Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الترابي يتوقع ثورة شعبية في السودان قريبا

الخرطوم 6 يناير 2012 – توقع حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حدوث ثورة شعبية في المستقبل القريب تقود إلى تغيير النظام في السودان واتهم جهاز الأمن بسرقة تقارير حزبية عن الأوضاع بالبلاد ساق عليها اتهاماته للحزب بالتخطيط للإطاحة بالنظام.

حسن الترابي يتحدث في مؤتمره الصحفى في مقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم الخميس 5 يناير 2012 (سودا تربيون)
حسن الترابي يتحدث في مؤتمره الصحفى في مقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم الخميس 5 يناير 2012 (سودا تربيون)
وكان مدير جهاز الأمن السوداني محمد عطا المولي كشف في تنوير لقيادات الأحزاب الحليفة مع الحزب الحاكم مساء الثلاثاء الماضي عن وضع الأجهزة الأمنية يدها على سيناريوهات خطها الترابي كتابة حول طرق إسقاط النظام قال أنها كانت بحوزة مساعده إبراهيم السنوسي الذي اعتقل قبل نحو أسبوعين بعد عودته من رحلة إلى جوبا ونيروبي.

ونفى الترابي في مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس في دار حزبه بالخرطوم اتهامات محمد عطا له التخطيط حزبه للإطاحة بالنظام عبر عدة طرق واتهم جهاز الأمن بسرقة تقارير تنظيمية أعدها الحزب لإبلاغها لقواعده تضمنت سيناريوهات للوضع السياسي في البلاد خلال الفترة المقبلة وقال انها تتحدث عن احتمال حدوث انقلاب عسكري أو ثورة شعبية.

وشدد على إن تلك الاوراق لم تكن سرية ومتداولة وسط كوادر الحزب. وأضاف ان الورقة التي تحدث عنها مسؤول الأمن تتناول الاحتمالات المستقبلية لمصير السودان الحالي هل يبقى النظام كما هو أم انه سيجنح إلى حيل تصالحية؛ هل انه سيقوم بانقلاب عسكري من الداخل ام ان الشعب سيقوم بثورة تنتصر بسرعة ام تبقى أياما قليلة كما حصل فى مصر وتونس او يطول بها العهد كما حدث فى ليبيا.

وقال ان المسؤول الامني تغافل عن الإشارة إلى نص في ذات التقرير تحدث عن ان كل الأحزاب وبحكم تجاربها “كرهت العمل العسكري “. وأوضح ان المعاني الموجودة في تلك الوثائق يعبر عنها شخصه فى لقاءاته العديدة مع الزوار والمناسبات الاجتماعية.

وبرر الترابي الهجوم الشديد علي حزبه لان النظام يعتقد انه الأخطر عليه لاسيما انه إسلامي النزعة ويطعن فى شرعيته وأضاف بان الحكومة تسعى لعزله عن القوى الأخرى تمهيدا لإضعافها أو اتخاذ إجراءات ضده.

وعن كيفية حصول جهاز الأمن عليها قال “الأمن اذكى تماما من ان اعرف من اين سرقوها” لكنه شدد على أنها ليست من الأوراق التي يحملها السنوسي معه وأضاف “الأغلب انهم اختلسوها”.

وتوقع الترابي أن يشهد السودان ثورة تحدث “بغتة” في المستقبل القريب قائلا ستحدث “قريبا، قريبا جدا”. وقال ان النظام سيقاوم بشراسة هبة الشارع السوداني نسبة للجرائم التي ارتكبت في حق الشعب وخوف المسؤولين من العقاب.

ولم يستبعد اعتقاله مرة أخرى وقال انه متهيئ للخطوة وشدد على انه عازم على مجاهدة النظام “وان فعلوا به الأفاعيل” لأنها حسبما قال الثمن الغالي الذي يحتاجه الناس للمرحلة القادمة واحتمال تكاليفها. وقال “نخشى من عاجلة الأجل ، وعاجلة الأجل في السودان هو استمرار هذا النظام ، ولابد من زواله” وتمنى أن يكون التغيير القادم سلميا دون أن يخفى خشيته من حالة فوضى تتبع التغيير القادم وتؤدى لاحقا لتدخل القوى الدولية .

وشدد الترابي على ان كل قوى المعارضة السودانية باستثناء حزبي – الأمة والاتحادي – اتفقت على إزالة النظام بكل الطرق السلمية والمشروعة وان القرار لم يعد محصورا على حزبه. وأكد انه لن يوجه آي انتقادات لتلك الأحزاب رغم تأرجحها بين التقارب مع المعارضة ودخول الحكومة.

وأشار إلى ان معركته مصوبة فقط على إسقاط النظام الحاكم ولن يلتفت إلى معارك مع القوى الأخرى حتى إن هاجمته ونبه إلى عدم توجيهه اى انتقادات لحزب الأمة رغم الانتقادات التي يقوم بها زعيمه الصادق المهدي تارة إلى الحكومة وأخرى إلى المعارضة وأضاف “ونحن لا نريد توزيع نفسنا” .

