Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

نافع: شريعة مين؟

بقلم مجدي الجزولي

5 d;gd; 2012 — غرب مساعد الرئيس، نافع علي نافع، وشرق ثم عاد بمصحف معاوية يريد به الوقاية من بطش الجماهير وغضب ربهم. كرر نافع أمام جمع من أهل الطرق الصوفية بجامع الشيخ البرعي في الخرطوم الأحد الماضي أشهر محفوظات المؤتمر الوطني قائلا “ما يحدث صراع حقيقي بين معسكري الشريعة والعلمانية”، ثم أضاف “ما يحاك ضد الوطن يقصد به إزاحة الشريعة الاسلامية من حياة السودانيين” ليؤكد تمسك الحكومة بتطبيق الشريعة مهما كانت التحديات. لتعضيد رقيته نجر نافع قصة تقول أن المظاهرات المناوئة للسلطة حياكة دوائر صهيونية في الولايات المتحدة تتآمر وقادة جنوب السودان وحركات دارفور لتخريب السودان.

نافع، ولا غرابة، يهرج بالشريعة، يتوسل بها الحصانة من حساب أزفت ساعته. شريعة نافع، لكن، لم تحل بينه وبأس الانتباهة. كتب الطيب مصطفى في عموده الثلاثاء يضحد وعد نافع أن الاقتصاد سينصلح حاله في غضون عام قائلا أن حديث الرجل مجرد “تطمينات لا تستند إلى معلومات احصائية دقيقة”. نصح مصطفى، عدو الغفلة، البشير الرئيس بالتحلل من المؤتمر الوطني والانحياز إلى الشعب كي يتفادى مصير زين العابدين ومبارك والقذافي. على الرئيس، بحسب الطيب مصطفى، أن يخرج من عباءة المؤتمر الوطني و”يتعامل مع جميع الأحزاب والقوى السياسية على قدم المساواة بما يمهد لديمقراطية حقيقية وتداول سلمي حقيقي للسلطة بعيدا عن الاحتكار والاستئثار الذي ينفرد به حزب واحد”. مصطفي، ظاهر الأمر، يقدم نفسه بديلا لنافع وحزبه بديلا حركيا للمؤتمر الوطني، وقد سبق منه القول أن هدف منبر السلام العادل هو وراثة الحزب الحاكم ما دام غير قادر على إدارة البلاد. عند الطيب مصطفى شريعة المؤتمر الوطني التي يتحامى بها نافع ناقصة قيراطين، وقد أخذ بهتاف شريعة غير في حلف “جبهة الدستور الإسلامي” يعاكس الحزب الحاكم في ميدانه. الشريعة عند الطرفين، إذن، مادة للمكايدة السياسية وترجمة للتنافس على جهاز الحكم، فهي تأتي ولا تأتي إذا جاز التعبير. الطيب لا يقبل من نافع “تطمينات” الشريعة وقد قلت الغنيمة بل يريد الحساب الولد، معلومات إحصائية دقيقة، ونافع لا يملك من أمره سوى التدثر بالشريعة يلوح بها أمام المشايخ، سيطبقها تطبيقا شديدا.

الصراع، يا مساعد الرئيس، رسم خطه المستضعفون الذين خرجوا من صلاة الجمعة بوضوح لا تخطئه العين، فمن يرقيك الساعة من جمعهم. الصراع، إن أردت، بين جموع المصلين من جهة وإمام جائر ورهطه من أخرى، بين من لا يجدون قوت يومهم ومن يكنزون الذهب والفضة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *