الخرطوم تفند تصريحات اطباء بلا حدود حول دارفور
الخرطوم 25 مايو 2012 — كذب مفوض العون الإنساني بالسودان سليمان عبدالرحمن سليمان ما تناقلته منظمة أطباء بلا حدود الاسبانية حول عرقلة المفوضية لإجراءات ترحيل ادوية لمركز صحي كاقورو بولاية شمال دارفور الذي تديره المنظمة.
واتهمت منظمة اطباء بلا حدود الاربعاء الحكومة السودانية بعرقلة ارسال ادوية الى دارفور غرب السودان حيث تدور حرب اهلية، متسببة بحرمان مئة الف شخص من عناية صحية حيوية.
وصرح رئيس فرع اطباء بلا حدود الاسباني اوليفييه فوريت لفرانس برس “اننا هنا في وضع حرج”. واكد انه لم ترسل اي ادوية الى منطقة جبل سيد منذ ايلول/سبتمبر ما دفع المنظمة الى تعليق نشاطها في مستشفى كاغورو.
واضاف ان “الحكومة السودانية لم تعطنا اي شروح واضحة حول عدم السماح بارسال الحمولة الى جبل سيد” مؤكدا ان المنظمة هي الهيئة الوحيدة التي توفر خدمات طبية في المنطقة.
وتبعد منطقة جبل سي الجبلية اكثر من مئة كلم غرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور حيث ينشط المتمردون.
وكان يفترض ارسال الادوية على متن مروحيات برنامج الاغذية العالمي من الفاشر الى اقرب مدرج هبوط في سورتوني لكن الرحلات الجوية الغيت، على ما اضاف فوريت.
واضاف انه رغم عدم وصول الادوية ظل عناصر اطباء بلا حدود ال72 المحليون في المنطقة “يحاولون مساعدة السكان” مؤكدا انه لم يسمح لاي اجنبي بان يعمل في جبل سي منذ عدة اشهر.
واعلنت المنظمة في بيان اخر انها لم تعد قادرة على توفير عمليات كشف طبي في جبل سيد وان برنامجها للتلقيح علق مع استحالة القيام بالعمليات القيصرية الضرورية في الحالات الطارئة.
وقالت اطباء بلا حدود انه على المرضى في وضع حرج الان التوجه الى مستشفى الفاشر الذي يستغرق الوصول اليه ثماني ساعات على الطريق.
لكن المسؤول السودانى قال لوكالة الانباء السودانية اكد ان المنظمة طلبت إذن ترحيل لمعدات جراحية وبعض الأدوية وتم السماح لها بترحيل المعدات الجراحية لمستشفي طويلة او كبكابية، الا أن المنظمة رفضت هذا المقترح وأصرت علي ترحيل الأدوية والمعدات الجراحية جميعها لمركز كاقورو القريب من مناطق تواجد مجموعات من المتمردين.
وأردف قائلا “ومنذ ذلك الوقت ظلت المنظمة تقدم طلبات متتالية للسماح لها بترحيل المعدات الجراحية والأدوية غير الأساسية للمنطقة”.
وأكد مفوض العون الانساني استعداد المفوضية تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين خلف خطوط التمرد لافتا الي ان تقديم العون الإنساني لهم هو مسئولية الدولة بالدرجة الأولي ويأتي دور المنظمات مكمل.
ويعاني النازحون في اقليم دارفور من تدني و شح الخدمات الانسانية التي تقدمها المنظمات الانسانية الدولية في خلال الاشهر الاخيرة ويقول النازحون ان منظمة الغذاء العالمي لم توزع مساعدات غذائية في كثير من المعسكرات بنما قلصت الكمية الموزعة في مناطق اخرى بعد تسع سنين من بداية الازمة.
وكانت الحكومة السودانية قد طردت المنظمات الانسانية العاملة في المنطقة في يوليو 2009 اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير بالمسؤولية عن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وإصدارها لمذكرة ايقاف ضده. واتهمت هذه المنظمات بالتعاون مع المحكمة.
ونفت زبيدة سليمان الناطق الرسمي باسم حكومة الولاية امس تدخل الولاية في عمل المنظمات وقالت أن حكومة الولاية متعاونة جداً في عملية منح تصاريح التحرك للمنظمات وان أطباء بلا حدود على وجه الخصوص غطت 90% من أمكان تواجدها بمناطق دار زغاوة وشنقل طوباي.
وقالت أن منظمة أطباء بلا حدود لا يحق لها ان تعلل انسحابها من الولاية بأسباب تتجافى مع الواقع وتوجه اتهامات غير مبررة لحكومة الولاية التي تعاونت معها لفترة طويلة.
وكانت المنظمة قد اكدت على رغبتها في مواصلة عملها في المنطقة متي ما زالت الاسباب التي دفعت بها إلى تعليق انشطتها.