البشير يؤكد رفض التفاوض مع الجنوب قبل انسحابه من هجليج
الخرطوم 16 ابريل 2012 — اعلن الرئيس السودانى عمر البشير ان بلاده لن تتفاوض مع دولة الجنوب ما لم تسحب قواتها من منطقة هجليج مؤكدا ان السودان يحتفظ بحق الرد كيفما شاء وبالطرق التي تعيد له اراضيه وتحافظ علي سيادته وأمنه واستقراره.
واجتمع البشير امس الى وزير الخارجية المصرى محمد عمرو كامل الذى سلمه رسالة من المشير محمد حسين طنطاوى ونوه الرئيس الى ان الإدانات الدولية والإقليمية لم تثن دولة جنوب السودان عن الاصرار علي مواصلة الاعتداء.
ورحب البشير بحرص مصر على بسط امن واستقرار المنطقة ، مشيرا الي ان السودان ظل يسعي للسلام وفي سبيل ذلك اقتطع جزء من أراضيه و فقد موارد طبيعية من اجل التعايش السلمي بالمنطقة.
ودعا وزير الخارجية المصرى فى تصريحات صحفية بالخرطوم امس جوبا الى السحب الفورى وغير المشروط لقواتها من المنطقة ، متعهدا بسعى بلاده للعب دور ايجابي لانهاء الازمة ،و تهدئة الأوضاع بين السودان ودولة جنوب السودان والتوصل الي حل.
وقال عقب لقاءه البشير وعدد من المسئولين في الحكومة السودانية بان رحلته استكشافية لمعرفة ما يمكن ان تقوم به مصر وبدء عملية حوار سلمي بين الدولتين ،منوها الى عزمه التوجه اليوم صوب جوبا في ذات المهمة والالتقاء بالرئيس سلفاكير .
واضاف إن ” مصر مستعدة للقيام باي دور ،معربا عن امله بان تكون لهذه الوساطة فائدة في التوصل لاتفاق يصون الحقوق ويحقن الدماء .وقطع الوزير المصري بانه لايحمل مبادرة ،وقال ” من المبكر ان نقول بان هناك مبادرة ، اتينا الي الاستماع ومعرفة الاراء وبعد ذلك سنحاول بلورة بعض المقترحات التي تساعد في الحل ونضعها موضع التطبيق ” .
وأشار الى ان الدور الذي تقوم به مصر مكملا لجهود الاتحاد الافريقي .واكد استعداد مصر للتعاون مع أي طرف لانهاء الازمة .
وكان رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير قد اصدر بيانا ابدى فيه استعداده لمقايلة البشير والتفاوض معه حول المسائل العالقة ومعالجة الوضع في ابيي والهجليج. وقال ان بلاده مستعدة لسحب قواتها من الهجليج حتى يتم حسم الخلاف حولها عن طريق التفاوض شريطة ان يتم نشر قوات دولية هناك.
ويرى المراقبون ان جوبا بهذا الاعلان تريد ادارج الهجليج في طاولة المفاوضات بين البلدين ومقايضتها بابيي التي يجب ان يتم فيها استفتاء اختلف الطرفان حول شروط قيامه.
وتوالت الادانات من المنظمات الدولية والاقليمية لاعتداء دولة الجنوب على منطقة هجليج واعربت فرنسا عن قلقها لتصاعد العنف بين البلدين ، ودعت الخارجية الفرنسية على لسان ناطقها الرسمى الطرفين بالإنسحاب الفورى من داخل حدود كل جانب ومعالجة الخلاف عبر التفاوض فيما طالبت الخارجية الروسية طرفى النزاع الإلتزام بإتفاقية السلام وقرارات مجلس الأمن، ونوهت فى بيان امس الاول الى أن العلاقات توترت بسبب إستمرار العمليات العسكرية بعد إحتلال قوات دولة جنوب السودان لمنطقة هجليج والتى تعود للسودان حسب قرار لجنة التحكيم فى لاهاى.
واعربت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان صدر قبل يومين عن القلق لتصاعد التوتر بين البلدين، وشددت على الوقف الفورى لأعمال العنف وإحترام وحدة اراضى الدولتين وإستئناف المفاوضات برعاية الإتحاد الافريقى بأسرع ما يمكن.