولا تحمل اى جديد واعتبر الانتقال من التفاوض المباشر إلى التفاوض في وجود الوساطة الأفريقية عودة إلى نقطة البداية وإلى المواقف المبدئية وتابع أن المفاوضات كانت مباشرة بين الوفدين وتناولت الموضوعات على أساس استراتيجي شامل بحيث لا يتم التركيز على موضوع واحد فقط ومعالجة كافة القضايا كحزمة واحدة. وقال ان مقترح الجنوب محاولة لنقل الاستفتاء حول ابيى الى المجتمع الدولى برغم انه حق مكفول وفقا لاتفاقية السلام الشامل وقانون الانتخابات والاستفتاء لآلية محلية.
وأشار صديق الى ان الجولة كانت تسير بطريقة معقولة حتى صدور قرار وفد جنوب السودان بالانسحاب من المفاوضات المباشرة إثر دخول قوات تابعة لحركة العدل والمساواة كانت متمركزة حوالى 80 كيلو متر داخل حدود جنوب السودان. واضاف ان حكومة السودان نبهت الي تواجد تلك القوات وتعاملت معها القوات الجوية السودانية فور اختراقها للحدود السودانية . واكد ان السودان على استعداد للتفاوض حول جميع المسائل بما فيها البترول والحدود والامن وفقا لجدول متفق عليه فى المفاوضات .
وتوقفت الجولة الحالية مطلع الاسبوع الجارى اثر اتهام جوبا للخرطوم بقصف اراضيها ودعت الى التحقيق فى الحادثة برغم نفى الحكومة السودانية استهداف اراضى الجنوب وتأكيد مسؤوليها ان القصف طال قوات تتبع لحركة العدل والمساواة تحركت من دولة الجنوب لكن الحركة نفت تعرضها لاى قصف من القوات السودانية.
واعلن رئيس وفد جنوب السودان باقان اموم فى مؤتمر صحفى ان بلاده اقترحت على الخرطوم دفع تسعة دولارات وعشرة سنت لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى ( جانبوك) وسبعة دولارات وستة وعشرين سنتا لعبور بترول بترودار .
وقال أموم للصحفيين “إنه اتفاق عادل ومتوازن سيستفيد منه شعبا البلدين”. واضاف ” انتهى وقت المفاوضات الطويلة، فلم يعد أمامنا سوى تسعة أيام فقط للتوصل إلى اتفاق و حال وافق السودان على الاتفاق، فإنه سوف “يفتح صفحة جديدة” في العلاقات بين البلدين.
وتجئ مقترحات جوبا قبل تسعة ايام من المهلة التى حددها مجلس الامن الدولى للخرطوم وجوبا لانهاء خلافاتهما بحلول الثانى من اغسطس المقبل طبقا لمنطوق القرار 2046 الذى صدر قبل نحو ثلاث اشهر على خلفية احتدام الصراع بين البلدين الجارين.
لكن المتحدث باسم الوفد السوداني مطرف صديق قال إن نهاية المهلة التي وضعها مجلس الأمن الدولي لا تعني نهاية المطاف. وأبلغ الصحافيين في مقر المفاوضات امس، أن الغرض من المهلة هو تحديد مدة يبدي فيها الطرفان جديتهما وحرصهما على الوصول إلى اتفاق حول المسائل والموضوعات الخلافية كافة.
وقال إن الطرفين وخاصة الطرف السوداني بذل غاية جهده في التوصل لاتفاق وإنه لو تمكن من الوصول لحلول قبل التاريخ المحدد لفعل. وأضاف: ” انتهاء الأجل لا يعني أن يتوقف الطرفان عن التفاوض انما يعني إظهاراً للجدية ووضع الطرفين في المسار الصحيح للتفاوض حول مجموعة من المسائل الشائكة بما يشمل وقف العدائيات وسحب القوات من المناطق المحتلة ووقف دعم الحركات المتمردة وتحديد المناطق منزوعة السلاح”.
وقالت تقارير صحفية نشرت فى الخرطوم الاثنين ان طرفا التفاوض بأديس أبابا يتجهان الى تقديم طلب مشترك لمجلس الأمن الدولي عبر الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى لتمديد الفترة الزمنية للقرار 2046 التي تنتهي في 2 أغسطس .
و اكدت وزارة الخارجية أن الطرفين سيستمران في التفاوض الى 31 يوليو الجاري، وكشف مصدر حكومي رفيع عن إنخراط الوساطة الأفريقية في إجتماعات مع الطرفين كل على حدة لحسم أمر المهلة الزمنية التي اقرها القرار الاممي 2046)