Wednesday , 24 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

700 ضابط سوداني يطالبوا بتحسين أوضاع الجيش وإصلاح البلاد

الخرطوم 30 يناير 2012 — تقدم حوالي 700 ضابط بمذكرة للرئيس السوداني عمر البشير ووزير الدفاع عبدالرحيم حسين محذرين من شن حزب ضد الجنوب في الوقت الحالي وطالبوا بتحسين الكفاءات العسكرية للقوات المسلحة ومحاربة الفساد وإجراء إصلاحات السياسية في البلاد.

البشير يتفقد حرس الشرف خلال زيارة لمدينة كادوقلي في اغسطس 2011
البشير يتفقد حرس الشرف خلال زيارة لمدينة كادوقلي في اغسطس 2011
وقالت المصادر المختلفة التي أكدت لسودان تربيون رفع المذكرة ان هذه الخطوة الجريئة تمت بعد قيام رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة السودانية عمر البشير ووزير بعقد لقاءات تنويرية نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة في عدد من الوحدات العسكرية داخل وخارج الخرطوم دعت من خلالها ضباط القوات المسلحة للإعداد الجيد والتحضير لكافة الاحتمالات بما في ذلك احتمال الدخول في حرب مع جنوب السودان.

وتضمنت الرسالة طبقا للمصادر العسكرية ضرورة الالتفات إلى شأن القوات المسلحة التي تواجه جملة من المشاكل التي تخل بأدائها وتمنعها من النهوض بواجباتها وقالت بوجود احتياجات الماسة في مختلف جبهات العمليات العسكرية التي يقوم بها.

وأكد الموقعين على المذكرة الذين في صفوفهم قاتل في الجنوب ودارفور خلال السنوات المنصرمة على ضرورة تحسين الإعدادات والتجهيزات في الجيش لاسيما وان هناك ألان حديث التحضير لحرب جديدة مع الجنوب.

وأكد الضباط في اجتماعات التنوير مع البشير وحسين على ان الأوضاع الحالية للقوات المسلحة لم تمكنها من كسب المعارك في جنوب كردفان والنيل الأزرق التي تخوضها ضد مقاتلي الجيش الشعبي في جبال النوبة وأشاروا إلى الحاجة لمجهود ضخم وكبير خاصة إذا كان الحديث يدور عن مخاطر خارجية على حد تعبير المصدر.

ظل الجيش السوداني في حالة حرب مستمرة ضد فصائل التمرد المسلحة في وعلى الرغم من التوقيع على اتفاقية السلام الدائم مع الحركة الشعبية في عام 2005 استمر القتال في غرب السودان ضد الحركات المسلحة هناك بينما قادت العثرات في تنفيذ اتفاقية السلام والخلاف حول ابيي إلى تعبئة الجيش في مناطق أخرى.

وعلى الرغم من شح الموارد المالية في البلاد بعد انفصال الجنوب، يخوض الجيش معارك في النيل الأزرق وجبال النوبة ضد الحركة الشعبية التي لها روابط تاريخية مع الجنوب في ظروف صعبة خاصة وان الدولة تصرف الكثير من الأموال أيضا على المليشيات المحلية التي يتم تجنيدها.

وطالب الضباط من أصحاب الرتب العالية في رسالتهم القيادة العامة بالتصدي للفساد في القوات المسلحة وفي الحكومة وأعطوا أمثلة كان من ضمنها ان وزير الدفاع أستجلب في بداية العام الماضي أكثر من 200 دبابة دون المواصفات المطلوبة وتعطل معظمها وأرسل بعضها لعدد من دول الجوار لإعادة تأهيلها.

وسبق احتجاج عدد من كبار الضباط في بداية العام الماضي على تلك الصفقة وأدى ذلك إلى إقالة مدير مكتب وزير الدفاع وبعض كبار الضباط من ضمنهم اللواء عبدون واللواء الطيب المصباح .

وشدد الضباط الذين من بينهم من هو معروف بميوله الإسلامية في رسالتهم بحسب المصدر إلى ضرورة الفصل بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والقوات المسلحة حتى لا تتحمل الأخيرة أخطاء الحزب وتصبح عرضة لتقلبات السياسة في السودان كما طالبوا بإجراء إصلاحات عامة في نظام الحكم لان القوات المسلحة تشعر بان الأوضاع الحالية قد تؤدى إلى مخاطر في الأمن القومي.

وقالت المصادر العسكرية ان الحوار والمناخ العام الذي يسود البلاد ولاسيما في أوساط الإسلاميين والمؤتمر الوطني يأخذ طريقة بسرعة وشدة إلى القوات المسلحة ورفض الإدلاء بآي تفاصيل عن شكل المرحلة المقبلة .

وقدمت مجموعات إصلاحية إسلامية مؤخرا مذكرتين تنادين بضرورة توحيد الحركة الإسلامية ومحاربة الفساد في داخل أروقة الدولة وإيقاف الحروب الداخلية عن طريق الحل السياسي.

وفي الوقت الذي تنادي فيه “مذكرة ألاف أخ” بإعادة توحيد الحركة الإسلامية وإصلاح النظام فإن المذكرة الثانية تنادي بقيام نظام مدني يمارس الفصل بين الدين والدنيا وإعادة بناء الحركة الإسلامية بعيدا عن المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.

Leave a Reply

Your email address will not be published.