السودان يحمل حكومة جوبا مسؤولية آي تخريب لمنشآت النفط
الخرطوم 2 فبراير 2012 — في تطور جديد للتوتر بين البلدين اتهم السودان أمس جنوب السودان بوضع شروط تعجيزية ودعم التمرد في البلاد رغبة منه في تصعيد الضغوط على الحكومة والعمل على تغيير النظام الحاكم. كما حذر من أي اعتداء على خطوط أنابيب النفط.
ويجئ هذا التطور بعد رفض جوبا التوقيع على مشروع اتفاقية اديس ابابا المعدة من الوساطة الأفريقية ومنظمة الإيقاد ومطالبتها بادارج الحدود وأبيي في المفاوضات حول النفط الأمر الذي تعتبره الخرطوم مراوغة وتهرب من حسم الخلاف حول النفط.
وحملت الحكومة السودانية دولة الجنوب مسؤولية استهداف أو تخريب حقول البترول والمنشاَت والبنيات التحتية الخاصة بالنفط في السودان خاصة خط أنابيب شركة النيل الكبرى للبترول ومنشاَت المعالجة التابعة لها في إطار هجوم تشنه الحركة الشعبية أو حركات دارفور الثلاث المتحالفة معها.
وأضاف بيان صادر عن الوفد السوداني المشارك في المفاوضات مع حكومة جنوب السودان “وكما هو معلوم للكافة فان المتمردين فى جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور يتلقون الدعم الكامل من جنوب السودان التي تستقطب و تقيم معسكرات للتدريب لصالح الحركات المتمردة علي أراضيها .”
واتهم الوفد السوداني المشارك في المفاوضات حكومة جنوب السودان بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق حول ملف البترول وقال انها عبر شروطها التعجيزية والدعم الذي تقدمه للتمرد في البلاد فإن جوبا تهدف “لتغيير النظام في الخرطوم من قبل مجموعة في الحركة الشعبية متآمرة مع مجموعات الضغط المتمثلة في اللوبي الصهيوني و اليمين المتطرف في الولايات المتحدة و بعض الدوائر الغربية الأخرى التي تكن العداء للسودان.”
ويعتبر الرفض الأخير لمشروع الاتفاق المعد من الوساطة هو الثالث من نوعه. بعد ان رفضت جوبا في أغسطس 2011 مشروع اتفاق تدفع بموجبه جوبا مبالغ محددة لقاء استخدام البنية التحتية النفطية في السودان كما رفضت في نوفمبر 2011 اتفاق مدته شهران تدفع بموجبه جوبا مبلغ نقدي متفق عليه ريثما يتم التوصل لاتفاق دائم حول النفط.
وكان الرئيس سلفا كير قد خصص كلمته أمام الاتحاد الأفريقي في 31 يناير للدفاع عن موقف بلاده من المفاوضات مع السودان نسبة للضغوط الشديدة التي تعرض لها هو وأعضاء وفده بضرورة حسم ملف النزاع حول النفض مع السودان تخوفا من انهيار المحادثات وتطور الأمر إلى مواجهات عسكرية بين البلدين.
وبرر سلفا كير رفضه للاتفاق الأخير بأنه مبهم ويعطي المال والنفط للسودان . وكان الرئيس الجنوبي قد قال في بداية كلمته ان بلاده الوليدة فقيرة وتحتاج لكل قرش تنتجه.
ويتلخص الاتفاق الأخير في دفع مبلغ أربعة مليار دولار للسودان خلال خمسة سنوات وتخصيص 35 ألف برميل نفط في اليوم للمصافي السودانية.
وأكد الوفد المفاوض أن حكومة السودان ستواصل التفاوض بنية حسنة وإرادة سياسية كاملة لحل كل المشاكل العالقة وإطلاعها بالمسؤولية الكاملة لحماية حقوق جمهورية السودان وشعبه داعية حكومة الجنوب لإعادة النظر في توجهاتها العدائية للسودان.
وكان المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم قد عقد اجتماعا في مساء امس استمع فيه لتقرير من الوفد المشارك حول نتائج الجولة الأخيرة مع حكومة الجنوب الخاصة بالنفط، ولم يكشف عن قرارات هذا الاجتماع.
وينتظر ان تستأنف المحادثات في العاصمة الأثيوبية في يوم 10 فبراير القادم. وقال رئيس الآلية الأفريقية تابو امبيكي ان الرئيسان عمر البشر وسلفا كير سيشاركان في هذا الاجتماع.