السودان يبدي استعداده لمحادثات أمنية مع جنوب السودان

الخرطوم 25 ابريل 2012 — اعلنت الحكومة السودانية أمس عن استعدادها لإجراء محادثات مع جنوب السودان حول القضايا الامنية للحيلولة دون قيام حرب شاملة بين البلدين، وذلك بعد اشتباكات جيوش البلدين في معارك في مواقع مختلفة على الحدود بين البلدين بعد احتلال هجليج في 10 ابريل الماضي.

وكانت الخرطوم قد اعلنت بعد احتلال هجليج ايقاف المحادثات حول المسائل العالقة وصرح الرئيس البشير بان حكومة جوبا لا تفهم إلا لغة البنادق وتعهد لأول مرة بإسقاطها عن طريق السلاح.

وفي اديس ابابا أعلن وزير الخارجية السوداني على علي أحمد كرتي عن استعداد بلاده للدخول في محادثات لمعالجة المسائل الامنية بين البلدين في اشارة منه إلى ضرورة موافقة جوبا على ايقاف دعمها للحركات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور التي تتهم جنوب السودان بمساعدتها.

وقال الوزير للصحفيين بعد الاجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي الذي حث الجانبين على العودة للمفاوضات : “أنا مستعد الآن للحديث لكن بشأن القضايا الأمنية “.

وأضاف: “أنا مستعد لمنح الأولوية لقضايا الأمن والسلام. هل هذا غير مقبول في العالم. أعتقد أن هذا في غاية الأهمية”.

وكان كرتي خاطب أمس اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي باديس ابابا ، مشيرا الى ان خطابه استعرض اعتداء دولة الجنوب على هجليج والخسائر الت نجمت في الارواح والممتلكات والنفط ،واكد ان التدمير كان ممنهج واستهدف وحدات المعالجة والبنية التحتية ،وطالب الوزير في خطابه الاتحاد الافريقي بتكوين لجنة لتقصي الحقائق وحصر الخسائر .

وتواصلت المناشدات الدولية للخرطوم بإيقاف القصف الجوي داخل الاراضي الجنوبية الذي قامت به طائرات السودانية في ولاية الوحدة الاثنين الماضي وادي إلى قتل عدد من المدنين وألحق خسائر فادحة بعدد من المنشأت الحيوية هناك.

و ادان البيت الأبيض الهجمات الجوية وقصف المدفعية السودانية ضد جنوب السودان ودعا المتحدث الرسمي للرئاسة الامريكية جاي كارني أمس الثلاثاء الدولتين إلى وقف القتال فورا ودون شروط والعودة إلى طاولة المفاوضات.

كما طالب مجلس الامن الدولي أمس السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان ووعد بدراسة خطوات اضافية محتملة في الايام المقبلة لمنع تصاعد الاشتباكات بين الجارين الي حرب.

وكان مجلس الامن قد ناقش الاسبوع الماضي فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان في حالة رفضهما ايقاف القتال.

وأبلغ السفير البريطاني مارك ليال جرانت الصحفيين أن مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي “حدد خارطة طريق مفصلة وواضحة جدا وطلب من مجلس الامن دعمها بقرار يستند الي الفصل السابع من الميثاق”.