البشير يعلن الحرب “لتأديب” دولة جنوب السودان
الخرطوم 20 ابريل 2012 — قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن بلاده ستبعد الجزرة وتستخدم العصا لتأديب قادة حكومة جنوب السودان، مهدداً بأن جيشه سيلف الأفعى في عنقها، وسيكون العدو الأول لجوبا بعد أن “ارتضت صحبة الصهاينة وعملاء الغرب.”
وتعهد البشير في احتفال النفرة الكبرى بالأبيض، شمال كردفان، أمس الخميس بإعادة معركة شيكان ثانية بخوض المعركة فى هجليج التي يسيطر عليها جيش جنوب السودان منذ الأسبوع الماضي، مؤكداً أن الخرطوم لن تفرِّط في شبر من السودان، وأنها ستحمي أراضيها من الجيش الشعبي الذي وصفه “بالخونة والمرتزقة.”
وقال البشير مرتدياً زيه العسكري: “إننا درَّسنا قيادة الجنوب كثيراً لكنهم لم يعوا الدرس، حدثناهم عن أهمية الوحدة ولم يفهموا، وعرَّفناهم بأهمية السلام ولم يكترثوا”، وأضاف: “أمسكناهم حبل الوحدة فشدوه وانقطع قتلقف الشمال الأفعى.”
لكن البشير هدد بأن هذه الأفعى سيلفها الشمال في عنق الجنوب، وأكد أن الأخيرة سعت لمغازلة إسرائيل ودول الغرب خوفاً من أن تفتح جبهة عداء مع هؤلاء، قائلاً: “سنكون العدو الأول لها وسنعمل على تأديبها وسنلقنها درساً لن تنساه”
وسخر البشير من تصرفات قادة الجنوب، مؤكداً أنهم نحروا دولة جنوب السودان وجحدوا النعمة التي قدمناها لهم، مضيفاً نحن سلمناهم دولة كاملة الدسم ولم يتمكنوا من الحفاظ عليها، وتابع: “الحيوان والبليد مهما كان مستوى ما وصل اليه ما بشيل السكين يقطع رقبتو براه”.
وأكد بأن أجواء الحرب تعيدهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقال ان مثل هذه المواقف نحتاجها حتى نتذكر الشهداء ونشم عبق الجنة، مؤكداً استعداد جيشه لخوض معركة ضروس مع الجنوب.
وأعلن البشير الحرب على جنوب السودان، مخاطباً حشداً في العاصمة الخرطوم، وتعهد بإسقاط حكومة الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جوبا، بينما تتصاعد المواجهات العسكرية على الحدود بين الدولتين. و اعرب عن اعتقاده ان امريكا و مجلس الامن لن يفرضو عقوبات على جوبا وقال مخاطبا المحتشدين “تعاقبوهم انتو”
هذا فيما أعربت حكومة الولايات المتحدة الامريكية يوم أمس الأول الأربعاء عن قلقها بشأن حدة الخطاب السياسي بين الدولتين. وقال المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر: “بوضوح، إن السبب في تصعيد العنف على مدار الأسابيع القليلة الماضية هو الخطاب السياسي المثار بهذا الشأن، ونحن قلقون للغاية”.
وقال تونر إن جهود واشنطون مستمرة لمساندة عملية الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، مشيراً الى زيارة المبعوث الامريكي الخاص للسودان برنستون ليمان يوم الإثنين لجوبا عاصمة جنوب السودان و لقاءه مع الرئيس سلفاكير ميارديت.
وجدد تونر دعوة الولايات المتحدة “للوقف الفوري وغير المشروط للعنف” من جانب كلا الطرفين.
وقال “إن هذا يعني أننا نريد أن نرى انسحاباً فورياً للقوات الجنوبية السودانية من هجليج، ونريد أن نرى نهاية فورية لكل عمليات القصف الجوي من جانب القوات المسلحة السودانية في جنوب السودان”.
ويسيطر جيش جنوب السودان منذ الثلاثاء الماضي على منطقة هجليج الغنية بالنفط و التي تجادل جوبا بتبعيتها لجنوب السودان رغم وقوعها على الجانب الشمالي بحسب حدود 1956 بين البلدين