السودان وجنوب السودان يوقعان على اتفاقية عدم اعتداء
الخرطوم 11 فبراير 2012 — أعلنت الوساطة الأفريقية عن توقيع السودان وجنوب السودان لاتفاقية أمنية تنص على عدم اعتداء كل منها على الأخر بعد زيادة حدة التوتر وتبادل الاتهامات بين البلدين اثر فشل المحادثات في التوصل لاتفاق حول النفط.
وقال رئيس الآلية الأفريقية تابو أمبيكي ان الاتفاق يلزم كل منهما باحترام سيادة وسلامة أراضي الطرف الآخر، والامتناع عن شن أي هجوم، بما في ذلك عمليات القصف الجوية أو البرية. وأضاف انه ينص على تشكيل جهاز مراقبة لاحترام تنفيذ الاتفاق للتحقيق في اى اختراق يحصل من أحد الجانبين.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد صرح الأسبوع الماضي بان احتمالية حدوث نزاع مسلح مع جنوب السودان خاصة وأن جوبا متهمة بإيواء ودعم الحركة الشعبية في الشمال التي تربطها بها علاقات تاريخية والحركات المسلحة في دارفور.
ومن جانبه توعد رئيس جنوب السودان سلفا كير بحشد قواته على الحدود لملاقاة القوات السودانية للدفاع عن بلاده ووصف الرئيس البشير بمجرم الحرب الفار من العدالة الدولية.
وتهدف الاتفاقية التي وقع عليها مدراء جهازي الأمن في البلدين إلى تبديد المخاوف من قيام نزاع مسلح وخلق الأجواء الكفيلة بالتوصل إلى اتفاق حول المسائل العالقة والخاصة بالنفط وترسيم الحدود والتجارة الحدودية.
وكثفت حكومة جنوب السودان مساعيها مؤخرا لإنشاء خط بديل يكفل لها تصدير إنتاجها النفطي عبر كينيا او جيبوتي أو ارتريا. إلا أن ذلك لا يمنع من ضرورة التوصل لاتفاق مع السودان حيث ان النفط هو المصدر الوحيد للعملة للدولة الناشئة وليس لديها من الأموال ما يكفل لها إدارة جهاز الدولة وتسيير دفة الحياة حتى بناء خط الأنابيب الجديد.
ويرى المراقبون ان هذا الاتفاق ليس بعلاج ناجع للوضع المتأزم بين البلدين خاصة وان نقاط الخلاف كثيرة ومتشعبة. فنهاك أبيي و20 في المائة من الحدود مازال متنازع عليه ويدعي كل منهما سيادته عليه. كما ان هناك مشكلة ديون السودان الخارجية التي ترفض جوبا تحمل جزء منها.
ودعت منظمة قلوبال ويتنس المجتمع الدولي التحرك لإيقاف التصعيد بين السودان وجنوب السودان. وناشدت الاتحاد الأفريقي والصين والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بشكل خاص التحرك دبلوماسيا للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وكانت دول الترويكا قد دعمت مساعي الصين التي رفضتها جوبا.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من تأزم الأوضاع بين البلدين وأضاف “الوضع معقد وخطير على نحو متزايد”. وقال بان كي – مون “إنني أيضا أشعر بقلق بالغ إزاء عدم إحراز تقدم في المفاوضات حول قضايا ما بعد الاستقلال.”، مضيفا أن “القرارات أحادية الجانب التي اتخذتها الحكومتان حول الخلاف النفطي وخطابهما المتزايد عداء قد تؤدي إلى تصعيد عسكري بسهولة”.
وصادرت الخرطوم ما لا يقل على 1,7 ملايين برميل نفط من خام جنوب السودان منذ إعلانها في نوفمبر انها ستقتطع 23% من صادرات الجنوب التي تمر عبر أراضيها. ووصفت جوبا ذلك بانه “سرقة” وأعلنت عن الرد بتعليق إنتاجها النفطي إلى اجل غير مسمى.
ونال جنوب السودان بعد استقلاله ثلاثة أرباع إنتاج السودان الذي قدر بحوالي 470 ألف برميل في اليوم قبل الانفصال.وتشهد الخرطوم تضخما كبيرا نتيجة لشح موارد الدخل القومي وارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني. ويتوقع ان يواجه الجنوب أيضا انخفاض قيمة عملته المحلية في حالة استمرار إيقاف ضخ النفط لمدة طويلة.