الوساطة الافريقية تعلن استئناف وفود السودان وجنوب السودان للتفاوض
الخرطوم 22 يوليو 2012 — اعلنت لجنة الوساطة الافريقية رفيعة المستوى موافقة مفاوضى الخرطوم وجوبا على مواصلة الجولة دون انقطاع طبقا لما حدده مجلس الأمن والسلم الافريقى فى خارطة الطريق ومجلس الأمن الدولي في قراره 2046 .
وقالت اللجنة في بيان اصدرته امس أن الطرفين أكدا التزامها بإنهاء كافة العدائيات والوصول الى حلول لكافة المشاكل سلميا .
وقال الاتحاد انه تلقى يوم أمس الاول رسالة من كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم يشتكى فيها أن القوات السودانية قد هاجمت وحدات تابعة للحركة الشعبية في ولاية شمال بحر الغزال وان اللجنة تلقت امس ردا من وزير الدفاع السودانى عبد الرحيم محمد حسين قدم خلالها إجابة شفهية نفى فيها أن يكون القوات السودانية هاجمت اى مواقع تابعة للحركة الشعبية في جنوب السودان .
وقال البيان أن وزير الدفاع أكد أن القوات الجوية السودانية قد هاجمت وحدة تابعة لمتمردي حركة العدل والمساواة الدار فورية وان ذلك قد وقع داخل الاراضى السودانية.
وأشار البيان إلى أن اللجنة أخطرت الطرفين انها تتخذ خطوات مباشرة لمعرفة الحقيقة بما يتعلق بموضوعي الشكوى والإجابة عليهما. وقال انه تم تذكير الطرفين بالتزاماتهما السابقة بإنهاء اى عدائيات بين شطريهما وحلحلة اى مسائل ذات صلة عبر الوسائل السلمية. وأشار البيان بان الطرفين أعادا تأكيدهما بالالتزام بهذه المبادئ.
وكان الجيش السوداني نفى قطعيا الاعتداء على قوات دولة الجنوب فى ولاية بحر الغزال ردا على اتهامات صوبتها جوبا للخرطوم قبل يومين وعلقت على اثرها مفاوضات البلدين فى منطقة بحر دار الاثيوبية وطالب مفاوضو جوبا امس باجراء تحقيق حول القصف السودانى بينما تتجه الخرطوم لتقديم شكوى رسمية للوساطة الأفريقية حول الحشود العسكرية لحركة العدل والمساواة المتخذة من دولة جنوب السودان عمقاً أمنياً.
وجدد المتحدث الرسمي باسم اللجنة السياسية والأمنية بوفد السودان عمر دهب امس نفي الحكومة السودانية القاطع لاتهامات دولة جنوب السودان موضحا ان القوات السودانية تعاملت مع موكب مكون من 105 عربة مسلحة تابعة لحركة العدل والمساواة اخترقت الاراضى السودانية قادمة من دولة جنوب السودان الامر الذي يتعارض مع القرار الاممي 2046.
ووصف دهب الأمر بأنه رد فعل طبيعي ويصب فى خانة الدفاع عن الوطن بما يستوجب المحافظة على السيادة الوطنية داخل الاراضى السودانية مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد طلب من الطرفين إيقاف كافة إشكال الرعاية للمتمردين من الطرفين .
وأكد عمر دهب لقناة الجزيرة ليل امس ان الجانب السوداني المفاوض ابلغ الوساطة قبل ايام بأنه تم رصد تحركات لحركة العدل والمساواة وإنها تعد لاختراق الاراضى السودانية منطلقة من دولة جنوب السودان وان السودان لن يتعامل مع المجموعة المتمردة طالما أنها لا تزال داخل دولة الجنوب.
وأشار الى ان الجولة الأخيرة من التفاوض بعد لقاء الرئيسين البشير وسلفاكير تركزت حول تطبيع العلاقة والرجوع بها الى ما قبل حادثة احتلال هجليج.
واتهم دهب أطراف بسعيها لهدم ما تم إحرازه من تقدم فى المفاوضات بين البلدين وجر الملف إلى (التدويل) عبر مجلس الأمن الدولي مشيرا إلى أن النهج الاستراتيجي من الطرفين الذي أفضى إلى الجلوس والتفاوض بصورة مباشرة بين الأطراف يتعرض ألان الى محاولة للتقويض من قبل حركة العدل والمساواة داعيا إلى وجوب العمل لتفويت الفرصة على من وصفهم بالمتربصين.
