سلفاكير يعلن استعداد الجنوب لمنازلة السودان في حرب جديدة بين البلدين
جوبا 7 فبراير 2012 — وجه رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت انتقادات عنيفة لحكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم وأعلن فيها استعداده للحرب وملاقاته للجيش السوداني في الحدود قبل الوصول لجوبا.
وتشكل هذه التصريحات تصعيدا جديدا في الحرب الكلامية والتراشق بالاتهامات منذ فشل المحادثات بين البلدين حول النفط في أديس أبابا الأسبوع الماضي . كما أنها تأتي بعد تصريحات للرئيس عمر البشير قال فيها ان احتمال حدوث حرب بين البلدين أصبح واردا واتهم جوبا بالنكوص عن التزاماتها السابقة والعمل على تغيير النظام عن طريق دعم التمرد.
وقال سلفا كير في تصريحات امام مجندي الجيش الشعبي في قاعدة بلفام العسكرية في جوبا أمس الاثنين ان بلاده تتعامل مع تلك التصريحات بجدية. وأضاف “لو البشير داير يشاكلنا في جوبا نحن حنلاقيهو في جودة” وهي نقطة حدودية تقع بين ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل.
كشف كير عن انه استدعى عقب تلك التصريحات السفراء الأجانب في جوبا بمن فيهم سفير السودان ، مستغربا ما قال أنها دعاية يبثها البشير بان دولا خارجية تؤلب الجنوب على السودان وتساءل “ألا نملك عقلا .. من الذي كان يقود العمليات الحربية ضدهم .. كنا نحن بأنفسنا .” ودمغ الخرطوم بأنها تمارس تحقيرا بالجنوب لكن الأخير طبقا لسلفاكير بات يكتشف كل ألاعيبهم ،
وقطع سلفاكير بأنه لن يتردد فى إرسال أبنائه الأربعة لخوض الحرب حال اندلاعها ، قائلا ان البشير يسعى لتقتيل أبناء الشعب السوداني، وأضاف “نحن أكثر ناس بنحب الشماليين في دارفور والنوبة والبجة وناس الشمال الفوق كلهم أصحابنا .. لكن هو بكره جنوبيين ”
وحث سلفاكير أفراد الجيش الشعبي على عدم التحرش او الاعتداء على الشماليين المتواجدين في الجنوب قائلا ” واى زول شمالي جاءنا هنا شارد من الحرب ولا من بشير ما تسألوه .. كلامي دا تسمعوا كويس ما اسمع انو في زول فيكم عمل مشكله مع الشماليين القاعدين في جوبا .. لأنهم ذاتهم زهجانين من البشير ونحن مشكلتنا مع البشير وشلة الحرامية اللي معاه ديل “.
ودعا الرئيس الجنوبي نظيره السوداني إلى تسوية أزمة جنوب كردفان مع القائد عبدالعزيز الحلو وعلق قائلا ان البشير يعوزه التفكير السليم فقبل ان يحل مشاكله الأخرى (ويعني هنا النزاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور) يفكر في إدارة الحرب مع الجنوب مرة أخرى.
ووصف سلفاكير البشير بأنه مجرم مطلوب لدى العدالة الدولية وحثه على مواجهة مشكلته مع المحكمة الجنائية الدولية ونصحه بالتوجه إلى مقرها لاهاي قائلا أن السجن هناك جيد وأردف “مفروض يطلع من السخانة دي ويمشى البلد البارد ده.”
وجدد الرئيس الجنوبي التمسك بإغلاق أبار النفط وكشف عن قيادته اتصالات مع رؤساء دول شرق أفريقيا فى أعقاب اتخاذ البرلمان السودانى قرارا باستقطاع رسوم العبور من النفط الجنوبي عينا وأضاف ” طلبت منهم إثناءه عن هذه الخطوة لكن البشير نفذ ما أراد فاضطررنا لاتخاذ القرار بإغلاق الآبار لأننا دولة ذات سيادة ويستلزم علينا الحفاظ على ثروتنا”.
وأعلن سلفاكير امس نيته مقاضاة حكومة السودان وشركات البترول التى تعاملت معها واتهمها بخداع الجنوب طوال السنوات الماضية بالغش فى كميات البترول المنتج من الحقول وقال بعد بداية إيقاف ضخ النفط “اكتشفنا عدد من الآبار لم تكن مسجله في السجلات التي معنا”.
وعن المحادثات التي جرت في أثيوبيا الأسبوع الماضي بشان تسوية ملف النفط مع الخرطوم قال سلفاكير انه عند وصوله اديس ابابا طلب منه الدخول الى غرفة الرؤساء وأضاف ” عندما دخلت وجدت البشير يطلق نكات وتحدثت معه بروح طيبة وبعد قليل جلبوا الوثيقة لكن أبلغتهم بان المقترحات الواردة فيها متروكة لرئاسة الوفدين باقان وإدريس عبد القادر وخرجت بعدها )
ومن المفترض ان يستأنف وفدا البلدين المحادثات الأسبوع القادم في العاصمة الأثيوبية.
ويتفق المحللون على ان التوتر الحالي هو نتاج طبيعي لفشل الطرفين في حسم ملفات ما بعد الاستقلال والتي ظلت عالقة منذ الفترة الانتقالية ولا يتوقع لها أن تشهد حلا في القريب العاجل.
وأكد أكثر من مصدر غربي على ان استقرار البلدين يتقضي تعاونهما وقيام تبادل تجاري بينهما وان استمرار الوضع الحالي من شأنه الزج بالبلدين في حرب جديدة لا تحمد عقباها.