الصين تحث على استئناف المفاوضات وسلفا كير يقطع زيارته لبكين
الخرطوم 26 ابريل 2012 — أعلنت الحكومة الصينية أمس انها ستوفد مبعوثها لأفريقيا إلى السودان وجنوب السودان، لحثهما على استئناف مسيرة المفاوضات حول المسائل الخلافية، في الوقت الذي غادر فيه سلفا كير بكين عائدا إلى جوبا قبل انهاء زيارته التي كان يفترض ان تستمر 5 ايام.
وعبر ليو وي مين الناطق الرسمي باسم الخارجية الصينية عن قلق بلاده البالغ من التصعيد العسكري بين البلدين ودعا إلى الهدوء وضبط النفس. وقال ان بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي لإنهاء القتال الحدودي الذي أثار مخاوف من نشوب حرب شاملة خاصة وان لبلاده استثمارات نفطية وعلاقات تجارية مع البلدين.
وقال ليو وي مين ان المبعوث الخاص لأفريقيا سيزور البلدين “لمواصلة الحث على المحادثات”. واضاف في إشارة إلى السفير تشونغ جيان هوا “لقد توجه إلى هناك بالفعل في مستهل هذا العام. هذه هي المرة الثانية التي يتوجه فيها إلى السودان وجنوب السودان للتشجيع على المحادثات”.
ومن جانب اخر صرح كوي تيان كاي نائب وزير الخارجية الصيني إن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة بين البلدين. وأضاف “لكل من بلدينا مبعوث وهما على اتصال وثيق للغاية”. وعبر عن امله في أن “يؤتي التعاون الأميركي الصيني ثماره “.
من جانب آخر أعلن رئيس الجمعية الوطنية الشعبية في الصين وو بانغو أمس أن رئيس جنوب السودان سلفا كير الموجود حاليا في بكين سيختصر زيارته الصين نسبة للمعارك التي تدور بين بلاده والسودان. وقال عند استقباله كير “من المؤسف اضطرارك لاختصار زيارتك إلى الصين بسبب قضايا داخلية”.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن رئيس جنوب السودان ألغى زيارة مرتقبة إلى شنغهاي.
كما ذكرت وسائل إعلام حكومية صينية إن رئيس جنوب السودان سلفا كير اجتمع أمس الأول في بكين مع رئيس شركة النفط الوطنية الصينية، وأكبر شركة نفط في الصين لها استثمارات في السودان والجنوب.
وعرض التلفزيون الصيني صوراً تظهر كير يجري محادثات مع جيانغ جيمين رئيس الشركة، وهو يوقع على مذكرة من دون أن تورد معلومات إضافية.
وراجت اشاعات في جوبا عن ان سلفا كثر قد قطع زيارته بسبب احتجاجات داخل الجيش الشعبي ومنظمات المجتمع المدني على سحب القوات من هجليج.
وقال وزير الاعلام الجنوبي في تصريحات ادلي بها صباح اليوم ان الانسحاب كان قرارا تكتيكيا لكسب ثقة المجتمع الدولي. ونفى الوزير تفيا قاطعا وجود محاولة انقلابية في جوبا مثل ما روجت له بعض اجهزة الاعلام السودانية والعالمية.
وكانت تقارير اخبارية قد افادت بان سلفا كير قرر قطع زيارته بعد رفض الصين الموفقة على تمويل خط انابيب جديد لتصدير النفط عبر كينيا، وأفادت بان الصين لا ترى فائدة اقتصادية في بناء مثل هذا الخط.
وكان السودان والجنوب قد فشلا في التوصل إلى اتفاق حول رسوم النفط واوقفت جوبا انتاج النفط بعد قيام السودان باستقطاع جزء من صادرات جوبا التفطية لتغطية هذه الرسوم.