والمح الترابي إلى احتمالات تحالف حزبه مع الأمة قريبا بشكل ثنائي كاشفا عن اجتماعات عقدت بشان الخطوة دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

والمعروف إن الصادق المهدي قد انتقد الشكل التنظيمي الحالي لقوى الإجماع الوطني وطالب بتبني إستراتيجية جديدة له. إلا أن الترابي قد أكد في تصريحات لتلفزيون العربية مساء الأربعاء تقاربه مع الحزب الشيوعي السوداني وقال ان هذا الحزب أصبح يؤمن بالحريات الواسعة بعد انهيار دول المنظومة الشيوعية.

ووجه حسن الترابي انتقادات لاذعة للرئيس عمر حسن البشير ورئيس جهاز الأمن محمد عطا المولي الذي استغرب من إدلائه بمثل هذه التصريحات على الملاء مذكرا بان وظيفته تقتضي منه رفع تقارير لقيادته دون الخطابات العامة وقال “هؤلاء – يقصد مسؤولى الامن- فى اى بلد يتجسسون فقط ولا ينطقون”.

وأشار إلى أن عطا المولي “يفكر مثل رئيسه (البشير) ويظن لا يمكن أن تصعد إلى الكرسي إلا بانقلاب عسكري.”

وأضاف بان القيادة في البلد باتت تخشى الجيش للحد الذي منعته عند غزو حركة العدل والمساواة لام درمان من النزول إلى الشارع وصد العدوان خشية ان ينحاز الجيش إلى القادمين. وأضاف الترابي “حتى إذا أوذيت ام درمان بمدافع لا يخرج الجيش وأوكلت المهمة إلى منظومات من الأمن ليتصدوا للقادمين”.

وكان الترابي هنا يتحدث عن سياسة صلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق الذي تعمد في مايو 2008 إلى عدم تزويد القوات المسلحة بتحركات قوات العدل والمساواة وإبعاده عن ارض المعركة في الوقت الذي قام بحشد قوات خاصة بالجهاز لمواجهة متمردي دارفور في خارج العاصمة حيث ألحقت بها القوات المهاجمة الخسائر الفادحة وتدخل الجيش السوداني من بعد وتمكن من صد الهجوم .

وكان الجيش السوداني قد طالب الرئيس البشير في أكثر من مرة إبعاد قوش من منصبه ووجه له اتهامات في إدارته لملف دارفور والعلاقات مع تشاد.

ووأشار الترابي إلى عدم مقدرته على رفع دعوى قضائية ضد مدير جهاز الأمن الذى تجنى عليه وكذب بحقه لأن النظام وقادته الكبار ومسؤوليه فى جهاز الأمن معصومون من المحاكمات.

ولم يتردد فى اتهامه بالسخف ومخالفة أحكام الدين التى نهت عن التجسس (حسب ما قال) “فضلا عن سعيه للوقيعة والفتنة بين الأحزاب فى تحالف المعارضة حين تحدث عن تكتل سرى بين الشعبي والشيوعي.”

ومضى فى انتقاده الشديد لمحمد عطا قائلا انه لم يستوعب بعد ان العالم بات يؤمن بالحرية.

واتهم زعيم الشعبى حكومة البشير “بتشويه صورة الإسلام ويصنف كأشد الأنظمة المنتسبة الى الإسلام فسادا واكل المال العام كما انهم بعيدين عن الشورى وباتوا يشترون الناس بالأموال ويهددوهم بالسجن”

وعدد الترابى اخفاقات الحكومة وقال انها هزمت باستبدادها الطاغى ارض الوطن بانفصال الجنوب وخلقت حالة من انعدام الثقة وقال “هؤلاء رفضهم شعب كامل”فضلا عن مأساة دارفور وامتدادها لجنوب كردفان وقال “اشاروا الى انهم لايبالون بالجنوب ولا بشعب دارفور ولا بالنوبه وغدا لن يبالوا بالبجا ).

وأضاف بان كل المشاريع الحيوية انهارت فى السودان وتوقفت الصناعات حين مستها – اليد النحس- حسب تعبيره فى إشارة الى يد الحكومة وأضاف “كل يوم يحتفلون بتأزيم البلد”.

وانتقد الترابى جنوح النظام الى أسلوب الاغتيال – فى إشارة الى مقتل زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم ونبه الى ان الشعب السوداني لا يعرف القتل والاغتيال بتلك الطريقة لكنهم استعانوا بالقوة التي تفعل ويمكن ان يطالوا القادة الآخرين.

وحول حديث الرئيس السوداني عن حسم الهوية الإسلامية قال الترابي ان البشير – لم يسميه- دائما يقول كلاما يؤخذ عليه كما حدث حين قال على الملا انه لا يريد أسيرا او جريحا وباتت من أولى البينات فى المحاكم الدولية عليه ، وعد ما يقال حول الدستور الإسلامي شعارات فقط وتطبيقها ينبغى ان يترجم سلوكا وفعلا فى كيفية التعامل مع الأقليات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *