Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المعارضة السودانية تدعو لاجتماع مفصلى والمهدى يلاحقها بالهجمات

الخرطوم 18 مارس 2012 — تأزمت الاوضاع داخل تحالف المعارضة السودانى فى اعقاب عودة التوتر بين قياداته وتوجيه زعيم حزب الامة الصادق المهدى انتقادات جديدة لحلفائه كما لم تسلم الحكومة من سهامه الناقدة. ومن جانبه اعلن التحالف عن اجتماع حاسم على مستوى الرؤساء اواخر الشهر الجارى لإنهاء الجدل الحالى وسط توقعات بمفاصلة كاملة بين قوى المعارضة وحزب الامة القومى.

فاروق ابوعيسى رئيس قوى الاجماع الوطني
فاروق ابوعيسى رئيس قوى الاجماع الوطني
وطالب المهدى قوى الإجماع الوطني بإغلاق باب التصريحات التي من شأنها جعل المعارضة أضحوكة ونفى بشدة ما يشاع عن لهثه وراء رئاسة المعارضة. وقال امام مؤتمر لطلاب حزبه يوم الجمعة 16 مارس “كل هذا كلام فارغ.. نطلب فقط ان نصبح فاعلين”.

وتابع بالقول “حينما يصرح أحدنا (من قادة المعارضة) باسمنا ويقول نحن نستطيع إسقاط هذه الحكومة في 24 ساعة أو 48 ساعة فإنكم تضحكون الناس علينا، ونحن والله لا نريد أن نكون أضحوكة.. نريد هيكلا يتخذ القرارات واتفاق على ما نريد عمله في السودان، وأن نبرئ أنفسنا من أي عمل مسلح، ونعمل على تحقيق أهدافنا بالجهاد المدني هذا هو الكلام الذي قلناه لهم”.

واسترسل بالقول ان حديثه م ينطوي على آي تطلع لرئاسة حزب الامة لهذا التحالف “ولكن هؤلاء الناس بعضهم ذهنيته شمولية يعتقد أني أريد أن أصير رئيسا” وتساءل “أبقى رئيس شنو؟”.

واكد المهدي ان حزبه لن يقاطع المعارضة وينوى الاستمرار فى الكلام معهم لعلهم يهتدون إلى خطة مشتركة لعمل فعال – حسب تعبيره.

واتهمت مصادر معارضة المهدي بالرغبة في الاطاحة برئيس التحالف المعارض الحالي فاروق ابوعيسي الذي يعتبر شخصية وطنية مستقلة إلا انه لا يتبنى دوما اطروحاته كما انه كان قياديا في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في التسعينات ولم يكن من الحلفاء المقربين للصادق حينها.

وشن نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد هجوما لاذعا على المهدي، قاطعا بأن حزب الأمة لم يعد من بين القوى السياسية المنضوية تحت مسمى قوى الإجماع الوطني، لافتا إلى أن مشاركة نجل المهدي عبدالرحمن في الحكومة ترك الظلال بأن حزب الامة له صلات بالنظام، وأكد أحمد في حوار مع (السوداني) ، تمسك قوى الإجماع برئيسه فاروق أبوعيسى وأردف “لن نقيله من منصبه”، وقال كانت هنالك حساسية بينه وحزب الأمة وانتهت الآن بخروج الأخير عن التحالف.

واكد حسن احمد سعي المهدي لرئاسة التحالف، مشيراً إلى ما قاله بـ”إن إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية غير عملي وأن العمل المسلح لن يزيل النظام وأنه فقط يريد الضغط عليه لتغييره”، مبيناً أن بعض الأجنحة داخل حزب الأمة تريد المشاركة في الحكومة، وأضاف “قوى التحالف مشتتة وتوجد بها العديد من التيارات المختلفة على كيفية إسقاط النظام” مبينا أن وحدة الهدف تجمعهم.

ونقلت تقارير صحفية فى الخرطوم ترتيب المعارضة لاجتماع مفصلى فى الحادى والثلاثين من مارس الجارى لبحث قضايا من شانها تحديد اتجاه التحالف خلال المرحلة المقبلة ، وسط توقعات بمقاطعة حزب الامة للاجتماع الملتئم على مستوى الرؤساء .

