طباخ بن لادن يغادر غوانتنامو ويصل الخرطوم على متن طائرة امريكية
الخرطوم 12 يوليو 2012 — اطلقت السلطات الامريكية امس سراح السودانى إبراهيم القوصي من معتقل غوانتنامو الأمريكي ووصل الخرطوم فجر امس فى اعقاب اصدار هيئة محلفين عسكرية قى 12 اغسطس 2012 حكما بالسجن 14 عاما على الرجل الذى عمل سائقا وطباخا لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وكان في استقبال القوصى الذي وصل إلى مطار الخرطوم على متن طائرة تتبع لسلاح الجو الامريكى مسؤولين من وزارة الخارجية السودانية ووالده وعدد من افراد اسرته
وقال القوصى انه عقد صفقة مع الأمريكان حسب النظام القضائي الذي يقضي بالإعتراف بالتهم الموجهة للشخص مقابل اصدار حكم محدد .
واكد فى مؤتمر صحفى عقده امس بوكالة السودان للانباء إنه اشترط للموافقة على الصفقة التحدث في المحكمة عن نفسه وليس الآخرين موضحاً انه أمضى فترة حكمه 10 سنوات وستة أشهر انتهت في 7 يوليو الماضي .منوها الى اتهامه بـ “دعم الأرهاب” ، وأنه تعرض لمساومة امريكية ولكنه أكد رفضه لها ولم يكن امام الأمريكان غير اطلاق سراحه بعد انقضاء فترة محكوميته .
وقال أنهم تعرضوا لتعذيب نفسي قاسي وبأساليب متعددة لإنتزاع أية معلومات منهم .
وامتنع القوصي عن الإجابة على سؤال إن كان ينتمي لتنظيم القاعدة أو لا، وقال إن من يدعون أنهم حماة حقوق الإنسان، هم أكثر من ينتهكونها بأساليب قاسية تطال المعتقلين لأنتزاع المعلومات وقال أن التعذيب كان قاسياً خاصة في السنوات الأولى للاعتقال .
وقتلت مجموعة كومندوس اميركية اسامة بن لادن في الثاني من مايو 2011 في باكستان، وخلفه المصري ايمن الظواهري زعيما للتنظيم.
واعلنت وزارة الدفاع الاميركية في بيان ان القوصي اعترف في يوليو 2010 امام محكمة خاصة عسكرية في غوانتانامو بالتآمر وتقديم الدعم المادي للإرهاب.
واضافت الوزارة انه حكم عليه بالسجن 14 عاما “في مقابل تعاونه مع المدعين بموجب اتفاق الاعتراف بالجرم و علقت سلطة المحاكم العسكرية كامل العقوبة باستثناء سنتين بدأتا في 7يوليو 2010 موعد جلسة الاقرار” بالذنب.وبعدما ابلغت الكونغرس الاميركي بالأمر “اعادت حكومة الولايات المتحدة القوصي الى السودان بعد انتهاء هذا القسم الذي لم يلغ من العقوبة”. واوضحت وزارة الدفاع الاميركية ايضا ان واشنطن والخرطوم نسقتا عملية نقل الموقوف.
وكان الطاهي السابق البالغ الخمسين من عمره اقر تحت القسم انه دعم القاعدة منذ 1996 وتبع بن لادن الى افغانستان حيث عمل طاهيا له في جلال اباد قبل ان يهتم بالشؤون اللوجستية.
وعاش بن لادن خمس سنوات في السودان ثم اضطرته السلطات على مغادرة البلاد في 1996. وبعد سنة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الخرطوم بتهمة “دعم الارهاب”.
وأبان القوصي أنه تلقى خبراً من العقيد المسئول عن المعتقل بالأفراج عنه يوم 7 يوليو الماضي ، وتم ترحيله إلى المطار عبر سيارات (مغلقة بالكامل ) إلا أنه بعد ساعتين وجد نفسه في ذات المكتب الذي تحرك منه ، مضيفاً أن العقيد الامريكي أوضح له أنه حدثت بعض الأمور لذا تقرر تأجيل ترحيلك ليومين ، ليصل فجر اليوم إلى الخرطوم .
واشاد الأمين العام لمنظمة العون المدني العالمي مصطفى عثمان عبدالكريم بكل الجهات التي ساهمت في الأفراج عن القوصي ، حكومة ونقابة المحامين التي قال أنها ابتعثت أحمد المفتى للدفاع عن القوصي وآخرين في محاكمتهم كما رحب باطلاق سراح القوصي .
واكد مصطفى ببذل الجهود من اجل اطلاق سراح جميع المعتقلين بغوانتنامو وخاصة السودانيين إبراهيم عثمان ومحمد نور ، مشيراً إلى التنسيق مع كل منظمات المجتمع المدني العالمية لإغلاق المعتقل ومعاقبة الجهات التي وصفها بانها سودت صفحات التاريخ الإنساني ، وقال أنهم يسعون لانتزاع اعتراف الإدارة الامريكية بحق المعتقلين في الإعتذار والتعويض العادل .
ويشار الى أن ابراهيم محمود القوصي من مواليد عطبرة 1960م وتلقي تعليمه الأولي في عطبره وتخرج من معهد الكليات التكنولوجية ( جامعة السودان حالياً ) محاسباً وسافر إلى باكستان بحثا عن العمل واعتقل فيها لمدة اسبوعين ثم تم تسليمه إلى السلطات الأمريكية .