الصليب الأحمر يتدخل للإفراج عن الرهائن الصينيين المحتجزين لدى الحركة قطاع الشمال
الخرطوم 6 فبراير 2012 — كشفت تقارير صحفية ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر شرعت فى قيادة وساطة مارثونية للإفراج عن 29 رهينة صينية تحتجزهم الحركة الشعبية قطاع شمال السودان منذ الأسبوع الماضي وأجرت اتصالات مع عدد من المسؤولين الصينين بصددهم.
ومن جانبها أكدت الحكومة السودانية مقتل أحد العمال الصينين في اشتباك وقع في جنوب كردفان عند محاولة الجيش السوداني تخليص الرهائن وتمكن فعليا من تحرير 13 منهم وصلوا العاصمة السودانية قبل أيام.
وقالت المصادر ان المشاورات قطعت مراحل متقدمة ينتظر ان تؤتى ثمارها خلال الـ 48 ساعة القادمة، وأشارت إلى ان اللجنة بذلت مساع حثيثة لإنهاء محنة الرهائن في أعقاب تلقيها الضوء الأخضر للتوسط في الأزمة، لكن العقبة الوحيدة المتبقية كانت موقع التسليم.
وأكدت المصادر إن الحركة الشعبية رفضت تسليمهم في الخرطوم، بينما اعترضت الحكومة السودانية على استلامهم من جوبا، وتجرى الاتصالات للاتفاق على تسليمهم في بلد ثالث .
وكان والى جنوب كردفان احمد هارون وصف هجمات التمرد على الشركات الصينية العاملة في الطرق بأنها محاولة من الحركة الشعبية للعمل ضد مصالح السكان واعاقة التنمية وزعزعة الاستقرار. وتقول الحركة ان الطريق الذي تبنيه الشركة الصينية ذا علاقة بالعمليات العسكرية في المنطقة وتنوي الخرطوم استعماله في الحرب الدائرة هناك.
وقال متمردو “الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال” في وقت سابق إنهم يبحثون عن سبل لتسليم 29 عاملاً صينياً في الوقت. وقال أرنو تالودي المتحدث باسم المتمردين لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) السبت : “نبحث حالياً عن وسيلة للإفراج عن هؤلاء العمال الصينيين وتحديد موعد لإطلاق سراحهم والطرف الذي سنسلمهم له”.
وكان الناطق باسم الحركة المتمردة في جنوب كردفان أصدر في وقت سابق بيانا قال فيه إن القصف الجوي الحكومي يعيق جهود إجلاء العمال الصينيين المحتجزين لدى الحركة.
وكان الجيش السوداني قد قصف في يومي 1 و2 فبراير مدرسة دينية في مدينة هيبان وحطم مبانيها إلا أنه لم يكن هناك ضحايا بين المواطنين كما قصف منطقة البرام وقتل مدني وجرح اثنان اخران كما ألقى ثماني قنابل في منطـقة كاو نارو أدت إلى قتل مسن عمره 85 عاما وتدمير وحرق أحد المنازل”.
ومن جانبها اصدرت السفارة السودانية في واشنطن بيانا نفت اتهامات وجهتها مندوبة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة سوزان رايس عن قصف القوات المسلحة السودانية للمدرسة.
وقال عماد التهامي القائم بأعمال السفارة السودانية بواشنطون في تصريح لسونا ان السفارة السودانية أصدرت بيانا فندت فيه هذه الادعاءات وان القوات المسلحة لم تقم أصلا بقصف أي موقع بجنوب كردفان وقال ان مصدر المعلومات الامريكية هو منظمة ليس لها دور علي الأرض في ولاية جنوب كردفان .
وأضاف عماد ان وجود بعثة مكونة من مفوضية العون الإنساني برفقة منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة ياتي لتنسيق الجهود في تقديم المساعدة الإنسانية وتقييم الأوضاع علي الأرض وان اي حديث عن الأوضاع قبل إفادات البعثة انما هي معلومات غير موثوق بها .
وتم أسر عمال البناء الصينيين يوم السبت الماضي واحتجزوا رهائن على ما يبدو في خلاف بين السودان والمتمردين الذين تتهمهم حكومة الخرطوم بالتحالف مع دولة جنوب السودان المستقلة حديثاً والغنية بالنفط.
وتمثل هذه القضية ثالثة عملية خطف لصينيين في السودان منذ عام 2004. وتسلط الضوء على الأخطار التي يواجهها التوسع الاقتصادي الصيني في أفريقيا، ولا سيما في نقاط التوتر والتي غالباً ما تتجنبها الشركات الغربية. وتواجه بكين ضغطاً كبيراً لضمان العودة الآمنة للعمال، ودعت الصحف المملوكة للدولة إلى توفير مزيد من الحماية للعمال في الخارج.