ونفت حركة العدل والمساواة في تصريحات لها الاتهامات السودانية بالعمل على تقويض التقارب بين الخرطوم وجوبا متهمة الخرطوم بمحاولة الزج بهم لتبرير سلوكها العدواني في محاولة منها لابتزاز المجتمع الدولي.
وقال أحمد حسين أدم في تصريح لسودان تربيون امس ان الحركة ملتزمة بعدم اعاقة تنفيذ القرار 2046 ولايمكن باي حال من الاحوال ان تعمل على تقويضه لان هذا الامر يعود بالخير لشعوب البلدين.
واضاف “ولكل ذلك نحن لا نريد ان نكون خميرة عكننة تمنع التقارب بين البلدين.”
ونفى المتحدث الرسمى باسم الجيش السوداني؛ العقيد الصوارمى خالد سعد، في تصريحات امس، اتهام وفد حكومة دولة جنوب السودان المفاوض للجيش السوداني بتنفيذ هجوم على الجيش الشعبي فى مناطق بولاية بحر الغزال الجنوبية، وأكد أنه على الرغم من وجود قوات الجيش الشعبي في مناطق سودانية بشرق دارفور في منطقة “تمساحة” وغيرها إلا أن الجيش السوداني لم يعتد على قوات دولة جنوب السودان، مشدداً على أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة.
ودعت الوساطة الأفريقية دولتي السودان وجنوب السودان لاستئناف المفاوضات بينهما قبل انتهاء المهلة المحدة من مجلس الأمن فى الثانى من اغسطس المقبل والعمل لحلحلة القضايا العالقة بينهما.
وقال المتحدث باسم وفد جنوب السودان؛ عاطف كير، إن وفد بلاده طالب بإجراء تحقيق ميداني في الاتهامات بالقصف يوم الجمعة، داخل الأراضي الجنوبية، وأن الوفد أكد على عدم إجراء أي مفاوضات مع الخرطوم في عدم وجود الاتحاد الأفريقي.
و قال المتحدث باسم الوفد السوداني؛ عمر دهب، ان الوساطة عقدت اجتماعاً امس ضم الوفدين وناشدتهما العودة السريعة للمفاوضات المباشرة، وأضاف: “أكدنا على حقنا في صيانة حدودنا مع الجنوب وتمسكنا بالمفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة”.
وكان وزير الدفاع السوداني؛ عبد الرحيم محمد حسين، الذي يترأس وفد بلاده في المفاوضات بين الدولتين المتواصلة بمدينة “بحر دار” الأثيوبية، اجتمع برئيس لجنة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى؛ ثامبو أمبيكي، وأبلغه أن الجيش السوداني لم يقم بأي عمليات للطيران بحدود دولة جنوب السودان وأن ما تم هو التصدي لحشود من قوات حركة العدل والمساواة بمنطقة بحر العرب.
وكانت حكومة جنوب السودان قد علقت التفاوض المباشر مع وفد الحكومة بأديس ابابا نهائيا احتجاجا على قصف عدد من المناطق بولاية شمال بحر الغزال ،وسلم وفد جوبا الوساطة الافريقية بمنطقة بحر دار الاثيوبية امس الاول شكوى رسمية بذلك ودخلت الوساطة في اجتماع عاجل لمناقشة الشكوى .
وقال المتحدث باسم الوفد المفاوض لدولة الجنوب عاطف كير في تصريحات امس الاول ان دولة الجنوب قررت عدم الانخراط في اي اجتماعات مباشرة مع وفد الخرطوم الا بحضور الوساطة الافريقية ، واضاف «بعداليوم لن نجلس في تفاوض مباشر الا بوجود طرف ثالث « ، واكد ان الوفد تقدم بشكوى مكتوبة للوساطة الافريقية حاملة لتطورات الاحداث وماتم من قصف ،واشار الى تباعد المواقف داخل الاجتماعات المباشرة التي تمت سابقا ،وقال حتى الان لم يتم التوصل لنقاط تفاهم حول كل الملفات .
وكشف مصدر من الوفد السوداني المفاوض أن بلاده بصدد تقديم شكوى رسمية للوساطة الأفريقية حول الحشود العسكرية لحركة العدل والمساواة المتخذة من دولة جنوب السودان عمقاً أمنياً لها، متوقعاً عودة الأطراف للمفاوضات المباشرة سريعاً.
كما أعلنت جوبا عن رقعها لشكوى لمجلس الامن والاتحاد الافريقي تتعقل بالقصف وتقول فيها ان السودان خرق قرار مجلس الامن رقم 2046 والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين مؤخرا.