خلافات المعارضة السودانية تؤجل توقيع البديل الديمقراطي للنظام
الخرطوم 27 يونيو 2012 — اخفقت قيادات المعارضة السودانية والمكونة لهيئة قوى الإجماع الوطني في اجتماع لها، امس، في التوقيع على وثيقتي البديل الديمقراطي والإعلان الدستوري المقترحتين لإدارة البلاد في الفترة الانتقالية التي تعقب إسقاط النظام بحسب تخطيط المعارضة.
وذلك في وقت تواترت فيه انباء عن خلافات عاصفة ضربت صفوف المعارضين ترافقت مع تسريبات حول تسليم رئيس حزب الامة القومى المؤتمر الوطنى الحاكم مبادرة كان طرحها فى وقت سابق حول عقد مؤتمر للسلام. وتقرر تأجيل التوقيع على الاعلان الدستورى إلى الأسبوع القادم بحجة المزيد من التشاور واحكام الصياغة.
وقالت مصادر مطلعة إن زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن عبدالله الترابي، خرج من قاعة الاجتماع قبل اكتماله، وسط بوادر خلاف مع قيادات المعارضة حول انضمام حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي إلى الموقعين على هذه الوثائق وقالت ذات المصادر إن الترابي يرى أن انضمام الحزبين يستوجب مزيداً من المشاورات.
فيما قالت معلومات حصلت عليها سودان تربيون ان مندوبو حزب الامة فى الاجتماع تحفظوا على الوثائق بحجة عدم اطلاع رئيس الحزب عليها ما اثار غضب الترابى الذى اكتفى بالقول ان الصورة مستمرة وان حزبه سيعمل بجدية لإسقاط النظام الحاكم وأشار الى ان التغيير القادم سيكون ملكا للشعب ولن تفعله القوى الحزبية.
ويقر الإعلان الدستوري للمعارضة مجلس سيادة ومجلس وزراء ومجلساً تشريعياً، كما أقر البديل الديمقراطي للمعارضة فترة انتقالية لثلاث سنوات. واتفقت المعارضة في برنامجها الانتقالي على إلغاء نظام الحكم الاتحادي الراهن.
وحضر الاجتماع من قيادات المعارضة كل من محمد المختار وعلي الريح وعبدالعزيز خالد وإبراهيم الشيخ وهالة عبدالحليم وفاروق أبوعيسى و صديق يوسف.
وكان قادة المعارضة اتفقوا في اجتماع سابق، مبدئياً، على الوثيقتين في اجتماعهم الأخير في مقر الحزب الوطني وحددوا يوم 26 من يونيو الجاري موعداً للتوقيع النهائي.
الى ذلك كشف المؤتمر الوطني عن تسلمه مبادرة من زعيم حزب الأمة الصادق المهدي لعقد مؤتمر للسلام قريباً، مؤكداً دخول الحزبين في حوار جديد حول القضايا الراهنة، وأكد الأمين السياسي بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن لصحيفة “الانتباهة” السودانية الصادرة الثلاثاء أن الحوار الجديد مع حزب الأمة بدأ منذ وقت قريب حول الأجندة الوطنية، قائلاً إن الحوار مستمر بينهما.
وكان زعيم حزب الامة الصادق المهدى اعلن فى مؤتمر صحفى الاسبوع الماضى انه لازال معارضا للنظام الحاكم منوها الى ان تشكيكات الاخرين فى مواقفه ليست فى مكانها وشدد على اهمية التوافق على مخرج يحفظ البلاد
واكد حسبو عبد الرحمن أن المؤتمر الوطني لن يغلق باب الحوار أمام القوى المعارضة وأمام حملة السلاح.