روسيا : الخرطوم مستعدة لتنفيذ مطالب مجلس الامن
الخرطوم 1 مايو 2012 — كشف وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بعد مباحثات اجراها مع وزير الخارجية السودانى على كرتى الذي يقوم بزيارة إلى موسكو امس عن موافقة الخرطوم واستعدادها لتنفيذ مطالب مجلس الامن الدولى فى حال امتثلت جوبا ايضا لذات المطالب.
وقال الوزير الروسي ان قرار مجلس الامن الدولي الذى يجرى تداوله حاليا بشان التوترات بين الخرطوم وجوبا لن يتضمن فرض اى عقوبات على السودان وجنوب السودان بسبب معارك هجليج.
ومن جانبه شدد كرتي فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الروسى بموسكو على ان الخرطوم لا تنوي شن حرب شاملة على جوبا.
وأضاف قائلا “الخرطوم لا تستعد لشن حربا شاملة ضد جوبا، ولكنها ملزمة بالرد على العدوان ” ،مشيرا الى وقوع خلافات عديدة بين البلدين بسبب تاخير الاتفاق على الواردات النفطية وترسيم الحدود وقضايا المواطنة . لافتا الى ان تلك المشكلات تؤدى الى خلافات لكنها لا تشعل حربا بين البلدين.
ونوه الوزير الى ان قادة حركات دارفورية متمردة يحصلون على دعم من جنوب السودان ولديهم معسكرات للتدريب هناك . واكد كرتي بان احلال السلام بين السودان و دولة الجنوب رهين بتوقيع المعارضة على اتفاقية السلام الشامل، لحل اى مشكلة تبرز بين الطرفين “.
ونبه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافيروف فى المؤتمر الصحفى الى اهمية أن يكون قرار مجلس الامن الدولي بشأن الاوضاع بين السودان وجنوب السودان متوازنا وعادلا ، مشددا على ضرورة تنفيذ المطالب التي حواها بيان رئيس المجلس ومن بينها وقف العمليات العسكرية والاستفزازات والغارات الجوية والامتناع عن التصريحات العدوانية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الاخر والامتناع عن مساندة المعارضة المسلحة .
وقال لافروف “لن يتضمن قرار مجلس الامن الدولي الذي يُناقش حاليا أي اشارة الى فرض عقوبات بل سيعكس الواقع الحالي للأوضاع “،منوها الى ان العمل سيستمر في صياغة القرار حيث يجري إدخال تعديلات عليه يوميا ليعكس واقع الاحداث بصورة موضوعية .
وقطع لافروف بأن مجلس الامن يدعم الاتحاد الافريقي بوصفه الجهة الرائدة في التسوية، واضاف “نحن واثقون من أن الشروط اللازمة لتخفيف حدة التوتر بين الخرطوم وجوبا متوفرة هذا ما جاء في بيان رئيس مجلس الامن الدولي الذي تضمن مطالب كلا الجانبين، ويتيح تنفذ تلك المطالب إعادة الوضع الى جدية الحوار “.
ولفت الوزير الروسى الى ان بلاده كانت تصر على الانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان من منطقة هجليج، منوها الى ان ذلك اكتمل فعليا و أدى الى تخفيف التوتر في المنطقة الحدودية .
وقال لافروف ان ممثلو الخرطوم ابلغوا موسكو باستعدادهم لتنفيذ مطالب مجلس الامن الدولي فورا إذا ما كان رد جوبا مماثلا .
واكد وجود تقدم ملموس في تسوية مسألة دارفور، وقال “التقدم يجري على اساس اتفاقية السلام الموقعة في شهر يوليو 2011 “، واضاف، ” اكدنا في مباحثاتنا على ضرورة اجبار المجموعات التي لم تشارك في اتفاقية السلام على توقيع هذه الاتفاقية “.
وسلم نظيره الروسى رسالة خطية من من الرئيس عمر البشير الى الرئيس الروسى ديمترى مدفيدف تتعلق بتطورات الأوضاع فى السودان و العلاقة بين السودان ودولة الجنوب.ونقل كرتى الى لافروف تفاصيل عدوان دولة الجنوب الأخير على هجليج وما أحدثته قواتها من دمار وتخريب متعمد بالمنشآت والبنية التحتية النفطية بهجليج ، مجدداً مطالبة السودان بالتعويض عن كل الخسائر والاضرار التى نجمت عن العدوان .
وجدد كرتي تمسك السودان بقرارات القادة الافارقة الخاصة بتولي الاتحاد الافريقي مهمة تسوية القضايا محل الخلاف بين السودان وجنوب السودان، وقطع بان السودان لا يقبل تجريد الإتحاد الافريقى من صلاحياته أو إصدار إى قرارات ضده تحت البند السابع .