Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس السوداني : الامور عادت الى نصابها فى الحدود مع الجنوب

الخرطوم 30 مارس 2012 — انهى الرئيس السوداني عمر البشير مساء امس مشاركته في القمة العربية التي عقدت ببغداد وعاد الى الخرطوم بعد ان القى خطاباً أمام القمة أكد فيه أن بلاده كانت تسير وفق رؤية استراتيجية لتعاون وثيق وعلاقات حسن جوار مع دولة الجنوب.

وقال بيان رئاسي عراقي صدر في بغداد بعد لقاء ثنائي جمع طالباني والبشير، أن طالباني “ثمن حضور الرئيس البشير شخصياً لترؤس وفد بلاده إلى القمة العربية”، مؤكداً أن حضوره “سيشكل إسهاماً فاعلاً في إنجاح قمة بغداد من جهة، ودافعاً لتعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق وجمهورية السودان من جهة أخرى”.

واتهم البشير خلال مخاطبته افتتاح القمة العربية من اعتبرهم أصحاب الأجندة الأجنبية والمؤامرات المستمرة بوضع العوائق أمام مسيرة السلام ويحيكون المؤامرات سعياً لتمزيق السودان.

وأضاف: “هؤلاء يدفعون حكومة جنوب السودان للاعتداء على حدودنا ويعملون على تأجيج التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق على حدود الدولتين.وقال إن بلاده أفشلت اعتداءات الدولة وأن الأمور عادت إلى نصابها على الشريط الحدودي بين البلدين، مشيراً إلى سعي حكومته بعزيمة صادقة في مراعاة مصلحة الشعبين في العيش بسلام. وشدد البشير على عزم السودان تحقيق السلام والمضي قدماً في إيجاد تسوية سلمية للقضايا العالقة عبر التفاهم مع الجنوب.

وقال إن بلاده تسعى وبإرادة أكيدة في تحقيق السلام وعدم العودة إلى الحرب، وأضاف: “قناعتنا ظلت راسخة في تحقيق السلام وأن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، وهذا ما كان دافعاً لنا لتوقيع اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء الذي أفضى بقيام دولة جديدة”.

وأكد احترام السودان خيار الجنوب في الانفصال وبادر بالاعتراف بدولة الجنوب تحقيقاً والتزاماً بالمواثيق.

وبخصوص الصراع في إقليم دارفور شدد البشير على المضي في تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام في الإقليم لتحقيق التنمية والاستقرار.وقال إن السودان خطى خطوات كبيرة في تنفيذ اتفاق السلام في الإقليم من أجل إرساء السلام والتنمية في الإقليم. وتابع البشير قائلاً: “شرعنا في تطبيق بنود الاتفاقية وشهدت دارفور خطوات واسعة نحو تثبيت الاستقرار انعكست بعودة النازحين واللاجئين لمواطنهم ليساهموا في بناء السلام والتنمية”.

وكان البشير قد وصل إلى بغداد بعد نشر تقارير صحفية عن عزم العراق اعتقاله وتسليمهه إلى المحكمة الجنائية الدولية عن طريق البوليس الدولي (انتربول) الامر الذي ازعج القيادة العراقية التي نددت بوكالة الانباء العراقية التي نشرت هذا الخبر وأكدت العراق على ترحيبها بالبشير.

ودعا البشير للوقوف الى جانب العراق الذي يتوجه لبناء العراق الحضاري ومساعدته للعودة الى موقعه الطبيعي في العمل العربي الموحد.واضاف “نتابع عن كثب الاوضاع المأساوية في سوريا ونعمل مع العرب باطار المبادرة العربية لتوحيد مساعينا للوصول الى حل سلمي عبر مبادرة تجنب سوريا التدخل الاجنبي ويحفظ وحدتها وسلامة ابنائها”.

واشار الى ان “الظرف الدقيق الذي يمر به العالم العربي يحتم علينا تنفيذ برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي لتحقيق طموحات شعوبنا”.ولفت الى ان “السودان تقف الى جانب المساعي العربية للوصول الى منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل”،واضاف “ان امتلاك اسرائيل للسلاح النووي تحت ذريعة انه يمثل ضمانة لامنها هو دعوة للدول الاخرى بتبني نفس المنطق”. وشدد البشير على ضرورة فتح افاق جديدة للتبادل الاقتصادي بين الدول العربية والاعداد الجيد لعقد قمة التوعية الاقتصادية والاجتماعية في الرياض 2013.، واكد ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، مجددا موقف السودان في حق الشعب الفلسطيني بازالة الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، داعيا “للوقوف ضد محاولات الصهاينة بتهويد القدس”،مدينا “مجزرة اسرائيل في غزة ونصرة الشعب الاعزل في غزة ضد الحصار وندعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الامم المتحدة”.واشار الى ان “القضية الصومالية تستحق ان نفرد لها حيزا كبيرا لرفع المعاناة عن الشعب الصومالي”.

واكدت القمة الثالثة والعشرون لجامعة الدول العربية التي أنهت أعمالها الخميس في العاصمة العراقية بغداد التضامن مع السودان في مواجهة ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره، مؤكدة أن الخرطوم أوفت بمستحقات اتفاقية السلام مع الجنوب.

وحث البيان الختامي للقمة الدول الأعضاء ومؤسسات العمل العربي على تكثيف جهودها المادية والفنية لدعم الاقتصاد السوداني في مواجهة تداعيات انفصال الجنوب ومعالجة ديون البلاد الخارجية بشكل ثنائي أو في إطار المبادرات الدولية الهادفة إلى معالجتها مما يساهم في إسراع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وطلب البيان من الدول الأعضاء العمل مع السودان لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه والتأكيد على ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة المتعلقة بدعم السودان والترحيب بما تم تنفيذه في إطار إنفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور.

وأكد الزعماء العرب على ضرورة الحل السلمي للأزمة في سوريا التي تشهد انتفاضة دامية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ عام.
وجمدت الجامعة العربية العام الماضي عضوية سوريا ضمن جهود الضغط على الأسد لوضع حد لإراقة الدماء.

وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني في الجلسة الافتتاحية التي نقلت تلفزيونياً على الهواء مباشرة إن “غياب سوريا لا يقلل من أهمية هذا البلد الشقيق”.

وأعرب بدوره عن القلق حيال “أعمال العنف وسفك الدماء”، ودعا لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي عنان”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.