الحزب الحاكم في السودان يقر التعامل مع قرار مجلس الامن وسط انقسامات حادة
الخرطوم 7 مايو 2012 — اعتمد حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان قرار مجلس الامن الاخير الداعى لوقف العدائيات مع دولة الجنوب والجلوس على طاولة تفاوض لتسوية القضايا الخلافية ، فى وقت طلب مسؤولون فى وزارة الخارجية السودانية من الوساطة الافريقية الدفع بحلول ملزمة والاستعانة بقوة مجلس الامن .
وطبقا لخارطة الطريق الافريقية فإنه في حالة تعثر المفاوضات وعدم توصل الطرفين لاتفاق بعد انقضاء ثلاثة اشهر من تاريخ بدايتها فإن الالية الافريقية رفيعة المستوى التى تتوسط بين البلدين والتي يرأسها الرئيس الجنوب افريقى السابق تابو امبيكى ستقوم بتقدم مقترحات يعتمدها مجلس السلام والأمن الافريقي وتعتبر ملزمة للجانبين.
وناقش اجتماع مشترك لقطاعات السياسية، الاقتصادية، والعلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطنى برئاسة نائب الرئيس السودانى الحاج آدم يوسف امس الخطوات العملية التى اتخذتها وزارة الخارجيه تجاه قرار مجلس الامن الدولى وابدى المجتمعون تاييدا لها .
ويواجه حزب المؤتمر الوطنى طبقا لمصادر مطلعة استنطقتها “سودان تربيون” انقساما داخليا حيال التعامل مع قرار مجلس الامن الدولى لا سيما النص القائل بالتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع شمال السودان. ويرى اعضاء فى الحزب رفض القرار بكلياته والاستعداد لمواجهة الجنوب والمجتمع الدولى بينما يرفض القسم الاكبر من الحزب التصعيد وويشدد على حتمية الابتعاد عن سيناريو المواجهة الخارجية والالتفات لحل الازمات الاقتصادية الداخلية.
وفى المقابل يتبنى منبر السلام العادل حملة شرسة لمقاومة قرار مجلس الامن وأعلن رئيسه الطيب مصطفى رفضه القاطع للقرار الاممى الذى يحمل الرقم (2046) وتوعد بمناهضته وعدم القبول به مهما كانت المبررات. وقال فى تصريح صحفى امس “القرار مرفوض وسنقاومه بكل الطرق” إلا أنه أكد أنهم سيتبعون طرقا سلمية في المناهضة.
وعد مصطفى إلزام القرار بضرورة الوصول إلى حل سياسي بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال امرا مستحيلاً، وطالب في الوقت ذاته بمحاكمة منسوبي قطاع الشمال وأضاف “لا تفاوض مع ما يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال، ولن نجلس معهم إلا في قاعة المحكمة وياسر عرمان والحلو وعقار يجب أن يقدموا للمحاكمة”.
وردا على وزير الخارجية علي كرتي الذي انتقد عبر برنامج إذاعي أمس الأول رافضى القرار الاممى واشار الى ان “من يقولون بأنه علينا بل القرار وشرب مويته، سيغرقون السودان” قال الطيب مصطفى إن “كرتي هو من سيضيع السودان بتصريحاته، هو ومن تفاوضوا في أديس ومن سيعودون للتفاوض” وأضاف “إن عادت الحكومة للمفاوضات بعد الذي حدث في هجليج فهي حكومة لا تحترم نفسها ولا شعبها” .
وقال المتحدث باسم المؤتمر الوطنى بدر الدين احمد ابراهيم فى تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاعات المشتركة الذى التأم امس الاحد ان السلام يعتبر قضية استراتجيه مركزية محورية، تؤكدها كل الاتفاقات السابقة التى تم التوقيع عليها بالداخل او الخارج مع دولة الجنوب من اجل ان يعيش اهل السودان حياة آمنة مستقرة مع كل الدول المجاورة بما فيها جنوب السودان.
مبديا املا فى امتلاك دولة الجنوب الاراده السياسية التي تمكنها من الالتزام بما تم التوصل اليه من اتفاقات سابقة ومايمكن التوصل اليه من اتفاقات فى الجولة القادمة مطالبا بوضع القضايا الامنية على رأس الجولة المقبلة.
وفى السياق اعابت وزارة الخارجية على قرار مجلس السلم والامن الافريقي الذي احيل لمجلس الامن الدولي عدم اخذه القضايا الامنية اولوية وطلبت من لجنة أمبيكي تقديم حل ملزم والاستعانة بقوة مجلس الامن.
واستبعد وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان نظرية المؤامرة فى قرار مجلس الامن، وقال امام حلقة النقاش التي رتبتها وزارة الخارجية بمبناها أمس تحت عنوان (قراءة في قرار مجلس الامن ومآلات التفاوض) إن ” القرار الاممي اعطانا واخذ منا، وهناك لاعبين اخرين يقفون وراء حكومة الجنوب “.
ونوه الى ان جوبا ظلت تسعي طوال شهرين لإحالة ملف التفاوض لمنظومة الايقاد لكن السودان اعترض. وقال ان الدبلوماسية السودانية ظلت تعمل في حقل الغام. و
وابدى الوكيل رفضا لدعوات السياسيين وحماس المواطنيين المطالبين باقتحام الجنوب وتغيير نظام الحكم فيه وقال “دور الخارجية خلق علاقات جوار طيبة مع دولة الجنوب”.
وشدد مدير ادارة العلاقات الدولية بوزارة الخارجية ورئيس لجنة الازمة عمر دهب على ان السودان ليس لدية اي اطماع في دولة الجنوب، وقال ان اطماع السودان في تحقيق التنمية واي تهديد من دول الجوار سيكون خصما على التنمية.
ونوه فى ذات حلقة النقاش الى ان قرار مجلس الامن الدولي بشان حث السودان على التحاور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لايعني الاعتراف بها وإضفاء صفة شرعية عليها ولكن القانون الدولي يلزم بالتفاوض مع اي حركة تحمل السلاح حتى لا تكون هنالك معاناة انسانية في المناطق محل النزاع.
.واكد سفير السودان لدي دولة الجنوب مطرف صديق بان قرار مجلس الأمن نسخة من القرار الافريقي مؤكدا ان القرار مهم لجهة اسهامه فى ايقاف الحرب بين الدولتين بغض النظر ان كان مقبولا للسودان ام لا .
ونوه صديق الى ان الجميع مل تطاول التفاوض دون نتائج حاسمة معتبرا تحديد سقف زمنى لانهاء القضايا المعلقة كان من مصلحة السودان ،قاطعا بان جدية الاطراف في التفاوض لن تجعل من الفترة الزمنية المحددة ملزمة ،الا انه عاد وقال “اذا تم حسم القضايا في شهر سيكون افضل ” .
وتوقع مطرف ان يبتدر الوسيط الافريقي تامبو امبيكي جولات مكوكية لوضع التريبات لاستئناف التفاوض على ان تكون الاولوية للقضايا الامنية تليها بقية الملفات ،مشددا على اهمية دور الاعلام في خلق مناخ بعيد من اثارة الكراهية .
ودافع مطرف عن قرار مجلس الامن ،وقال ” لايمكن ان نضع اللؤم على الولايات المتحدة وحدها ونحن نتهم العالم وننسي انفسنا ، يجب ان تكون عندنا الجرأة والمصداقية في الكلمة وهى مثل الطلقة حينما تخرج يصعب ارجاعها ” .وشدد على ان الحرب الاعلامية تعتبر الاسوأ ، ،مشيرا الى ان دولة الجنوب نجحت في تكون هي الضحية رغم اعتداءها على السودان .