Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

تجدد الاحتجاجات فى السودان ووزير المالية يؤكد عدم التراجع عن السياسات المالية

الخرطوم 26 يونيو 2012 — تجددت امس الاحتجاجات فى مناطق متفرقة من العاصمة السودانية ومدن ولائية اخرى لتدخل يومها العاشر بينما عززت الشرطة من وجودها الأمني حول جامعة الخرطوم وبعض الأحياء التي شهدت احتجاجات الأيام الماضية.

صورة التقطتها مجموعة قرفنا لمتظاهرين في يوم الجمعة الماضي في احد شوارع الخرطوم
صورة التقطتها مجموعة قرفنا لمتظاهرين في يوم الجمعة الماضي في احد شوارع الخرطوم
وأكدت هيئة قيادة البوليس في اجتماع طارئ عقدته الاثنين، رصدها العناصر التي تسعى لإثارة أعمال الشغب وتعهدت بحسمها عبر القانون فى وقت قطع وزير المالية بان الحكومة لن تتراجع عن قراراتها الاخيرة الخاصة برفع الدعم عن المحروقات والمح الى زيادة اسعارها مستقبلا . واتهم مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان اسماعيل معارضين باستغلال الاضطرابات الاقتصادية لتنفيذ مخطط اسقاط النظام الحاكم.

وتضاربت المعلومات حول احراق مقر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى ولاية القضارف بشرق السودان، فى اعقاب موجة احتجاجات عنيفة اجتاحت المدينة وامتدت من الصباح حتى المساء، بينما فرقت قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع تظاهرات لمعارضين عقب ندوة اقامها التحالف المناوئ للحكومة فى دار حزب المؤتمر الشعبى بضاحية الرياض فى الخرطوم ليل امس .

وسبقت ذات المظاهرة احتجاجات فى مناطق برى والجريف والعيلفون وضاحية مايو جنوب الخرطوم تعاملت معها الشرطة بالهرى والغاز المسيل للدموع بينما وردت انباء عن غضبة جماهيرية فى مدن الابيض بشمال كردفان وكوستى فى ولاية النيل الابيض واجمع المحتجين على ترديد شعار “الشعب يريد اسقاط النظام”.

ويظهر المحتجين على مدى عشرة ايام امتعاضهم من سياسات الحكومة الاقتصادية التى اعلنتها الاسبوع الماضى والتى قضت بزيادة اسعار المحروقات ما ترتب عليه موجة غلاء فاحش فى السلع الاستهلاكية والضرورية بجانب زيادة تعرفة المواصلات العامة .

وقلل الرئيس السودانى عمر البشير لدى مخاطبته طلابا مؤيدين لحزبه امس الاول من فاعلية الاحتجاجات واتهم من قال انهم “شذاذ افاق” بتدبيرها ، واشار الى ان حكومته بمقدورها انزال عشرات المجاهدين للتصدى الى المحتجين.

وفيما قالت تقارير لناشطين ان المحتجين فى مدينة القضارف احرقوا مقر الحزب الحاكم نفى مراسل قناة الشروق بالمدينة ما اثير وقال ان التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المدينة فرقتها الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع وأوضح في تقرير مصور له من داخل مقر الحزب بحي ديم حمد شرقي المدينة، إن الدار تعرض لمحاولة اعتداء من مجموعة من المتظاهرين.

وأشار إلى أن التظاهرات كانت في السوق العمومي وأن موجة من التظاهرات انتظمت منذ صباح الاثنين، ونوه إلى أن حكومة الولاية ناقشت حزمة تدابير من أجل تقليل الآثار الاقتصادية السالبة لرفع الدعم عن المحروقات.

واكد المكتب الصحفي لوزارة الداخلية السودانية في تصريح صحفي مكتوب، بعد اجتماع طارئ لهيئتها العليا امس جاهزية الشرطة لتأمين وحماية أرواح وممتلكات الموطنين. وأكد البيان رصد الشرطة العناصر التى تسعى لإثارة أعمال الشغب والتعامل معها وفق القانون.

وناقش الاجتماع الذي ترأسه المدير العام للشرطةن الفريق أول هاشم عثمان الحسين، الجهود التى بذلتها قوات الشرطة فى احتواء الأحداث الأخيرة وتأمينها للمواقع الاستراتيجية والحيوية والأسواق وأماكن تجمعات المواطنين ونجاحها في تأمين سير الحياة العامة للمواطنين.

واستمع الاجتماع إلى تنوير من شرطة ولاية الخرطوم حول الأحداث الأخيرة، وأهاب الاجتماع باللجان المجتمعية بالأحياء لتفعيل دورها لجهة تحقيق أمن واستقرار المجتمع.

وأشاد الاجتماع بخطة شرطة الخرطوم التي رأى أنها نفذت بمهنية وكفاءة عالية لمكافحة أعمال الشغب والتخريب دون خسائر أو إصابات وسط كل الأطراف.

وأمن الاجتماع على ضرورة دعم شرطة الخرطوم بالكوادر البشرية والمركبات والمعينات الأخرى لتعزيز العمل المنعي والوقائي بالولاية.

لا عودة لدعم سعر البنزين

الى ذلك قال وزير المالية السوداني؛ علي محمود عبد الرسول، إن الحكومة لن تعود إلى دعم المحروقات مرة أخرى، وشدد على انها لن تتراجع عن السياسة التي أعلنتها، وأكد المضي في رفع الدعم كلياً عن المحروقات بعد أن نفذت خلال المرحلة الحالية 30%. وأعلن أن السياسة التي انتهجتها وزارته بعد الإصلاحات الجديدة هي العمل بالأسعار العالمية في سلعتي المحروقات والسكر.

واشار الوزير الى إن الإجراءات الاقتصادية التي أقرتها الدولة مؤخراً تدعم الوفد السوداني المفاوض لدولة جنوب السودان في أديس أبابا، لكنه نفى أن تكون الحكومة السودانية أقرتها كإستراتيجية لمواصلة مسار التفاوض.

وأكد أن التعديل الذي طرأ على الميزانية استبعد أي إيرادات بترولية من جنوب السودان، وعزا ذلك إلى احتمال امتداد زمن التفاوض أو عدم الاتفاق مع جنوب السودان حولها، وأشار إلى أن اعتماد موارد من بترول الجنوب قد يشكل ضغطاً على الوفد المفاوض.

في غضون ذلك قلل القيادي بالمؤتمر الوطني؛ مصطفي عثمان إسماعيل، مما وصفه بسعي تيارات المعارضة لاستغلال الوضع الاقتصادي الراهن بهدف إسقاط النظام.

وأوضح خلال مخاطبته حفل تخريج 5000 من مجندي عزة السودان السادسة عشرة بولاية الجزيرة امس ، أن البرنامج الإصلاحي الذي أجازته الهيئة التشريعية سيعمل على تجاوز الأزمة الاقتصادية، داعياً إلى توحيد الصف الوطني لتجاوز التحديات التي تمر بها البلاد.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *