نافع: مندوب مبيعات
بقلم مجدي الجزولي
15 يوليو 2012 — التقى نافع علي نافع الثلاثاء الماضي بالقاهرة رئيس مصر الجديد محمد مرسي، المرشح عن التحرير والعدالة، الذراع السياسي لحركة الأخوان المسلمين، ومنها حط في تونس حيث خاطب الخميس مؤتمر حركة النهضة الإسلامية، الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد ما بعد الثورة على نظام زين العابدين بن علي، إلى جانب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، ومصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي. نافع، كما يبدو، مكلف بتسويق نظام المؤتمر الوطني للقوى الإسلامية التي صعدت إلى الحكم في الجوار على أجنحة “الربيع العربي”، الربيع الذي قال البشير الرئيس الاسبوع الماضي أن ترجمته في السودان صيف ساخن يشوي أعداء الإنقاذ.
كما شكلت الحركة الإسلامية السودانية استثناءً عن مثيلاتها في الاقليم باقتناصها السلطة السياسية في 1989 عن طريق الانقلاب العسكري لتستأثر بفضل انشاء أول دولة اسلامية حديثة في العالم السني، وفقا لقياس حسن الترابي وقتها، تجد نفسها اليوم خلو من الغطاء الديموقراطي الذي يدثر حكم أقران لها في مصر وتونس، خاصة وقد انتقل عرابها، حسن الترابي، إلى الصف المعارض لسلطة تلاميذه، يعيد ويكرر التحلل منها حد الملل. أعظم شاهد على تعثر المؤتمر الوطني في هذا المضمار تأتأة الحكومة بإزاء الأزمة الدموية في سوريا حيث آثرت الحياد “البطال” وبعثت مصطفى عثمان اسماعيل لينصح الرئيس بشار الأسد في فن صناعة الدساتير الانتقالية، ثم صمتت بالكلية، لا تريد ربما أن تختار صفا بين حكام طهران وموسكو وبكين، من جهة، وتركيا والسعودية من جهة أخرى، فالجميع يرجى منهم في ساعة الضيق. في مقابل ذلك، نهضت القوى السلفية، من حالف منها المؤتمر الوطني ومن خالف، ومعها منبر السلام العادل، لمواجبة ثوار سوريا، فأنشأت صندوقا لجمع التبرعات ونظمت مسيرات شجب وإدانة غاب عنها إسلاميو الوطني. جذب لمع الثورة السورية كذلك ياسر عرمان، الذي نقلت الأنباء اتصاله بالناطق الرسمي للمجلس الوطني السوري، بسام جعارة، قصد التنسيق بين السودانيين والسوريين في دول المهجر لعزل النظامين. أما حسن الترابي، فقد أرسل الرسائل لمصر “الثورة”، يكرر التحذير من مؤامرة غربية لوأد الديموقراطية متى فاز الإسلاميون بقطافها، ذلك في معرض التعليق على المواجهة بين الرئيس مرسي وقضاة المحكمة الدستورية ومن خلفهم المجلس العسكري في مصر.
لكن، ألم يغب معنى “الربيع” عن جميع المتعلقين بستاره، نافع والترابي وجماعة الانتباهة وأصدقائها وكذلك ياسر عرمان. كشف عن هذا المعنى الفيلسوف السلوفيني سلافو جيجيك قائلا “ألم تكن الانتفاضات في العالم العربي مقاومة جماعية تجنبت الخيار الكاذب بين العنف المدمر للذات والأصولية الدينية؟” عاد جيجيك إلى صيف الثورة في مصر فأضاف إلى حكمه الأول أن الأخوان والعسكر تحالفوا لوأدها: أمن جيش مبارك مصالحه المادية وفي المقابل ضمن الأخوان الهيمنة الآيديولوجية. أليست هذه المعادلة سلعة نافع علي نافع؟