احتجاجات فى الخرطوم واعتقال قيادى معارض والوطنى لايمانع فى انتخابات مبكرة
الخرطوم 9 يوليو 2012 — فرقت الشرطة السودانية طلابا من جامعة الخرطوم خرجوا فى احتجاجات جديدة امس مطالبين باصلاحات اقتصادية فيما هتف اخرين باسقاط النظام الحاكم فى وقت اعتقلت الاجهزة الامنية ليل السبت الامين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى كمال عمر عبد السلام من منزله قبل ساعات من مغادرته البلاد للمشاركة فى برنامج الاتجاه المعاكس بفضائية الجزيرة .
واطلقت الشرطة السودانية قنايل الغاز المسيل للدموع على مئات الطلاب الذين خرجوا من جامعة الخرطوم منددين بالنظام العسكرى ومطالبين برحيل الرئيس عمر البشير ، واجبر العنف الشرطى الطلاب على العودة الى داخل الحرم الجامعى برغم تمكنهم من خرق الطوق الامنى بعد رشق رجال الشرطة بالحجارة .
ورفض وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر وصف الاحتجاجات بأنها “ربيع عربي”. وأكّد في حوار مع الراية الأسبوعية أمس الاول ، أن الحكومة توقعت الاحتجاجات من بعض المواطنين المستائين من الإجراءات التقشفيّة، إلا أن الأحزاب السياسية تحاول اختطافها وتوظيفها لأجندتها الخارجية. وشنَّ هجوماً على الأحزاب ووصفها بأنها «طفيلية وانتهازية» وتسعى لمصالحها الخاصة.
وأكّد عمر أنّ الحكومة لا تُمانع في خروج مظاهرات سلميَّة يعبِّر أصحابها عن رأيهم في إجراءات الحكومة، لكنها ستمنع عمليات التخريب وستتصدّى لمحاولات إغلاق الطرق. وأضاف قائلاً: “إذا كانت هناك احتجاجات واسعة ضد سياستنا فهذا سيجعلنا نراجع موقفنا” وزاد: “إذا قرّر الشعب أنه لا يريد هذه السياسة فسنذهب إلى الانتخابات”، وقال: “نحن لسنا نظاماً استبدادياً. وأكّد تجذّر التيار الإسلامي في بلاده، وقال إنه لا أحد يمكنه إلغاء هذا التيار وإنه غير قابل للإلغاء، وإذا سقط الزمام من يد هذه الحكومة لسبب أو لآخر فإن السودان سيدخل في الفوضى.
.ومن ناحية اخرى قالت زوجة السياسي السوداني المعارض كمال عمر إن قوات الأمن اعتقلته بعد أيام من دعوة الأحزاب المعارضة الرئيسية للإضراب والاحتجاج من أجل الإطاحة بالحكومة. وكان يفترض لعمر التوجه الى الدوحة بدعوة من قناة الجزيرة للظهور مساء الثلاثاء فى برنامج الاتجاه المعاكس مع ضيف من المؤتمر الوطنى ، واعلنت القناة اختيارها الكاتب المفكر عمر القراى لمواجهة القيادى فى المؤتمر الوطنى ربيع عبد العاطى.
واضافت ان قوات الأمن وصلت إلى منزل عمر الليلة قبل الماضية واعتقلته. وقالت لرويترز “جاءت سيارتان للمنزل ودخل نحو خمسة من ضباط الأمن.”
وكانت السلطات الامنية وصلت لمنزل كمال عمر قبل نحو اسبوعين للقبض عليه وعندما لم تجده اقتادت ابنه بدلا عنه .
ويواجه السودان أزمة اقتصادية بما في ذلك عجز في الميزانية وارتفاع معدل التضخم وتدني قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مما أدى إلى اقتطاع ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط. وكان النفط سابقا المصدر الرئيسي لإيرادات السودان ومصدر العملة الأجنبية.
وفي الشهر الماضي أعلنت الحكومة إجراءات تقشف صارمة بهدف سدالعجز في الموازنة في خطوة تسببت في اندلاع مظاهرات محدودة. ونادرا ما كانت تفلح الاحتجاجات في اجتذاب أكثر من عدة مئات لكنها تمثل تحديا آخر لحكومة تحاول بالفعل إخماد عدد من عمليات التمرد المسلح.