السودان يبيع نفط الجنوب بأسعار زهيدة في الاسواق العالمية
الخرطوم 28 يناير 2012 — باع السودان أمس كميات من نفط جنوب السودان بسعر يقل بملايين الدولارات من الأسعار العالمية التي تبيع بها جوبا إنتاجها في الأسواق العالمية.
وكان الجنوب قد اتهم السودان بمصادرة نفط تبلغ قيمته 815 مليون دولار وقررت قفل أبار البترول وإيقاف التصدر في الوقت الذي اتفقت فيه مع نيروبي على بناء خط أنابيب لتصدر إنتاجها عبر المواني الكينية.
ويبلغ الفرق بين سعر البرميل في أخر صفقة باعت بها جوبا إنتاجها من (مزيج النيل) والصفقة التي ابرمها السودان حوالي 14 دولارا للبرميل الواحد. وأفادت التقارير بان النفط الجنوبي الذي باعه السودان اتجه إلى سنغافورة.
وقام السودان أيضا بتحميل شحنتين اضافيتين من خام مزيج دار لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانتا بيعتا. وقال تجار ان الخرطوم عرضت هاتين الشحنتين الأسبوع الماضي بخصم على أسعار جنوب السودان الرسمية. وأضافوا ان إحدهما توجهت إلى ميناء الفجيرة بالإمارات.
وكان الجنوب قد هدد بمقاضاة كل من يشتري إنتاجه المعروض من السودان في الأسواق العالمية واتهم السودان بالسرقة. إلا أن الأسعار المغرية التي يعرضها السودان تدفع التجار لغض النظر عن نتائج مثل هذه الملاحقات القانونية.
وبدأ السودان في تعطيل صادرات النفط الجنوبي منذ شهر ديسمبر الماضي عندما فشل الجنوب والشمال في الاتفاق على رسوم الشحن وقالت الخرطوم ان جوبا لا يمكن ان تستمر في تصدري النفط وتتماطل في التوقيع على اتفاق وبالتالي تحرم السودان من عملة صعبة هو في اشد الحاجة إليها.
ويقول المحللون ان الخلافات حول تكلفة نقل النفط تعود جذورها لخلافات اخرى فشل الطرفين في الاتفاق حولها.
ووقال مسؤولون سودانيون انهم لا يمكن ان يستمروا للسماح لجوبا بتصدير النفط وهي في ذات الوقت تدعم المتمردين وتقدم لهم المساعدات لإسقاط النظام مما تكسبه من قيمة النفط المصدر.
وكان رئيس الوفد الجنوبي المفاوض باقان امون يطالب في بداية المحادثات بإعطاء أببي للجنوب أولا ومن بعدها يمكن تلبية مطالب السودان المالية من عائدات النفط.