واكد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي القيادى فى التحالف كمال عمر عبد السلام تسلم حزب الامة للأجندة والأوراق ذات الصلة بالاجتماع الذى وصفه بالحاسم وقال ان حزب الامة وبرغم المراشقات والتصعيد الاخير فى وجه حلفائه لم يؤكد غيابه وشارك ممثلوه فى كل التحضيرات الاخيرة، وشدد عمر على ان الاجتماع المرتقب سيكون الاخير قبل اجازة مشروعا للهيكلة وأوراق تتصل بالميثاق السياسى والاعلان الدستورى الذى يحكم الفترة الانتقالية لمرحلة ما بعد اسقاط النظام ، وتوقع عدم ادخال تعديلات جوهرية على هيكلة التحالف او تغيير اسمه منوها الى اجماع كامل وسط القوى المعارضة على بقاء ذات الاسم والتقسيمات الرئيسية مع تبديل طفيف فى المكاتب ينتظر ان تناقش فى الاجتماع المنتظر .

ولم يستبعد الصادق المهدي، قيام انتفاضة شعبية ،او تحرك الحركة الثورية المسلحة في السودان،لكنه حذر من ان الطريقين سيؤديان الى انقسامات وسفك دماء،ورأى ان الانسب لازالة النظام هو الجهاد المدني الذي يتبناه حزبه.

ورأى المهدي ان الحركة الثورية يمكنها التحرك والضرب والايداء للحرب واضاف ” لهذا نحن نتحدث عن إجراء استباقي لهذه الاشياء بالدعوة الى الأجندة الوطنية كوسيلة من وسائل تحقيق التغيير مع حقن الدماء”. معلنا عن انشاء ثلاثة مراصد قومية لحقوق الانسان والفساد، وثالث لما يحدث في مناطق النزاعات حالياً، وقال ان استشراء الفساد لا يحتاج لدليل ولا لـ”درس عصر”.

ورغم تأكيده ان حزبه لن يقطع التفاوض مع المؤتمر الوطني الحاكم ،شدد المهدي على استحالة الدخول معه في مستنقعه واضاف ” نتكلم معه لنقنعه بعمل استباقي لأن الجاي جاي، إذا لم يحصل العمل الاستباقي».

وقال كمال عمر ان المعارضة متفقة كليا على العمل لاسقاط النظام فى المرحلة المقبلة بعدد حسم الجدل الحالى والملاسنات التى تثبط همة المعارضة بوصفها بالهلامية وعديمة الجدوى ، ومضى الى تاكيد العزم على انهاء كافة اشكال السجال الدائر حاليا ليختار كل حزب طريقه بالبقاء فى التحالف او مغادرته واضاف “الاجتماع القادم سيكون مهما لحفظ معادلة المعارضة ”

وبشان تحذيرات الصادق المهدى من تجاوز حزبه فى العمل المعارض باعتباره الاكبر وزنا قال عمر ان الاحجام والاوزان داخل التحالف تقاس بالمواقف ليس الا ، وشدد على اتفاق كل القوى المنضوية داخل التحالف على اسقاط النظام وزاد بقوله” الجميع مستعد لدفع فاتورة التغيير ”

وقال مصدر ماذون فى التحالف ان حزب الامة يشعر بضعف موقفه داخل التحالف بعد رفض كل مقترحات التى دفع بها لاعادة الهيكلة وشدد على ان كل الاحزب مجمعة على استمرار رئاسة فاروق ابوعيسى للهيئة.

الى ذلك قال المهدي إن وجود نجله عبد الرحمن في السلطة لا يغير من موقف الحزب نحو تغيير نظام الحكم، وأضاف أن هناك معارضة عريضة للنظام تشمل معارضين من داخل الحزب الحاكم والنقابات الفئوية وقطاعات عريضة من المجتمع، يجب على الحكومة ان تلتفت لها لا ان تنشغل بمعارضة ناس الـ (24 ساعة) لجهة انهم ليسوا معارضة، وزاد بأن الحكومة محاصرة شعبيا بدافع أشواق الناس للديمقراطية والحرية والعدالة.

وتابع بأن حزبه يتعرض لهجوم متصل لانه ” صاحب اللسان” وشدد على ضرورة قيام نظام مدني بمرجعية إسلامية تحقق العدالة الاجتماعية وتنهض بالبلاد. وطالب بمراجعة تجربتي مايو والإنقاذ في تطبيقات الشريعة الإسلامية، ووصف محاولة الاصلاح التي يقودها الوطني بتشكيلة للحكومة العريضة بالتلفيق، وأردف: (عاوز يمشطها بقملتها)، ودعا المهدي المؤتمر الوطني إلى إجراء ترتيبات استباقية تحقق التغيير دون إراقة دماء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *