ملاسنات بين وزيرة ونواب في البرلمان السوداني حول توظيف اموال الزكاة
الخرطوم 14 يونيو 2012 — اضطرت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي اميرة الفاضل الى تقديم اعتذار رسمى لنواب البرلمان بعد ان هاجمتهم بقوة لانتقادهم ديوان الزكاة وصناديق الضمان الاجتماعى الواقعة تحت ادارتها وقالت بان الهجوم على تلك المؤسسات نابع من اغراض ودوافع شخصية.
وقوبل تصريحها بغضب كبير من النواب الى ان اجبروها على الاعتذار وسحب الحديث من مضابط المجلس التشريعى.
واتهم النواب ديوان الزكاة بصرف الاموال على جهات لا تستحقها عوضاً عن الفقراء والمساكين، وطالبوا بوقف دعم اي جهة غير مستحقة .
واكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية محمد الحسن الامين وجود استثناءات لبعض القيادات لمنحها من اموال الزكاة، واردف “هنالك توجيهات تصل الي الامين العام لديوان الزكاة بان تمنح بعض الجهات من اموال الزكاة، وهو مال للفقراء، نريد ان نوجه المصارف بمنح الاموال مباشرة لمستحقيها دون المرور بتوكيلات”.
وشككت النائبة عائشة الغبشاوي في نسبة الفقراء التي اعلنتها الدولة وقالت ان عدد الفقراء اكبر من تلك النسبة، مشيرة الي ان جميع الفقراء انظارهم معلقة بديوان الزكاة، واكدت ان الديوان اقحم نفسه في مجالات لا علاقة له بها بينها التجارة والاستثمار .
وانتقدت الغبشاوى بشدة تسليم اموال الزكاة للمصارف لتوزيعها ضمن سياسة التمويل الاصغر، واعتبرت ذلك تعطيل للاموال وحبسها في المصارف عوضاً عن اعطائها مستحقيها مباشرة.
بينما اعتبرت اميرة الفاضل انتقاد النواب لديوان الزكاة ظلماً لها، وقالت انها تنطلق من اغراض شخصية، واردفت “ليس كل من تحدث عن الزكاة كان محايداً وموضوعياً وانما بناءاً علي طلبات شخصية ” .
وفى المقابل صعد النائب البرلماني وزير الاعلام السابق عبد الله مسار من لهجته الناقدة للدولة، وهاجم اجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية دون استثناء.
ولم يسلم البرلمان من هجوم الوزير السابق قائلا انه بات يركز على الاشادة بالجهاز التنفيذي، عوضا عن محاسبة الوزراء على نحو عسير حسب قوله.
وانتقد مسار اثناء تداول النواب تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية حول بيان وزيرة الرعاية سياسة ديوان الزكاة، وقال ان الفقراء بالبلاد يزدادوا فقراً في وقت يزداد فيه ديوان الزكاة جباية، واكد ان اموال الزكاة يتم تبديدها في الصرف السياسي، مطالباً بتحويلها الي اوجهها الحقيقية طبقاً للاسس الشرعية والفقهية، منبهاً لوجود خلل في سياسات الزكاة يجب مراجعتها.
كما لم تسلم صناديق الضمان الاجتماعي من نقد مسار الذي قال انها تزداد توسعاً في وقت يقل عطائها اجتماعياً، لافتاً الي ان من يدفعون اموالهم في هذه الصناديق لا تذهب اليهم.
وتابع “الصناديق انشغلت باشياء لا علاقة لها بها، واصبحت تتاجر في الاراضي والسكر” فيما تساءل عن اموال المعاشيين التي قال انها ذهبت الي جهات غير معلومة.
وكان مسار قد استقال من منصبه بعد خلاف تم بينه وبين وزيرة الدولة للإعلام السابقة بسبب توقيف مدير عام وكالة الانباء الرسمية سونا . وأقال الرئيس السوداني بعدها الوزيرة بسبب ارجاعها للمدير الموقوف وتكسير قرار الوزير. كما اعتبر الاخير ايضا مخطئا في ايقافه للمدير الذي يعين من قبل رئيس الجمهورية.